مفهوم الرحمة عند البشر وكيف تتجلى عند سيد البشر ﷴ ﷺ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
من أشكال الرحمة والتراحم بين الناس
* الرحمة ببالمستضعفين والمستخدمين.
دعا| الإسلام |إلى الرفق واللين في معاملة المستضعفين والمستخدمين والعمال ،واعتبر أن التشدد في مطالبتهم بتأدية بعض الأعمال المجهدة التي تفوق طاقتهم يسبب لهم الإرهاق والإجهاد ،ويشعرهم بالظلم والقهر .
قال الله تعالى : (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها )
وقال تعالى : ارحموا من في الأرض ، يرحمكم من في السماء)
* وحثنا على تكريم العمال والمستخدمين ،وتقدير جهودهم ،وإعطائهم حقوقهم ومستحقاتهم ،وعدم معاملتهم بجفاء وخشونة وقسوة ، لأن هذا يوذي مشاعرهم وكرامتهم ،ويشعرهم بالذل والإهانة ،وفي هذا بعد عن| الرحمة | والانسانية.
* كما حثنا على الرفق بالحيوان ،وعدم الإساءة إليه ،فهو مخلوق يشعر ويحس ويتألم ويتعب ويصاب بالمرض والجوع والعطش ،فلا يجوز تعذيبه ،ولا يجوز إجهاده بأعمال تفوق طاقته ولا يجوز تجويعه والتقصيرعليه بالطعام والشراب .
*الرحمة بين الأزواج
حرص الإسلام على التراحم بين |الأزواج |والتعامل فيما بينهم بود وألفة ومحبة لبناء جسور ودعائم لحياة أسرية هانئة يسودها الحب والتفاهم والاستقراروالدفء
قال الله تعالى : (وجعلنا بينكم مودة ورحمة)
**رحمة النبي الكريم
فإذا كان هذا الكَمُّ من الرحمة يسكن قلوب الناس من آباء وأمهات وأبناء واخوان وغيرهم من سائر المخلوقات ،فما بالك بالرحمة في قلب سيد الخلق والبشر "سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم " نبي الله ورسوله الرحمة المهداة ،حامل الرسالة السماوية السمحة ،الذي جُبل على السماحة وطيب النفس وكرم الأخلاق والشيم وجميل الصفات
هو أكثر الخلق رأفة بالخلق ،وأكثرهم رحمةً وعطفاً وإحساناً .
كان عليه الصلاة والسلام يكتم الغيظ ، ويعفو عن الناس ، وكان إذا أراد أن يدعو على أحد دعا له بالخير والصلاح والهداية ،ولو كان من الكفار والمشركين .
كان يكرم ضيفه ،ويكرم جاره ويحسن إليه ويزور مريضه ،ويحرص على عدم ازعاجه، أو إىذائه ولو برائحة الطعام، خشية أن يكون فقيراً لا يملك ثمن طعامه
قال عليه الصلاة والسلام : ( لا يدخل الجنة من بات شبعانا ، وجاره جائع وهو يعلم)
حتى ولو كان جاره مشركاً أو كافراً ،أو كان قد أساء إليه.
وكان يتعامل مع جميع الناس بكريم الخلق وجميل الأخلاق، فيعفو ويصفح عمن أساء إليه ويلتمس له الأعذار ،بل ويدعو له بالهداية .
قال الله تعالى : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
كان عليه الصلاة والسلام يحب أمته ،ويخاف عليها ويدعو لجميع |المسلمين| ويستغفر لهم .
قال الله تعالى :(فبما رحمة لنت لهم ولوكنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حو لك فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر)
من رحمته عليه الصلاة والسلام
أنه برغم ما قاسى وتحمل من قومه أثناء نشر الرسالة ، وما ذاق منهم من ألوان العذاب والتشريد والقهر ، فإنه لمَّا أذن الله أن تشرق شمس الدعوة الاسلامية ويسطع نورها ،وجاء النصر والفتح المبين ،وتم فتح |مكة المكرمة| ،صفح عن بني قومه
وقال لما سُئِل : ما أنت فاعل بهم؟
قال صلى الله عليه وسلم :( أخ كريم وابن أخٍ كريم اذهبوا فأنتم الطلقاء )
وقد أرسله الله تعالى برسالة الخير ،ونزع من قلبه كل غل وحقد وكره ،وجبله على المحبة والأخلاق الفاضلة ،وكان لطيب خلقه وسماحته أبلغ الأثر في نشر الدعوة في كل بقاع العالم
كان صلى الله عليه وسلم سمحاً كريم اليد سخياً عطوفاً على الفقراء والمحتاجين ،يسعى لتفريج هموم الناس وكرباتهم .
ويلقى الناس بوجه طلقٍ باسم ،تعلو وجهه ابتسامة بشرٍ ،تدخل البهجة والسرور والطمأنينة إلى قلوبهم .
قال عليه الصلاة والسلام :(تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)
دعوته عليه الصلاة والسلام ..
كان يدعو دائماً لإزالة الشحناء والخلافات والخصومات بين المتخاصمين ،ويدعو إلى نبذ العداوات بين الناس، ويسعى إلى تحقيق التآخي والتسامح، ونشر المحبة والوئام فيما بينهم
قال عليه الصلاة والسلام :
(لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ،يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ،وخيرهما من يبدأ صاحبه بالسلام)
رعايته عليه الصلاة والسلام لليتيم والدعوة إلى كفالته
كما وتتجلى رحمة النبي الكريم باهتمامه باليتيم حيث دعا إلى كفالته ورعايته ،وتعهده بالعناية والحنان ،وأولاه شطراً كبيرأ من اهتمامه ،وحض على الحفاظ على أمواله وعدم تبديدها وحمايتها من الهدر والضياع والسرقة حتى يكبر ويصبح قادراً على التصرف بها
وقد وعد كافل اليتيم بجزيل العطاء قال عليه الصلاة والسلام :
(أنا وكافل| اليتيم |له أو لغيره كهاتين في الجنة وأشار إلى السبابة والوسطى وفرج بينهما )
يقصد بشرف مجاورته له في الجنة
صلى الله عليك يا سيدي يارسول الله
في مقالتنا هذه نهلنا من ينبوع الشمائل النبوية وصفاته العظيمة الشريفة ،وتحدثنا عن جوانب من صفة الرحمة التي اتصف بها الحبيب المصطفى ،والتي تجلت في مواقف عديدة.
تابعونا في مقالنا القادم لنتعرف على المزيد
هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك