ماذا تعرف عن " الذاكرة الكاذبة " أو " تأثير مانديلا " ؟ - الجزء الأول - تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
وعندما نشرت " فيونا " هذا الكلام على الإنترنت،وجدت تجاوب من آلاف الناس،و يقولون ذات الكلام و يفتكرون لقطات من الجنازة .
و عندما تم سؤال العجائز الذين كانوا في عمرالشباب في هذه الفترة،أكدوا الكلام ذاته و قالوا أنهم يتذكرون جنازته ،و قالوا بأن جنازة مانديلا كانت قد أحدثت ضجة كبيرة حينها .
و لكنها لم تكن جنازة مانديلا حينها !!
المشكلة هنا أن نيلسون مانديلا لم يمت في الثمانينات ،ولكن نيلسون مانديلا خرج من السجن في سنة ١٩٩٠ م ، و توفي في سنة ٢٠١٣ م .
كيف ذلك !؟
-بعد الشرارة التي أطلقتها " فيونا " ، فإن الموضوع بدأ ينتشر في كل مكان ، والناس بدأت تتجرأ وتقول عن عشرات المئات من أمثلة عن " ذكريات خاطئة " لأشياء حدثت ، و عند مقارنتها في حقيقتها وجدوا أنها مختلفة ، و ليست كما تم ذكرها من قِبل الناس .
و هذه كانت بداية انتشار مصطلح ( تأثير مانديلا ) أو ( الذاكرة الخاطئة ) أو ( False memory ) .
* مصطلح الذاكرة الخاطئة :
موجود منذ زمن " سيغموند فرويد " ، الذي عكف دراسته و مناقشته بعد أن كان مقتصر على تذكر بعض الناس لأحداث تحرش و مضايقات لهم عندما كانوا اطفال،في حين أن هذه الأحداث لم تكن قد حدثت، و لا يوجد مصداقية لها .
و كانت منها حالات تعود إلى |ضعف الشخصية| وعدم الإحساس بالأمان مع عامل الخوف الدائم ، وكان هذا يؤثر على مجريات حياتهم اليومية .
ومن هنا ظهرت متلازمة الذاكرة الخاطئة The False memory :عندما بدأ الموضوع ينتشر بعد |عصر الإنترنت| ، بدأت تظهر تفسيرات كثيرة للذي يحدث .
* فكيف يتذكر الإنسان شيء وعندما يبحث عنه يجده مختلف ؟
تفسير العلماء :
عالم النفس ( |أرثر كلارك| ) حاول أن يفسر هذه الظاهرة فقال : بأن هذه الظاهرة هي حالة يقوم فيها العقل بخلق الماضي مرة أخرى من ذكريات ليست كاملة ، فيخرج واقع مختلف عن الذي حدث في الزمان ، و يكون شبيهاً به فهذا الذي يخلق هذه الحالة الخاطئة .
هذا التفسير تقريباً علمي ومنطقي .
و أيضاً يقال بأن طريقة عمل الذاكرة مختلفة عن الذي نفهمه، لأن |الذاكرة| ليست الهدف منها حفظ البيانات فقط ، ولكن الهدف هو تهيئة العقل و تجهيزه لفهم وممارسة المواقف اليومية التي يمر بها بناء على خبرات سابقة .
فمن الطبيعي عندما تتذكر شيء لا تتذكره تماماً ، بالرغم من قناعتك السابقة أنه كان موجود بشكل مختلف عن الذي تذكرته .
إقرأ المزيد ...
رهف ناولو
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك