أخطاء قاتلة في تربية الأطفال ويجب أن تتجنبها تصميم الصورة : رزان الحموي |
ما هي أشهر وأكثر الأخطاء الشائعة في تربية الأطفال؟
١- التربية الصارمة
أي عندما يكون الأهل لديهم سيطرة كاملة على تفاصيل حياة الأطفال ومن دون إظهار أي مشاعر حب وشوق واهتمام لهم، الأهل يكونوا يحبوا الطفل حقاً لكن يعتبروا إظهار المشاعر هي نقطة ضعف تجعلهم يفقدوا سيطرتهم عليه، وبنظرهم الطفل يجب أن يتربى بشكل صحيح أولاً
أي المهم أن يتعلّم الأدب والأخلاق، ولذلك العلاقة بين الطفل والأهل تكون قائمة على الاحترام فقط، أي من النادر جداً أن يمزحوا الأهل مع أولادهم، وممنوع الولد أن يخطأ بأي كلمة وإلا سيتعاقب، وممنوع أيضاً أن يناقش أي قانون مفروض عليه وبتلك الطريقة الأهل يسيطروا على كل جوانب حياته وفي الحقيقة أن هذا الأسلوب سيئ جداً في التربية ويدمر| شخصية الطفل| ويدمر نفسيته...
▪على سبيل المثال:
يتابعوا تعليم طفلهم بشكل دقيق ويحددوا النشاطات والهوايات التي يجب أن يحبها، ويختاروا من هم أصدقائه الذين سيصاحبهم ومن الأشخاص الذين يجب أن يجلس معهم وماذا يشاهد على التلفاز ونتيجة لذلك يشعر الطفل بالاختناق الكبير....
أخطاء قاتلة في تربية الأطفال ويجب أن تتجنبها تصميم الصورة : رزان الحموي |
عادة الأهل يلجأوا إلى هذا الأسلوب إذا كانوا يعيشوا في بيئة عدوانية ويضطروا إلى تطبيق قوانين صارمة على الطفل، ونتيجة تلك التربية للطفل يكون غير سعيد بشكل عام، ومع الوقت يتعلّم أن يكتم مشاعره لأنه من الخطأ أن يعبر عنها، ويتعلّم حتى يكسب حب الآخرين ورضاهم يجب أن يطيعهم في كل ما يقولوا مهما كلفه الأمر لو كان على حساب نفسه، ونتيجة لذلك عندما يكبر يتصرف الصح ولو كان على حساب راحته.
▪على سبيل المثال:
يكون الموظف المثالي في الشركة الذي دائماً يسمع كلام الآخرين ويسمع كلام الإدارة، ومع الأسف لا يجد تقدير من أي شخص، ولا يستطيع أن يستلم أدوار القيادية في أي مجال ببساطة يتحول إلى شخص تفكيره محدود ضمن قواعد معينة ولا يعرف كيفية التفكير خارج الصندوق ولا يملك القدرة لمتابعة شغفه وأفكاره وأحلامه، وفي |العلاقات العاطفية| هذا الشخص يتعلق بشكل كبير في الشريك ويخاف أن يزعله ويكون تبعي وغير مستقر بشخصيته.
٢- التربية المتساهلة
وهذا النوع من التربية هو عكس التربية الصارمة والأهل ليس لديهم أي خجل في التعبير عن مشاعرهم للطفل، والمشاعر تطغى على أي تصرف عقلاني ولذلك لا يضعوا شهود ولا قواعد على الطفل
وهذا النوع من الأهل يكونوا غالباً يحاولوا الإنجاب منذ فترة طويلة أو تكون أول تجربة لهم بتربية الأطفال ولذلك لديهم حب للولد بشكل كبير، وبالتالي دائماً مستعدين لتلبية كل حاجاته ومساعدته وهؤلاء الأمور أهم من أي شيئ آخر بالنسبة لهم، والولد هنا يجد نفسه لديه الحرية الكاملة لفعل مايريد، فإذا لم يريد النوم لا ينام وإذا لا يريد أن يدرس لا يدرس ويشتري ما يرغب ويأكل ما يريد، هنا الوالدين يلعبوا دور الصديق أكثر من دور الأهل وعلى الأرجح الولد ينادي لهم باسمهم وليس بابا أو ماما.
أخطاء قاتلة في تربية الأطفال ويجب أن تتجنبها تصميم الصورة : رزان الحموي |
نتيجة هذا النوع من |التربية| عندما يكبر الولد تكون حياته دون حدود ودون قواعد ومن أجل ذلك لا يملك ميزان يميز فيه بين الصح من الخطأ، ويكبر ويعتقد أنه محور الكون وأنه شخصية كاملة ومتكاملة ويفهم في كل شيئ والآخرين لا يفهموا، وبالتالي لا يقبل أي نصيحة من أي شخص
هؤلاء أشخاص لا يحبوا النظام وفي مجال العمل لا يتحملوا أي شركة ودائماً يغيروا عملهم ويتنقلوا من عمل إلى آخر، ومعظم الأشخاص الذين تربوا على هذا الأسلوب هم أشخاص عصبين ويفقدوا أعصابهم بكل سهولة، وأي مشكلة تواجههم يجدوا صعوبة في حلها لأنهم غير متعودين على التحديات والمصاعب وفي العلاقات العاطفي هو اتكالي جداً يرمي كل المسؤولية على الطرف الآخر.
٣- التربية المؤيدة
وهذا النوع من الأهل ليس لديهم مشكلة في إظهار الحب الكبير للطفل، ولكن بذات الوقت يتابعوا تفاصيل حياة الطفل بدقة أي لديهم سيطرة على حياة أولادهم مع ترك مساحة للمناورة ويشجعوا الطفل على أن يكون له استقلالية ويسمعوا آرائه واحتياجاته، ولكن ضمن الحدود التي رسموها له فيتركوا الطفل يلعب ولكن ضمن أوقات معينة، ومسموح أن يأكل أيس كريم مرة واحدة بالأسبوع، ودائماً الولد لديه مساحة للنقاش وحرية للتعبير عن رأيه ضمن الحدود المرسومة.
أخطاء قاتلة في تربية الأطفال ويجب أن تتجنبها تصميم الصورة : رزان الحموي |
هذا الأسلوب يخلق ثقة عالية في النفس ويساعد الطفل على تطوير مهارات الكلام والتحليل في وقت مبكر من حياته، وفي |المدرسة| يكون عادة من المشاركين ويقول رأيه دون أي خجل، وبالتالي يكون الولد قادر عن التعبير عن مشاعره وعدم كتمها في داخله، وعندما يكبر يعرف بوجود قوانين ويطبقها إذا كانت فقط منطقية ومقنعة، هؤلاء الأشخاص يأخذوا أدوار قيادية في الحياة وفي العلاقات العاطفية تجدهم يسمعوا للطرف الآخر ويشاركه اهتماماته وطموحاته لأنه مكتفي ذاتياً ولديه توازن بين عقله العاطفي وعقله المنطقي.
٤- التربية الغير مبالية
في هذه الحالة الأهل لا يظهروا أي مشاعر حب ولا يظهروا أي قواعد للطفل، وبهذه الحالة الأهل لا يظهروا أي اهتمام عاطفي، ودائماً مشغولين في أعمالهم وشركاتهم لا يهتموا في وضع أي قواعد للطفل وهنا يجد الطفل نفسه لديه مساحة كبيرة من الحرية كي يفعل ما يريد، ولكن من دون أن يعرف الصح من الخطأ، وهذا الطفل دائماً يشعر بوجود نقص في حياته ودائماً يبحث عن عاطفة أو حنان من أجل أن يملئ الفراغ الذي بداخله، وممكن أن يتعلق في معلمته في المدرسة ونتيجة تلك التربية يكبر الولد ويشعر أنه لا يوجد أي قيمة لنفسه، ويعتقد أنه مهما فعل لا أحد سيهتم ولا أحد سيقدره، وفي المدرسة لا يكون تلميذ ناجح ويخجل أن يعبر عن ذاته، وفي العلاقات العاطفية يبحث عن شخص أكبر منه سناً كي يعطيه حنان الأهل وكي يوجهه بشكل صحيح.
في النهاية أساليب التربية تختلف من عائلة إلى أخرى وممكن للأهل أن يستخدموا أكثر من أسلوب في التربية مع طفلهم، وهذا الأمر حسب الولد وحسب البلد وحسب الظروف المحيطة، إن نية الأهل اتجاه الأطفال بالطبع تكون سليمة ولكن في بعض الأحيان الظروف تعاكسهم وتؤدي إلى دمار شخصية الطفل ودمار نفسيته.
نرجو الفائدة ...........
ريما عنجريني
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك