أنت المسؤول عن تدمير العلاقات الزوجية تصميم الصورة رزان الحموي |
ماذا تعتبر السلطة
أي سلطة تعتبر طريق للتحكم و|السيطرة| على الآخر سواء هذه السلطة من دافع الحب أو من دافع النصيحة أو من دافع الإدارة أو من دافع ولي أمرك فتعتقد أنك كونك أب من حقك التدخل في شؤون أولادك وفي قراراتهم وفي اختياراتهم ونتيجة لذلك ستخسرهم ويخسروك، أو من دافع أنكِ أم وتضغطي على أولادك وطوال الوقت نقد وشكوى وسيطرة وتحكم وفرض رأي وتهديدات كل هذا من باب السيطرة لأنها هي تفقد السيطرة على ذاتها نتيجة لذلك يبتعدوا عنك وينفروا منك، أو المدير الذي يفرض سيطرته على موظفيه هو فاقد السيطرة على نفسه وعلى حياته وعلى مشاعره، ولهذا يرغب في السيطرة على الجميع كي يشعر بقيمة نفسه ويشعر بأنه يعمل شيء مهم، إن الأشخاص الذين يفقدون السيطرة على حياتهم طوال الوقت يرغبون في السيطرة على من حولهم، وحتى الزوج الذي يتحكم في زوجته هو فاقد السيطرة على نفسه.
ماذا تفعل إذا كنت تسيطر على الناس حولك
انظر إلى الأمر من جانب آخر اسأل نفسك هل أنت موكل في السيطرة على الناس حولك هل أنت موكل بمن معك أم موكل في نفسك فقط، فأنت لم تخلق في الدنيا لتحمل هموم الناس وتفكر بهم وتختار لهم وتتحكم في قراراتهم وتتخذ قراراتهم عنهم، تجنب هذه السيطرة التي تنفر الناس منك.
ماهي أشهر مقولات السيطرة
أعمل هذا لأنك لاتعلم، افعل ذلك كي لا أغضب، عليك فعل ذلك كي أحبك، تزوج هذه وادرس في هذه الكلية واعمل في هذا المكان، طوال الوقت تحاول فرض سيطرة ماتراه مناسب من وجهة نظرك أنت، من وجهة نظر |الذات الزائفة|، من وجهة نظر شخص لايعرف أن يدير حياته.
أنت المسؤول عن تدمير العلاقات الزوجية تصميم الصورة رزان الحموي |
ماهو هدف الناس من التحكم والسيطرة على الناس حولها
إن كل الأشخاص التي تحاول التحكم في الناس حولها هي فقط من أجل إرضاء ذاتها تفعل ذلك، إن كل شخص له حدود لايجب أن يتخطاها أو يتجاوزها مع الآخرين ويجب أن لاتسمح لأحد أن يتجاوزها.
ماذا تفعل مع أولادك إذا أخطأوا
إذا لجأوا إليك بالنصح قدم لهم نصيحة وساعدهم أما إذا لم يلجأ إليك ابنك، فهذه حياته وقراراته ومستقبله لاتحاول التدخل في حياته، فالله تعالى خلقه حر وله حرية الاختيار فهذه حياته ومستقبله، كل شخص يعرف مصلحته، قد يعتقد الأهل أنهم هم يعرفوا مصلحة أبنائهم لكن الحقيقة لاأحد يعرف مصلحة أحد سوى الشخص ذاته فهو فقط يعرف الذي يناسبه والذي لايناسبه وحتى إذا اخطأ سيتعلّم من أخطاءه، فالأهل يربوا ويعلّموا أولادهم لكن في فترة من الفترات ممنوع أن يجبروا أولادهم أو يفرضوا عليهم أي شيء في الحياة حتى لو كان الأمر الذي تجبره عليه هو خير ليس من حقك، في الآية الكريمة "ذكر فإنما أنت المذكر"، حتى في أمور الدين لايحق لك أن تجبرهم على شيء، كل شخص حر في قراراته واختياراته، فأنت تلجأ إلى السيطرة لأنك غير واثق في ذاتك غير واثق في قدراتك وتشعر في الفشل في حياتك وترغب في التحكم بالآخرين.
كيف يكون شكل التحكم
يكون غالباً على شكل |عبارات ابتزاز|، فتقول قلبي وربي يغضب عليك، وأنا أكرهك، ويتجنب الحديث مع ابنه، يجب أن تتوقف عن الابتزاز العاطفي للأبناء كي يخضعوا لإرادتكم ولأحكامكم ولكي يكونوا تحت سيطرتكم، كي تشعروا بتعويض الفشل الذي تعرضتم له في حياتكم فتعوضوه في أولادكم، فالأولاد ليس فرض عليهم تحقيق أحلامكم التي فشلتم في تحقيقها، فكم من الطلاب يعانوا من الفرع الجامعي الذي يدرسوه ولا يحبوه ويفشلوا فيه فقط ليرضوا أهلهم ولا يعرف فعل مايحب فقط يتبع أحكام أهله، وإذا لم يفعل ذلك سيغضبوا عليه، وطالما سمحت للآخرين أن يتعدوا على حدودك ويجبروك على ذلك ستفقد حريتك.
أنت المسؤول عن تدمير العلاقات الزوجية تصميم الصورة رزان الحموي |
ماهو شعور الشخص الذي تجبره على شيء معين
إذا كنت |تجبر شخص| على أمر ما فأنت حرفياً تسجنه وتسحب حريته وتجعله يعيش في جحيم، وبالتالي استحقاقك هنا هو أن تنسجن وتختنق وتتعب وتعيش في جحيم، فإذا كنت تعيش في جحيم الآن وهذا الجحيم هو اختناق هو تسديد ديون، هو الكثير من المشاكل والصراعات ولايوجد أي شيء يشعرك بالراحة اعرف أنك تجبر الناس حولك على فعل أمور لايريدوا فعلها وتضغط عليهم وتخنقهم وتبتزهم وتسحب طاقتهم وتمشيهم تحت أمرك، وبالتالي تستحق حياة مليئة بالمعاناة، فابنك الذي لايدرس هو حر هو الذي سيفشل وسيسقط في الامتحان، هو الذي يتعلّم أن ينجح في المرة القادمة، وعندما يصبح ابنك صاحب قرار سينفر منك ويبتعد عنك ولايعود لك بعد ذلك، فالكثير من الأبناء يسافروا ويبتعدوا عن أهلهم ولا يتحدثوا معهم وذلك بسبب نفورهم منهم.
لماذا معظم الأهل يسيطروا على أولادهم
هذه السيطرة ليست من دافع الحب إنما من أجل |إرضاء النفس| من أجل |تعويض النقص| الذي في داخلك، من أجل أن تشعري أنك أم ناجحة لأنك في العمق تشعري في الفشل وتشعري أنك ستفقدي السيطرة، فإذا كنت تعتقد أنك تحب أولادك فأنت لاتحبهم إنما تسمم حياتهم، والمرأة المتزوجة تحاول السيطرة على زوجها كي تشعر في الانتصار، فتقول له لاتخرج ولاتفعل ذلك وأبقى معي، إن الإنسان الحر من الداخل لايجبر أحد على أي شيء، فالله تعالى خلق الإنسان حر فلا يحق لك أن تسلبه حريته، إذا أردت المعاناة فعاني لنفسك أنت حر بنفسك، إذا كان الكلام السابق يزعجك فهذا دليل أنك تزعج الناس حولك وتسيطر عليهم ولن تستطيع التخلي عن ذلك، قد يكون مفروض عليك أمور ومجبور عليك أمور معينة من الناس حولك، أو من أهلك، فتأتي ناس تجعلك تكره حياتك وتجعل حياتك جحيم، وذلك لأنك تفعل ذلك مع الناس حولك.
كيف تستطيع التحرر
تحرر من السيطرة و|التحكم| إذا كنت لاتريد الآخرين أن ينفروا منك ويبتعدوا عنك، لاترغب أن تكون حياتك تعيسة ولاترغب في أن تعاني في حياتك، وترغب أن تعيش مرتاح سعيد كن حر واسمح للآخرين أن يعيشوا حريتهم، وانصح بهدوء فالشخص الذي لايتقبل اتركه على راحته، فقد يكون لديك أمراض في حياتك تعاني منها أو أنت تملك معاناة ونتيجة لذلك تفرض وتجبر وتسيطر على من حولك، كي يكونوا تحت سيطرتك وحكمك وستفقد كل من حولك بمنتهى السهولة والبساطة.
بقلمي: ريما عنجريني
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك