جبر الخواطر عبادة .. فلتكن عادة - محمد جمعة

جبر الخواطر عبادة .. فلتكن عادة  
تصميم الصورة رزان الحموي 

 

من أعظم العبادات هي عبادة جبر الخواطر

 وهو خلق إسلامي عظيم يدل على سمو النفس وعظمة القلب وسلامة الصدر ورجاحة العقل ، يجبر المسلم فيه نفوساً كسرت وقلوب فطرت ، وأجسام أرهقت ونفوس ضاقت بهم الأرض بما رحبت.

فماأجمل هذه |العبادة |وأثرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور يدخله على مسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً) 

الجبر صفة من صفات الله وهي مأخوذة من اسم الله الجبار....ومعنى الجبار :

 أنه يجبر الكثير ويغني الفقير ، يجبر الفقر بالغنى والمرض بالصحة والخيبة والفشل بالتوفيق والعمل والخوف والحزن بالأمن والإطمئنان فهو متصف بكثرة جبره حوائج الخلق.

جبر الخواطر دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة 

 جبر النفوس من |الدعاء| الملازم لرسول الله أن النبي كان يقول بين السجدتين ( اللهم أغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني واجبرني) .

مواقف النبي صلى الله عليه وسلم في| جبر الخواطر |: جعله الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله  واليوم الآخر.

كان له موقف مع بنت يهودي قال أنس ابن مالك : بلغ صفية بنت حيي بن الأخطب وأبوها يهودي من ألد أعداء| الإسلام| وأصبحت هي أم المؤمنين أن حفصة بنت عمر قالت عنها: إنها بنت يهودي فدخل النبي وهي تبكي فقال لها النبي: مايبكيك؟ فقالت : قالت لي حفصة أني بنت يهودي 

 فقال لها النبي وجبر خاطرها : إنك لابنة نبي لأن جدها هارون بن عمران أخو موسى ابن عمران وأن لعمك نبي وهو موسى ابن عمران وأنك لزوجة نبي .

ثم التفت إلى حفصة وقال لها : اتق الله ياحفصة .

النبي يجبر خاطر أسماء بنت عميس

 دخلت أسماء بنت عميس وهي ممن قدم من الحبشة على المدينة فهاجرت الهجرتين فدخلت على |حفصة بنت عمر| زوجة النبي زائرة فلما دخلت عندها دخل عمر رضي الله عنه على ابنته حفصة فرأى هذه المرأة عنده فقال عمر لحفصة :

 من هذه؟ قالت : أسماء بنت عميس

 قال عمر: الحبشية هذه البحرية قالت أسماء: نعم 

فقال لها عمر: سبقناكم بالهجرة فنحن أحق برسول الله منكم فانكسر خاطرها فغضبت وقالت :

 كلا والله كنتم مع رسول الله يطعم جائعكم ويعظ جاهلكم 

والله لاأطعم طعاماً ولاأشرب شراباً حتى أذكر ماقلت لرسول الله فلما جاء النبي أخبرته أسماء بما حدث بينها وبين عمر 

فقال النبي : ليس بأحق بي منكم وله ولأصحابه| هجرة| واحدة ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان ففرحت فرحاً شديداًوجبر خاطرها.

تقول أسماء : أنها قالت 

لقد رأيت أبا موسى الأشعري كان معها في السفينة ممن قدم من الحبشة ، فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السفينة يأتونني جماعات يأتون إلى بيتي يسألونني عن هذا الحديث: مامن الدنيا شيء هم به أفرح ولاأعظم في أنفسهم من جبر الخواطر.

            بقلم محمد عيسى جمعه