هل يجد أسطورتي العصر الحديث نفسيهما بلا أندية؟ تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
اللاعبان اللذان يحملان الرقمان القياسيان في عدد الأهداف المسجلة في هذه البطولة، بمئة وأربعون هدفاً لصاروخ ماديرا ومئة وأربعة وعشرين هدفاً للبرغوث الأرجنتيني، سجلا هذا الموسم في نفس المسابقة ستة أهداف للأول وخمسة للثاني.
أرقام ربما تكون أكثر من جيدة لأي لاعب في العالم، إلا رونالدو وميسي، فالأرقام الفلكية التي اعتادت الجماهير عليها، تقلل من إنجازتهما هذه السنة.
أزمة اللاعبين مع أنديتهما
تشير عديد الأخبار الصحفية أن اللاعبين غير مرتاحين في أنديتهما.
فالنجم البرتغالي تلقى الكثير من الانتقادات من داخل الفريق ومن الجماهير، في كونه يريد أن يكون أساسياً دائماً بغض النظر عن جاهزيته الفنية، كما أنه يريد أن يكون القائد والمرجع في الفريق، وأن يتمتع بامتيازاتٍ خاصةٍ، كالتخصص بضربات الجزاء والضربات الحرة دائماً.
أما أسطورة |برشلونة| السابق، فقد تلقى الصافرات من جماهير ناديه الفرنسي باريس سان جيرمان، كما أن دوره في الفريق محدد في خط الوسط وبصناعة اللعب ولا يقترب من منطقة جزاء الخصوم مما يقلل من أرقامه التهديفية، وهو مغاير عما كان عليه في |البارسا|، بوصفه اللاعب الذي يصنع ويسجل.
كما أن رغبة امبابي في الرحيل عن الفريق، وعناد الإدارة في الاحتفاظ به، أثرت على ميسي، حيث أصبحت الجماهير والصحافة الفرنسية تحمل البولغا عبء الهزائم، بينما تكيل بالمديح للغزال الفرنسي عند الفوز.
هل مازال لدى النجمين ما يقدماه؟
لاشك أن اللاعبين قد تقدما بالعمر الرياضي، وأصبحا في نهاية مسيرتهما، وقد فقدا الكثير من سرعتهما ولياقتهما، لكن الموهبة والفطرة الكروية مازالت موجودة ومتقدة.
كريستيانو رونالدو مازال فتاكاً أمام المرمى ويسجل من أنصاف الفرص، بينما ميسي لا يزال يحتفظ بنظرته العبقرية للملعب، وذكائه وسرعة بديهته وحسن تصرفه أمام المرمى.
هل يجد أسطورتي العصر الحديث نفسيهما بلا أندية؟ تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
سنتحدث الآن عما هو متوقع لمستقبلهما دون أن يعرضا اسماهما للمزيد من النقد والتهكم.
الوجهات المحتملة للاعبين؟
اللاعبان لديهما عقدين ساريين المفعول حتى الآن، لكن استمرار الصبر على هذا الحال يبدو من المحال.
ولكن أين سيذهبان؟
تقول بعض التقارير الصحفية أن ميسي يتفاوض مع برشلونة أو مانشستر سيتي للعب معهما في الموسم المقبل.
لكن يبدو ذلك مستبعداً في ظل الظرف الحالي، فالناديان يبنيان فريقاً شاباً يعمل كمنظومة متناسقة وكتلة واحدة، ولا يريدان الرضوخ تحت ثقل لاعب واحد، خاصةً برشلونة الذي عانى الأمرين بعد خروج ميسي من الفريق، وبدأ بفريق مابعد ميسي، فعودته للقلعة الكتالونية تعني أن يعاني الفريق مجدداً بعد تقاعده.
أما كريستيانو رونالدو فوكيل أعماله يبحث له بالفعل عن مخرج يجعله يبقى في المنافسة الأوروبية ولو لسنة أخرى، في ظل صعوبة تأهل الشياطين الحمر للمسابقة الموسم المقبل.
كيف يستطيع اللاعبان أن يحافظا على اسمهما لامعاً في ماتبقى من مسيرتهما؟
الحل الأول: الانتقال لأحد |أندية الولايات المتحدة الأمريكية| أو الخليج، وهذه الخطوة نهاية عملية لمسيرتهما.
الحل الثاني: الاستمرار في أوروبا، ولكن يجب أن يقبل اللاعبان بدورٍ ثانويٍ في الفريق الذي سيلعبان به، فما قدماه سيخلده التاريخ حتى لو اعتزلا الآن، وأي انجازٍ يحققاه في المستقبل سيكون كحبة الكرز على قطعة الحلوى لا أكثر.
كما يجب أن يفسحا المجال للعناصر الشابة للبزوغ وتقديم مالديها، أما الأسطورتين فمهمتهما أن يدخلا أرض الملعب بخبرتهما لتغيير مجرى المباراة، لا أن يبنى الفريق حولهما، فشمسهما قد بدأت الغروب، ولابد للحياة أن تستمر، وللفروع الغضة أن تنمو فوق الخشب العتيق.
ضياء سليم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك