|
ما هي الثورة الجديدة التي سيشهدها عالم الحروب تصميم وفاء المؤذن |
هل سبقَ لك وسمعت عن |الحشرة الإلكترونية| التي تم استخدام |الذكاء الصنعي| لابتكارها، اليوم نحن أمام تحديات كبيرة وخطيرة وخاصة بالمجال التكنولوجي، فعلى الرغم من أهمية مواكبة التطورات والتقدم الذي يشهده العالم، إلا أنه هناك العديد من المخاوف التي قد تؤول إليها هذه التطورات.
منذ فترة قام التلفزيون الإنكليزي بعرض سلسلة من الأجزاء عن فيلم يدعى (Black Mirror)
كل جزء أختص بنوع محدد من الأفكار لعرضها، ففي أحد الأجزاء تم تسليط الضوء عن |اسراب النحل الألية|، القادرة على قتل أي شخص أينما وجد، تدعى هذه الاسراب بال (|درونز|) فهي قادرة على الوصول إلى الأشخاص حتى عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، و قادرة على تحديد هوية كل شخص ومكان سكنه بمجرد قيامه بعمل (# هاشتاغ) صغير على منصة الFacebook مثلاً.
وهذا الكلام ليس مجرد خيال علمي، وإنما أصبح الأن موجود كنماذج تدريبية ببعض المخابر العلمية، ولا سيما بالمخابر الموجودة في الجامعات الكبيرة(هارفارد)، فالأمر هنا تخطى حدود صناعة طائرة من دون طيار، بل وصل إلى مكان أصبح فيه قادر على صناعة حشرة بمنتهى الصغر، قمنا بالحديث عنها بمقال كامل يمكنك العودة إليه من خلال كتابة العنوان التالي: "أصغر حشرة الكترونية طائرة باستخدام الذكاء الصنعي".
ففي عام 2016 قام مجموعة من العلماء بإجراء تجربة على عدد من الطائرات
التي يتم التحكم بها عن بعد، وبالفعل تمت هذه العملية وكأن هذه |الطائرات| شكلت مجموعة من الاسراب التي تقوم بنفس الحركات والأوامر، وبمنتهى الدقة وبالوقت المحدد، فبداية الأمر كان على طائرتين فقط ومن ثم تم التنفيذ على 4 طائرات حتى وصل إلى أكثر من 20 طائرة، فالأمر يعتمد بشكل كامل على كيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي وربطه بإنترنت الأشياء، بحيث لا وجود لقرارات الإنسان هنا أبداً.
اليوم الكثير من الأفلام التي تقوم هوليود بصناعتها وعرضها، تتكلم عن |الخيال العلمي| وكيف سيقوم الروبوت بالتحكم بالإنسان ويصبح هو المسيطر، فمثلا فيلم (Chhipe) وضحَ لنا كيف سيقود الروبوت الحروب ضد العالم ويفوز بنهاية الأمر، على الرغم الى أن هذا الكلام إلى يومنا الحالي يعتبر مجرد خيال، ولكن بالفعل بعض الدول المتقدمة بدأت بالاعتماد الكلي على الروبوتات، فنرى اليوم مثلاً الروبوت (صوفيا) التي تقوم بمؤتمرات صحفية وتجيب عن كل الأسئلة المطروحة عليها، فهي تهدد البشرية بالانقراض بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
فنحن أمام جيش من الروبوت مع علم الذكاء الاصطناعي القادرين على إنهاء العالم، فالأن الأبحاث العلمية تصب كل اهتماماتها حولَ هذا الموضوع.
أما الأن سأرد لك بعض الأفكار لكي تصبح قادر على ربط الأمور ما بين الذكاء الصناعي وبين صناعة الطائرات الإلكترونية، القادرة على شن حروب والقيام بكل العمليات الصعبة.
|
ما هي الثورة الجديدة التي سيشهدها عالم الحروب تصميم وفاء المؤذن |
ببداية الأمر لابد من إعطاء تعريف مختصر عن الذكاء الاصطناعي، والذي يمكننا القول بأنه الطفرة الأهم بالقرن العشرين، فيمكننا القول بأنه:
هو عبارة عن برمجة أجهزة من قبل المختصين بحيث تصبح قادرة على برمجة نفسها، والقيام ببرمجة ذاتية، والتعامل مع الظروف والبيئة المحيطة من دون أي تدخل للجنس البشري، والأمر بهذا العلم لن يقف عند هذا الحد بل أنها ستكون مسؤولة عن |برمجة| أجهزة أخرى وتطويرها، وقد يصل إلى أن تقوم هذه الأجهزة بتصميم أنظمة ابتداءً من الصفر حتى الاحترافية.
وهذا الموضوع ليس من اليوم مطروح وإنما منذ عدة سنوات
فمثلاً فيلم (Space Odyssey) الذي تم إنتاجه بعام (1968) وعُرضَ بعام (2001) تكلم عن الذكاء الاصطناعي، حيث اعتبر كأكبر ثورة إنتاجية سبقت عصره، فتكلم عن نظرة وتوقع البطل للتكنولوجيا، حيث تم عرضه كرحلة سيريالية تتخللها الفجوات الدرامية والتي تربط العهد ما قبل التاريخ بعهد الحداثة وعهد الإنسان الأعلى.
فالتطورات الكبيرة والثورة التكنولوجية العالمية، جعلت الكثير من الأشخاص يبرزون ويصبحون محط الأنظار من قبل الجميع، مثل(Sam Harris، Elon Musk، Nick Bostrom، Stephen Hawking)، بتصريحاتهم وتحذيرهم الناس من هذا العلم، الذي يمكن له إن وقع بأيادي شريرة أن يكتب نهاية العالم.
والسؤال المطروح هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتفوق على قدرة الإنسان
باعتباره من صنعه وهو من يقوم بتطوير أنظمته؟.
للأسف الآلة اليوم تخطت الإنسان بل وأصبحت هي المسؤولة عن قراراته، فبعض الأبحاث العلمية التي تم التصريح عنها من المعاهد المعتمدة، حذّرت وبشكل كبير من أضرار ومساوئ هذه التطورات، فيمكنك أن تتخيل أنها أصبحت قادرة على تحدي الإنسان بكل الاختصاصات، فمثلاً تم تطوير آلة من قبل بعض المبرمجين قادرة على هزيمة بطل العالم(ليسي دول) بلعبة(Board Game Go) والتي تم إطلاق اسم (AlphGo) عليها.
الأمر الجدير بالذكر أن الذكاء الاصطناعي قادر على تعليم نفسه
من خلال استخدام بعض |الخوارزميات| التي تقوم بتجميع البيانات وتحليلها وفرزها، بحيث تصبح قادرة على التكييف بالبيئة المحيطة بها، وهذا العلم يسمى بال(Machin Learning) والذي ظهر كفكرة في ال(IPM) بعام(1959) كأحد |فروع المعلوماتية|.
حيث أنها تعتمد تقريباً على الاستراتيجية التي يستخدمها دماغ الإنسان، فهي تقوم بطرح الأسئلة وإيجاد حلول للمعادلات الصعبة، وتحلل البيانات وتحفظها بسيرفرات خاصة لديها.
وكل يوم تقريباً نقوم بالتعامل مع هذه النظرية، وهذا طبعاً قبل ظهور إنترنت الأشياء الذي حين سيصبح نموذج مطبق على الإنسان، ستكون الإبادة البشرية قد حلت فعلاً، فلن تكون قادر على اتخاذ ولا قرار يخص حياتك مهما كان صغيراً.
حيث تم التصريح سابقاً من قبل العالم الفيزيائي ستيفن هوكينغ فقال: أنه متفائل بهذا العلم ولكن اذا لم يطبق بشكل صحيح، سوف يؤدي إلى انهيار الجنس البشري.
|
ما هي الثورة الجديدة التي سيشهدها عالم الحروب تصميم وفاء المؤذن |
اكتشفنا أننا أصبحنا عبيداً لهذه |التكنولوجيا| بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حتى وإن كنت من الأشخاص اللذين ليس لديهم أي هوايات بهذه التقنيات، قريباً الأمر سوف يصبح فرض عين على الجميع.
كثير من الأحيان الفعل الأول الذي نقوم به عند الاستيقاظ، هو أن نقوم بالاطلاع على هواتفنا المحمولة، والتي جميعها تحوي على خدمة المتحدث الصوتي، يوماً بعد يوم هذا المتحدث سيصبح متفاعلاً معك أكثر، ويعلم ما هي اهتماماتك وغاياتك من فتح الهاتف، فهو يعتمد على خوارزمية التعلم الذاتي من خلال برمجته بعلم الذكاء الاصطناعي.
حتى أن |Google| |محرك البحث|، له استراتيجية مشابهة فهو يقوم بتحليل بياناتك عند كل عملية بحث تقوم بها، ومن هنا يستطيع أن |يحاكي ذكاء الإنسان| بل ويتحداه أيضاً.
الأمر إن نظرنا له من ناحية سنراه أنه تقدم عظيم بالتكنولوجيا
التي أصبحت عصب الحياة، ولكن إن نظرنا إليه من ناحية أخرى سنراه بأنه كارثة حقيقة، فتخيل معي يا عزيزي القارئ أن يأتي اليوم الذي تقرر به الآلات من هو الشخص الذي سيعيش ومن هو الذي سيموت، وطريقة موته هي التي تحددها، الأمر إن تمعنا به سندرك مدى خطورته على الجنس البشري.
العالم (راي كورتفايل) صرح من خلال مؤتمرات صحفية حول هذا الموضوع
فقال: يمكن للذكاء الاصطناعي وللآلات التي يتم ابتكارها من خلاله، أن يوصلنا إلى الحد التي تصبح فيه هذه |الآلات| قادرة على ابتكار واختراع أجهزة أذكى منها هي وأكثر تطوراً.
"سنغلاريتي" أو التطور التكنولوجي، هذا ما أطلقه العالم راي على علم الذكاء الاصطناعي، فهذا الذكاء قادر على الوصول إلى ثورة وطفرة خارقة بالمجال التقني والتكنولوجي، وبالتالي أٌقل ما يمكن أن يفعله هو تغيير شكل الحياة التي نعيشها اليوم بشكل كامل.
يمكن للبعض أن يقول بأن هذا الكلام ما هو إلا مجرد نظريات ولا وجود له على أرض الواقع، ويمكن للبعض الأخر إن يتمعن به سيدرك مدى الخطورة التي تهدد البشر بحال تطبيق هذا النموذج علينا.
ولكن الذي أريد ايصاله بأن الشواهد والأبحاث العلمية جميعها تثبت صحة هذا القول، الموضوع أكبر من مجرد روبوت قادر على أداء مهام البشر، الأمر استعبادي و إلغاء لعقل وتفكير البشر بشكل كامل.
وبالتالي سلاح الحروب القادمة لن تكون كالعهود السابقة
باستخدام المدرعات الحربية أو الأسلحة النارية أو حتى المدافع الضخمة، الأمر أبسط من هذا بكثير، فقط من خلال هذه |الروبوتات| وإدخالها على أي منطقة يمكن أن تُفرض السيطرة على الشعوب هناك، والتحكم بهم وبأعمالهم اليومية عن بعد.
فالعالم يرانا كشعوب عربية أننا مستهلكين للتكنولوجيا وغير قادرين على الوصول إلى ابتكارات خاصة بنا، والسؤال الذي يبقى، هل الذكاء الاصطناعي قادر على تغيير عاداتنا الثقافية والاجتماعية؟، وهل يمكن لهذا النموذج أن يتم تطبيقه علينا؟.
آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك