الكارثة القادمة التي تهدد سويسرا - الجزء الثاني تصميم الصورة وفاء مؤذن |
ارتفاع الحرارة يؤدي إلى تصدّع جبال الألب
بدأت بعض مناطق جبال الألب تتصدّع وتنهار، فالتربة عليها تربةٌ صقيعية، أي أنها مزيجٌ من التراب والحجارة والجليد، فعند ارتفاع درجات الحرارة يبدأ الجليد بالذوبان، ويترك مكانه فراغاتٍ في التربة، فتصبح ضعيفةً وتتصدع، وقد حدثت الكثير من |الانهيارات الجبلية| في السنوات الأخيرة بسبب ذلك.
نحو المزيد من الارتفاع الحراري: تحتوي التربة الصقيعية بطبيعتها على كمياتٍ كبيرةٍ من غازات الدفيئة كثنائي أكسيد الكربون والميثان، وعند |تصدّع التربة|، تتحرّر تلك الغازات وتنتشر في الهواء، ما يؤدي إلى المزيد من |ارتفاع درجات الحرارة|، وزيادة سرعة الارتفاع فيها، وهذا هو السبب الثاني الذي يدفع سويسرا وغيرها إلى محاولة الحفاظ على الجليد وعلى درجات الحرارة المنخفضة، لتجنّب تلك الكارثة.
تداعيات تصدّع التربة على اقتصاد سويسرا
إن عدم استقرار التربة سيعني بالضرورة تعرّض الكثير من القطاعات الاقتصادية للخطر، كقطّاع النقل والمواصلات البرية بمختلف أشكالها، وهذا طبعاً سيؤثر سلباً على قطاع السياحة المرتبط مباشرةً بقطاع النقل، وكذلك سيؤثر على عددٍ كبيرٍ من الموظفين والعاملين في تلك القطاعات، ولا ننسى بأن الكثير من الأرياف السويسرية ستصبح غير قابلةٍ للسكن بسبب الخوف من الانهيارات الجبلية المحتملة.
الجبنة والشوكولا السويسرية في خطر
تزوّد سويسرا العالم بأربعمئةٍ وخمسين نوعاً من الجبنة، وهي أفضل وأشهر أنواع الجبنة في العالم، كما لا يمكن تجاهل لذة الشوكولا السويسرية وشهرتها وانتشارها حول العالم، وجميع أنواع الجبنة والشوكولا السويسرية مهددةٌ بالانقراض، بسبب هجر المراعي واستحالة الاستمرار في تلك الصناعات بسبب قلة مياه شرب الأبقار التي كانت تنتشر في مناطق أصبحت مهددةً بالزوال.
تجاهل تحذيرات العلماء: سويسرا ليست الدولة الوحيدة التي تعاني من تداعيات تغيّرات المناخ وظاهرة |الارتفاع الحراري|، فالكثير من دول العالم تعاني أيضاً، ولعلَّ دول أوروبا ليست الأكثر تضرراً من تلك التغيرات، فأضرار دول افريقيا والشرق الأوسط قد تصل إلى ثلاثة أضعاف، ورغم أن العلماء قرعوا أجراس الخطر منذ ربع قرنٍ تقريباً، فإن العالم لا يفعل الكثير لتجاوز تلك المحنة الناتجة عن التغيرات المناخية، وحتى أوروبا نفسها لم تفعل الكثير لتقي نفسها من تداعيات تلك المحنة.
إلى متى سنستمر في تدمير كوكبنا
شاهدنا في السنوات الأخيرة عدداً كبيراً من التحذيرات والمؤتمرات والاتفاقيات حول الحد من التغيرات المناخية والارتفاع الحراري، ولكننا لم نلمس شيئاً على أرض الواقع حتى الآن، فهل سيستمر البشر في تدمير كوكبهم لإشباع أطماع كبار رجال الاقتصاد؟ أم أنهم سينتبهون إلى ضرورة الحد من استخدام المشتقات النفطية ومخلّفات المصانع لوقف الكارثة القادمة؟
نتوقع من القارئ أن يشارك المقال لكي يصل صوت العقل إلى أكبر عددٍ من القرّاء.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك