مفهوم الرحمة عند البشر وكيف تتجلى عند سيد البشر ﷴ ﷺ تصميم الصورة وفاء مؤذن |
الرحمة صفة عظيمة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمعاني السامية الجليلة السمحة ،وتتجلى بالعاطفة النابعة من الحنان والرأفة
وهي صفة من صفات الله تعالى فهو الرحمن الرحيم ،وهو أرحم الراحمين الذي يشمل برحمته كل العباد وكل الخلائق.
ومن أرحم بالخلق من الخالق؟
وأي رحمة كرحمته التي تتسع لكل شيء؟
والتي يغدق بها على عباده ،فيصفح عنهم إن أخطأوا ويعفو عنهم إن أساؤوا ،ويغفر لهم إن أذنبوا ،ويرحم ضعفهم ويفرج همومهم ،ويقضي حاجاتهم ،ويرفع عنهم كل ضيم .
قال الله تعالى :(ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون)
هذه رحمة رب السماء فماذا عن رحمة أهل الأرض والتي حباهم الله بها؟
وماذا لو علمت أيها |المسلم |الكريم أن كل الرحمة التي تراها وتسمع عنها وتدركها على اتساع رقعة الأرض ،وما تضمه من كائنات متنوعة ،وما تحمله في أعطافها من رحمةٍ ورفقٍ وعطفٍ
إنما هي جزء يسير مما ادخره تعالىٰ من الرحمة عنده ليرحم بها عباده يوم القيامة
تخيل مدى محبة الله لعباده، ومدى حرصه على نجاتهم.
إنه اللٰه تعالىٰ رب العباد ،رحمٰن الدنيا والآخرة ورحيمهما .
فسبحانك اللهم ربنا ما أكرمك ،سبحانك ربنا ما أعظمك ،سبحانك ربنا ما أرحمك .
في مقالتنا هذه أنت مدعو لتتعرف معنا على مفهوم الرحمة عند البشر ،وكيف تتجلى عند سيد البشر ،سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكن معنا. ...
الرحمة جزء من تكوين النفس البشرية
جبلهم الله عليها ،وقد أودع سبحانه وتعالى الرحمة في قلوب البشر .
* فبدأ بقلب الأبوين وملأهما بالحب والحنان لا سيما قلب| الأم| ،ومن منا لا يعرف عطاء الأم وتفانيها من أجل أولادها ؟
وكم تفيض حناناً وعطفاً ؟
فهي تغمر أبناءها بالحب ،وتتعهدهم بالرعاية منذ صغرهم ،تعطي بلا منٍّ ولا شكوى وبلا توقف
تؤثرهم على نفسها وراحتها وتمنحهم كل ما تملك من حب وحنان، وتستمر في العطاء حتى آخر رمق من حياتها .
كما أن الحيوانات والوحوش من ذئاب وضباع وغيرها والتي نراها ضارية كاسرة فإنها تحنوعلى صغارها وترعاهم وتطعمهم وتسقيهم وتحميهم وتدافع عنهم
وكذلك الطيور على اختلاف أنواعها وأشكالها ،فإنها ترعى صغارها وترحمهم وتحنو عليهم ،وتغمرهم بالحب والعاطفة والحنان.
وهذا يندرج على جميع |الكائنات الحية| وكل الخلائق فالرحمة شيء فطري غريزي وضعه الله في قلوبها يولد معها وليس شيئاَ مكتسباً
تتجلى الرحمة عند البشر في صور عديدة
و من أبرز أشكالها : البر بالوالدين والرحمة بهما وحسن معاملتهما لاسيما عند شيخوختهما وكبرهما، ومن أولى منهما بالرحمة والحنان والاهتمام ، وهما قد أفنيا عمريهما بتربية الأبناء والقيام على خدمتهم ورعايتهم
قال الله تعالى:
(ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما ،وقل لهما قولاً كريماً ،واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا)
* الرحمة بين الناس
أمر الله تعالى الناس بالرحمة ،وحثهم على التراحم فيما بينهم ،وجعل الرحمة سبيلاً لزيادة المودة والألفة وتعزيزاً لمفهوم الأخوّة الصادقة ولتقوية أواصر المحبة والترابط بين أفراد المجتمع ،ولتحقيق الاصلاح وإزالة الخلافات والمشاحنات والخصومات بين الناس ،وإحقاق الحق وإقامة العدل والسلام ، قال الله تعالى :( إنما المؤمنين أخوة ،فاصلحوا بين أخويكم لعلكم ترحمون)
وقال جل وعلا :
(الراحمون يرحمهم الرحمن)
للحديث تتمة تابعونا في مقالتنا القادمة لنتعرف معاً على المزيد
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك