لا دموع بعد اليوم تصميم الصورة وفاء مؤذن |
سحب كرسيها إلى الوراء ،أشار لها بيده لتجلس وهو يحني رأسه بأدب، قائلاً : تفضلي بالجلوس أميرتي الجميلة..
كم هو لطيف ورقيق ، إنه يعاملها كأميرة حقيقية ...
همس لها : أنت فاتنة اليوم ...
توردت وجنتاها صارت بلون فستانها.
جلست بهدوء ،لكنها من الداخل كانت تتوهج حماساً ورغبة في معرفة مفاجأته
تمنت لو يحدثها عنها حتى قبل أن يبدأها بالسلام.
سكت أمجد ... ولم يقل كلمة واحدة
بل ظلّ يتأملها برهةً .... بدا مسحوراً بجمالها...
أسعدتها نظراته وأرضت غرورها ،غمرتها سعادة ،لكنها لازالت قلقة ومتلهفة لمعرفة ما عنده.
بادرها بالقول الحمد لله ،استقرت الأمور أخيراً شارفت| الحرب |على الانتهاء ،وهدأت عواصفها
الحمد لله أنني رأيتك بخير ،كاد القلق يقتلني .
تنهد ثم تابع قوله ، وكأنه يبرر لها سبب غيابه وانقطاعه عنها :
ارتفعت وتيرة الحرب وازدادت حدة المعارك في منطقتنا ،وانقطعت الاتصالات تماماً عندنا
تعذر عليّ الإتصال بك ....حاولت كثيراً ولم أُفلِح
ثم انهمكتُ في التحضير للامتحانات ،لكنك كنت دائماً معي....
لم تقل مجدولين كلمة واحدة
إنها تعي تماماً ما يقول ،وتعرف أن ما يقوله حدث فعلاً ،بل هي في الأساس لم تطلب منه تبريراً ،ولا عاتبته
هي مثله كانت تتمنى أن تراه بخير.
كانت تنصت بصمتٍ وإصغاءٍ ،ولما سألها عن أحوالها وعن أسرتها، ترقرقت الدموع في عينيها وغشتها موجة حزن
آلمه حزنها.... أدرك أن وراءه أمرٌ مؤلم.
لم تتمكن من الإجابة خنقتها العبرات ،فغيَّر دفة الحديث
وبدون مقدمات قال لها : زوجة المستقبل
عروسي الحلوة هل توافقين...؟...
أغمضت عينيها ،وقبل أن يكمل طلبه هزت رأسها بالموافقة .
ثم قال :بالأمس حصلتُ على دبلوم الهندسة ،أردت أن تكوني أول المهنئين ،بل المهنئة الوحيدة التي تشاركني احتفالي بالتخرج ،وأردت أن أتوِّج فرحتي بطلب يدك ،وأن أخبرك ....ثم سكت برهة....
ابتسمت ،خفضت بصرها وأرخت هدبيها بخجلٍ ...حان وقت المفاجأة التي تنتظرها ،بدأ قلبها بالخفقان بشدة، حتى بدا فستانها وكأنه يخفق مع دقات قلبها.
ثم تابع كلامه سنسافر معاً إلى الإمارات... عقد عمل رائع بانتظاري ٠
وقع كلامه كالصاعقة عليها
ارتبكت وتلعثمت ،باغتها سعال مفاجئ ، بسرعةٍ صب لها كوباً من الماء ...شربت قليلاً منه
حتى الماء وجدت صعوبة في ابتلاعه ...... أحست بغصة في حلقها
تنحنحت، وقالت بصوت متهدج : تريد أن تسافر؟
قاطعها ،بل أن نسافر حبيبتي....
خلال شهر واحد سنطير معاً ،سنكون معاً سيجمعنا بيت واحد .
حاولت الكلام ولكن الكلام خذلها فسكتت...
أغمضت عينيها وتنهدت بحزن
استغرب أمجد تصرفها فتح عينيه بدهشة ،صدمه موقفها
رفع ذقنها بيديه ونظر إلى عينيها
قال بدهشة : ظنتتك ستفرحين.
خانتها دموعها فبكت ،كل خوفها وألمها وكل ما عانته استحال دموعاً
قالت بحزن :لا أستطيع السفر...
وبصوت يغلبه البكاء :لا أستطيع السفر.... أمي ...
مابها ؟ قال أمجد....
لماذا رفضت مجدولين السفر مع أمجد؟
هل هي محقة في رفضها؟
ما مرقف أمجد من قرارها؟
رافقونا في الحلقة القادمة لنعرف ماذا جرى
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك