الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الثاني تصميم ريم أبو فخر |
روسيا وأوكرانيا السلة الغذائية لأغلب دول أوروبا
- تؤثر الحرب الأوكرانية على إمدادات العالم بطريقتين مباشرة وغير مباشرة، أولاً روسيا وأوكرانيا يسيطرون على حوالي ٣٠% من |القمح| الذي يتم تداوله في السوق العالمي، وعلى ٦٠% من زيوت عباد الشمس والقرطم و بذر القطن، وهاتان الدولتان يعتبران السلة الغذائية لأوروبا ومجموعة من الدول الأفريقية.
- وفي هذا الوقت أصبحت الصادرات الزراعية للبلدين موضع شك، ومن المتوقع عدم قدرتهم على الالتزام بجزء كبير من اتفاقياتهم التعاقدية مع الدول المستوردة، وهذا جعل أسعار المحاصيل الزراعية خصوصاً ترتفع بشكل كبير جداً.
تسبب الحرب الروسية على أوكرانيا بارتفاع أسعار الأسمدة
صرح رئيس شركة الأسمدة العالمية (Svein Holsether)، والتي تستورد جزء كبير من موادها من روسيا، بأن الوضع في صناعة الأسمدة يتحول من سيء إلى أسوء، وقد كانت هناك أزمة كبيرة قبل الحرب، وهذه الحرب زادت من حدة الاضطرابات في سلاسل الإمداد، وهذا الأمر سيرفع من |سعر الأسمدة| وبالتبعية |تكلفة الغذاء|.
هل يا ترى جميع دول العالم سوف تتأثر بارتفاع أسعار المواد الخام والغذاء
- للأسف العالم بأكمله سيتأثر بذلك لكن بنسب متفاوتة، والذي سيحدد نسبة التأثر هو مدى الاعتماد على الاستيراد، مثال على ذلك، تتصدر إيرلندا المؤشر العالمي للأمن الغذائي، وتعتبر أكثر بلد قادر على تأمين احتياجات مواطنيه من الغذاء، وفي نفس المؤشر الذي يضم ١١٣ دولة حول العالم، نجد أن اليمن في المرتبة ١١٢ في ترتيب الدول القادرة على تأمين احتياجات مواطنيها من الغذاء.
تأثر الدول العربية بهذه الحرب
هل نستطيع القول بأن تأثر اليمن بالأزمة الحاصلة حالياً بأسعار الغذاء نفس درجة تأثر إيرلندا؟
- بالطبع لا، فالمشكلة موجودة في الدول العربية، والتي تجعلنا عرضة أكثر من غيرنا للتضخم المستورد والتأثر بتقلبات الأسعار، هو اعتمادنا بشكل كبير على الاستيراد وخصوصاً في قطاع مهم جداً وحيوي كالقطاع الغذائي.
- تتوقع منظمة الأغذية والزراعة، أنه بحلول عام ٢٠٣٠ الدول العربية وتحديداً دول الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، سوف تلبي ٦٣% من احتياجاتها من الغذاء من خلال الاستيراد، وتعتبر هذه مشكلة كبيرة جداً، وتهدد أمنها الغذائي.
- والأمر الخطير والذي يضغط أكثر على مستويات الأسعار، هي الأزمة الحاصلة اليوم في |سوق الشحن| بسبب الحرب، وكيف أن سوق الشحن الدولي دخل في أزمة كبيرة في ٢٠٢١ ولم يخرج منها حتى الآن، وذلك بسبب النقص الحاد بسعر الحاويات المتاحة للنقل، والتي مازالت مستمرة حتى الآن.
الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع الأسعار بشكل جنوني ما هو القادم - الجزء الثاني تصميم ريم أبو فخر |
ما هو التغيير الذي زاد الأمر سوءً في سوق الشحن الدولي
أزمة سوق الشحن الدولي
- إن سوق الشحن الدولي تعرض لأزمة نقص في الحاويات والتي مازالت مستمرة، ولكن ما زاد الأمر سوءاً هو أزمة البحارة الروس والأوكرانيين، فإن ١٤،٥% من البحارة في قطاع النقل البحري هم من روسيا وأوكرانيا، وهنا نتحدث عن٢٠٠ ألف بحار روسي و ٧٦ بحار أوكراني، ومالا يقل عن ٥٠ ألف بحار محاصرين الآن في وسط البحر على متن سفنهم، ولا يعرفون إلى أين يتوجهون، أولاً بسبب الحرب من جهة، وثانياً بسبب رفض دول العالم استقبالهم.
- وعلى سبيل المثال في أمريكا، فإن هيئة الجمارك وحماية الحدود، منعت في الأيام الأخيرة البحارة الأوكرانيين والروس من الاقتراب من الموانئ الأمريكية، وذلك بسبب خوف الأمريكيين من أن يهربوا إلى أمريكا ولا يعودون لبلادهم.
ولم تستثني أمريكا البحارين الأوكرانيين، بالرغم من وقوفها مع بلدهم بسبب الحرب التي شنتها روسيا.
تفاقم المشاكل التي تواجهها شركات الشحن
- وأصبحت شركات الشحن التي توظف هؤلاء البحارة في حيرة من أمرها، فكيف ستستطيع إيصال البضاعة الموجودة على متن سفنها، إذا كانت السفن ممنوعة من دخول الميناء، عدا عن وقوعها في مشكلة مع البحارة الروس تحديداً، فليس هناك طريقة ليتقاضوا رواتبهم بعد أن تم حظر البنوك الروسية من SWEFT.
- وهذا الأمر جعل شركات الشحن تقع في |أزمة كبيرة|، وخصوصاً بأن البحارة الروس هم ثاني أكبر جنسية تعمل في البحر بعد الفلبيين، والنتيجة هي ارتفاع أسعار الشحن، فحاوية ٤٠ قدم والتي يتم شحنها من شنغهاي في الصين إلى ميناء لوس أنجلوس في أمريكا، كانت تكلفتها ٤٠٠٠ دولار في بداية ٢٠٢١، أما في آذار ٢٠٢٢ فإن سعر شحنها وصل إلى ١١ألف دولار.
ماهي السلع التي من الممكن أن تتأثر بارتفاع الشحن البحري
- حرفياً إن كل شيء سيتأثر بذلك، يكفي أن تعلم أن ٩٠% من البضائع في العالم يتم نقلها عن طريق البحر.
سبب ارتفاع أسعار الأجهزة الكهربائية والإلكترونية
- ومن جملة المصائب أن (REUTERS) أعلنت أن أكبر المنتجين لغاز النيون في أوكرانيا مثل (CRYOIN، IGIHRA3)، أعلنوا عن وقف إنتاجهم بسبب الهجمات الروسية، حيث ينتجون لوحدهم ما يتراوح بين ٤٥% و ٥٤% من الإنتاج العالمي من النيون النقي، الذي يدخل في صناعة أشباه الموصلات، وهذا يعني ارتفاع أسعار أشباه الموصلات، وبالتالي ارتفاع أسعار الرقائق الالكترونية، وبالتبعية فإن سعر السيارات والهواتف وكل الأجهزة الكهربائية والإلكترونية سيرتفع سعرها أيضاً.
-وباختصار كان هذا ملخص لأسباب التضخم المستورد، والذي عانت منه دول العالم في الفترة الأخيرة.
ولكن هل التضخم المستورد هو السبب الوحيد في ارتفاع الأسعار في الدول العربية
بالطبع لا فهناك أسباب أخرى لها علاقة بالشركات والتجار.
-ومن واقع خبرتك الشخصية عزيزي القارئ هل تتوقع انخفاض الأسعار بعد نهاية الأزمة بنفس النسبة التي ارتفعت فيها؟!
سأتابع إجاباتكم في التعليقات.
بقلمي: تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك