ما علاقة وسائل التّواصل الاجتماعي بمعايير الجمال؟ - بيان فتاحي

ما علاقة وسائل التّواصل الاجتماعي بمعايير الجمال؟
 تصميم الصورة رزان الحموي 

هل قررتِ في أحد الأيّام إجراء أي عمل جراحي تجميلي لتغيير القليل من معالم وجهك أو جسدك؟ وهل شعرتِ في أحد الأيّام من الإحراج بسبب شفاهك الرّفيعة أو وجناتك النحيلة؟ من قرّر أن العيون الكبيرة والشّفاه الممتلئة والفك المربّع هي أشياء جميلة؟

تابعوني في هذا المقال لنتحدّث في بضعة أمور تتعلّق بالجمال والجراحة التّجميليّة.

هل معايير الجمال مختلفة بين البشر

في الواقع نعم هناك اختلاف كبير بين النّاس في اختيار |معايير الجمال|، فمن الطّبيعي أن أرى أن البشرة البيضاء هي الأجمل بينما ترى أنت أنّ البشرة السّمراء هي الأكثر جاذبيّة.

ما هي العوامل الأساسيّة الّتي تؤثّر على اختلاف معايير الجمال

وتختلف معايير الجمال باختلاف العديد من العوامل، من أهمّها: 

1- العمر: باختلاف عمر الإنسان تختلف نظرته نحو الجمال، أي نظرتك للأشياء الجميلة تختلف عن نظرة والدتك أو جدّتك.

2- البيئة: يختلف سكّان المدن عن أهالي الأرياف بانتقائهم لمعايير الجمال.

3- العرق: قد يميل الإنسان لأهالي عرقه ويراهم أكثر جمالاً من غيرهم، فمن الممكن أن يرى سكّان أفريقيا أنّ بشرتهم السّمراء هي الأجمل، والعكس الصّحيح؛ فمن الممكن أن تجد النّاس المختلفين عنك بالشّكل أو اللّون هم الأجمل، واعتقد أنّ هذه الأمور تعود للشّخص نفسه.

4- الحقبة الزّمنية: عندما نرى التّماثيل والمنحوتات في العصور القديمة، نجد أنّ معايير الجمال عندهم تختلف اختلافاً كبيراً عن المعايير الحاليّة، وليس من الضّروري أن نعود بالزّمن البعيد؛ نظرة واحدة لبعض الممثّلات والمشاهير قبل 20 سنة من الآن كفيلة بأن تُريَكَ الفرق.

ما علاقة وسائل التّواصل الاجتماعي بدرجة هوس الإنسان بعمليّات التّجميل

لعبت |وسائل التّواصل الاجتماعي| دوراً كبيراً في تغيير معايير الجمال، كما أثّرت على النّاس وأدّت إلى انتشار قلة الثّقة بالنّفس بين البشر وخاصّة في مرحلة الصِّبا، وتركّز دور وسائل التّواصل الاجتماعي من خلال 2 من العوامل:

أوّلاً: الكاميرات المفلترة: إنّ أغلب وسائل التّواصل الاجتماعي مثل Instagram وSnapchat وغيرها تحوي كاميرات مختلفة عن الكاميرا الأساسية المستخدمة في جهاز المحمول، فهي كاميرات ذات قدرات خاصّة سوف تجعل الأنف أصغر حجماً والشّفاه أكثر امتلاءً، كما يمكنها أن تضع المكياج على وجه الفتيات بكل بساطة ودون أي تعب أو انتظار، فلجأ أغلب النّاس لالتقاط الصّور عن طريق تلك الكاميرات مع |فلاتر| لتنقية البشرة وتجميل الوجه، فأصبح النّاس يرون صورهم المُلتقطة بالكاميرات العادية غير جميلة.

ثانياً: صور المشاهير: تعتبر وسائل التّواصل الاجتماعي بيئة حاضنة لجميع صور المشاهير المفلترة والمعدّلة، وخاصّة المشاهير الّذين قد تعرّضوا لعمليّات التّجميل والكثير الكثير من المكياج بطريقة غير منطقية، وبالطّبع هذه الصّور أصبحت بمتناول الجميع على مدار 24 ساعة في كل يوم، وعلى الرّغم من أنّ تلك الصّور عبارة عن صور غير طبيعيّة ولكنّها نالت قبولاً لدى الجماهير نظراً لكثرة انتشارها ورؤيتها في اللّيل والنّهار، وبالتّالي أصبح النّاس يرون صورهم الطّبيعيّة مع الأسف على أنّها صور غير جميلة وغير مقبولة.

ثالثاً: تعليقات النّاس: يعتقد الكثير من النّاس أنّ التّعليقات السّاخرة ولو كانت تعليقات سلبيّة سوف تؤدّي للضّحك وتعبّر عن خفّة دمهم، ولكن في الواقع إنّ الكثير من التّعليقات السّاخرة دفعت بعض النّاس لإجراء عمليّات التّجميل لتغيير شكلهم.

في النّهاية أتمنّى أن نبتعد قليلاً عن صور المشاهير، وننظر إلى صورتنا في المرآة ونركّز على الجمال الكامن في أجسادنا ووجوهنا، وندع التّعليقات السّاخرة والسّخيفة لأصحابها.

بقلمي: بيان فتاحي