مرض السكّري وإمكانيّة صيام شهر رمضان -الجزء الأول تصميم وفاء المؤذن |
إنّ للصيام فوائد رائعة، ولكن هناك فئة لا يسمح لهم بالصيام إطلاقاً، فالصيام يعني الامتناع عن الطعام والسوائل، وهذا ما سيرفع من لزوجة الدم، وبالتالي قد يحصل هبوط في السكر لدى مرضى السكري، مما يؤدي لمشاكل عديدة.
ماهي الأضرار التي قد تحصل نتيجة الصيام
هبوط في السكر قد يؤدي لدخول المريض في حالة غيبوبة، ففي حال وصول سكر الدم لأقل من 70 يجب قطع الصيام فوراً.
قد يحصل أيضاً ارتفاع في السكر، وفي حال وصوله لأكثر من 250، يحدث تجفاف وهذا التجفاف قد يؤدي لارتفاع نسبة الحموضة في الدم والحموضة ستدخلك في مشاكل أنت بغنى عنها، لذلك في حال وصوله لهذا الرقم أيضاً يجب إيقاف الصيام.
إضافة إلى لزوجة الدم التي قد تهيئ للإصابة بالجلطات، وخاصة في حال تواجد مشاكل في الضغط.
لذلك يجب أن يكون الصيام تحت إشراف ومتابعة للحالة من قبل الطبيب.
ومن هذا المنطلق، ننصح أن تبدأ بالصيام البسيط قبل فترة من بدء |شهر رمضان|، وخلال هذا الصيام التدريجي تقوم بقياس دائم لنسبة السكر في الدم، وضبط الأدوية بما يناسب الصيام ويناسب حالتك.
لكن من هم الذين لا يسمح لهم بصيام شهر رمضان على الإطلاق
أوّلاً، المرضى الذين تعرّضوا لنوبات من نقص |سكر الدم| لأكثر من مرّة خلال آخر ثلاثة شهور.
ثانياً، مرضى السكري من النمط الأول المعتمدين على الأنسولين، كما أنهم بحاجة للأنسولين عدة مرات في اليوم.
ثالثاً، المرأة الحامل التي تعاني من ارتفاع في لزوجة الدم.
رابعاً، العديد من الأشخاص الكبار في السن والذين يعتمدون على أنواع مختلفة من الأدوية.
أخيراً، المرضى الذين يعانون من مشاكل في الكليتين تؤهب لحدوث الفشل الكلوي.
مرض السكّري وإمكانيّة صيام شهر رمضان -الجزء الأول تصميم وفاء المؤذن |
ما هي الأدوية التي يستطيع مرضى السكري أخذها
فهناك العديد من الأدوية التي لا يجب استخدامها فوراً في رمضان، إنما يبدأ استعمالها قبله بفترة وسطياً تصل إلى شهر.
بالنسبة لمرضى السكري غير المعتمدين على الأنسولين أو السكري من النمط الثاني، فهم يعانون عادة من زيادة في الوزن ومقاومة للأنسولين، وهؤلاء المرضى يكونون على عدة أنواع.
فمنهم من يعتمد على الحمية الغذائية فقط في ضبط سكّر الدم لديهم، ولا يحتاجون إلى الأدوية، فهؤلاء يكون الصيام لديهم آمن ولا يحتاجون لتغيير أي شيء.
ولكن يجب أن ينتبهوا إلى نظامهم الغذائي في السحور والفطور، والابتعاد عن النسب العالية من الكربوهيدرات.
أما النوع الثاني، فهم الذين يتناولون دواء |Glucophage|، وهذا الدواء لا يوجد له تأثير متعب للبنكرياس، كما أن تأثيره يتم بشكل رئيسي عبر الجهاز الهضمي، حيث يقلل من امتصاص الكربوهيدرات، ويحسن من مقاومة الأنسولين.
فهذا الدواء لا تحتاج إلى تغيير مقدار الجرعة التي تتناولها منه، ولكن كما ذكرنا سابقاً فإنّ من الضروري القياس المستمر لنسبة السكر.
النوع الآخر من الأدوية هو |السلفونيل يوريا|، المتواجد تجارياً بأسماء عديدة، هذا الدواء يحمل خطورة عالية لحدوث انخفاض في السكر، لذلك يجب تخفيض جرعته وفق ما يقترحه الطبيب.
المجموعة التالية من الأدوية تدعى |dpp4 inhibitor|، ومثال عليها هو |Galvus Met|، وهذه المجموعة تعمل أيضاً على مستوى الجهاز الهضمي، ولكنّها تعتبر أكثر أماناً، لذلك قد لا تحتاج إلى أي تغيير كبير ولكن هذا فقط في حال كنت تأخذ هذه الزمرة لوحدها دون مشاركة مع مجموعة السلفونيل يوريا.
أما في حال المشاركة فقد تحتاج إلى تعديلات في الجرعة بما بتناسب مع ضبط سكّرك.
جميع الأدوية السابقة كان تأثيرها بشكل رئيسي عن طريق الجهاز الهضمي، أما الأدوية التي تؤثر على الكليتين، كدواء jardiance، فهذه الأدوية قد تسبب مشاكل كبيرة لذلك لا يجب أخذها مع بداية الصوم في رمضان، أي مع |السحور|، كونها مدرة للبول أيضاً لذلك قد يوجد خطر للتجفاف، إضافة إلى أنه يجب إجراء اختبار لوظائف الكلى والتقييم قبل أخذها، فإذا كنت تأخذها يفضل تناولها لدى الفطور وليس السحور.
كما يفضل ضبط الجرعة التي تأخذها بما يناسب رمضان قبله وليس بدايته.
أما بالنسبة لأدوية الضغط، فينصح بأخذها بعد الفطور في الفترة ما بين المغرب والعشاء وليس عند السحور، فعند أخذها في المساء ستكون في قمة تأثيرها في الفترة الصباحية، وهي الفترة التي يزداد حدوث التجلطات فيها، ولن تكون بنفس الفائدة لدى أخذها عند السحور.
أخيراً، الإصرار على الصيام قد يكون ضاراً لحالتك، لذلك لا بدّ من اتباع تعليمات الطبيب.
بقلمي: شهد جلب
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك