دول لن تكون موجودة بعد مئة عام اختيار الصورة رزان الحموي |
ومن بعض الدول المتوقع اختفائها بعد مئة عام:
• كريباتي
دولة |كريباتي| هي واحدة من أكثر الدول التي تضررت من الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب سطح البحر، وإن ارتفاع منسوب سطح البحر مشكلة تؤثر على دول كثيرة على سطح الكرة الأرضية ومنها إندونيسيا وجزر مالديف وهولندا وغيرهم، بالإضافة إلى أعداد الدول الساحلية التي تقدر بالمئات على طول سواحل البحار والمحيطات، ولكن جمهورية كريباتي بالتحديد تعد من أكثر المناطق التي تضررت على الإطلاق، كريباتي رفعت الراية البيضاء بالفعل بعد صراعها مع ارتفاع منسوب المياه، وأقرت على عدم قدرتها في مواجهة مصيرها المحتوم بعدما غرقت جزيرتين من الأرخبيل المكون لها، وحالياً كريباتي قدمت نداءات رسمية للكثير من الحكومات من أجل قبول مواطنيها كلاجئين دائمين.
وكريباتي هي جمهورية صغيرة استقلت عن بريطانيا في عام ١٩٧٩ ميلادي، ويسكن فيها حوالي ١٢٠ ألف نسمة، و تتكون من مجموعة من الجزر المنفصلة في المحيط الهادي، و كما تعتبر وجهة سياحية رائعة للكثير من الزوار، و ذلك بسبب انتشار الجزر المرجانية والطبيعة الساحرة فيها، و لكن مشكلة انخفاض أراضيها وارتفاع منسوب المياه يوضح أن سنوات كريباتي أصبحت معدودة.
• هولندا
|هولندا| من الأكثر انخفاضاً للأراضي في أوروبا، ولكن بسبب الإمكانيات الهولندية والخبرة الكبيرة في التعامل مع المشكلة استطاعت هولندا من تصميم شبكة من السدود المرتفعة التي تحميها من الارتفاع الدائم لمنسوب سطح البحر، لكن المشكلة في هذه السدود أنه يتم تعليتها بشكل دوري حتى تحجز المياه خلفها، وهذا الأمر الذي من الممكن أن يؤدي في النهاية للغرق الداخلي بسبب فيضانات الأنهار التي أصبحت تواجه صعوبة بالتصريف، وكما يقول البروفيسور مارتن كلاين هانس أستاذ علوم الأرض بأن ارتفاع منسوب مياه بحر الشمال يتراوح من ٣٠ إلى ٦٠ خلال المئة سنة القادمة، وهو الارتفاع الذي لا بد أن يحدث، حتى و لو أن الدول التي دخلت في اتفاقية باريس للمناخ صدقت في تعاهداتها وخفضت من الانبعاثات، وهذا الارتفاع من الممكن الاحتفاظ معه لأجزاء كبيرة من هولندا، حتى لو أن هولندا اضطرت في التضحية ببعض المناطق لكن الخوف من مواجهة ارتفاعات لأكثر من ذلك، وهو الأمر الذي احتماله غير مستبعد على الإطلاق، والذي لو حدث ستكون هولندا معه جزء من التاريخ.
دول لن تكون موجودة بعد مئة عام اختيار الصورة رزان الحموي |
• تايوان
|الصين الوطنية| والمعروفة باسم |تايوان| هي من الدول التي من المرجح أيضاً أنها تختفي خلال المئة سنة القادمة، ولكن اختفائها ليس بسبب حروب أو ضعف في اقتصادها أو ارتفاع منسوب المياه، لكن اختفائها سوف يكون عن طريق فرض سياسة الأمر الواقع بعدما أصبحت الصين في ذروة قوتها، وبالإضافة إلى أن الصين من المتوقع في أنها تنفرد بزعامة العالم في المئة سنة القادمة، والقوة العالمية تنتقل من الغرب إلى الشرق.
وتايوان هي دولة مستقلة وتتمتع بالحكم الذاتي من عام ١٩٤٩ ميلادي بعد انفصالها عن جمهورية الصين الشعبية، والسبب كان الحروب الأهلية التي دارت بين الشيوعيين والقوميين، ومنذ ذلك الوقت الصين تعتبر تايوان مجرد إقليم متمرد على سلطة الدولة، ولم يعتبروا أن تايوان هي بلدة مستقلة ولها حقوق، بل إن الإدارة الصينية تؤمن إيمان تام بأن تايوان يجب أن تعود إلى الصين في يوم من الأيام، وهذا الأمر الذي تسعى له الصين في الوقت الحالي دبلوماسياً من أجل تجنب المشاكل، لأن تايوان وبالرغم من أنها دولة صغيرة إلا أنها عضو في الأمم المتحدة، وأغلب مواطنيها راضين عن أسلوب الحكم في بلادهم، ولكن مسألة انفراد الصين في زعامة العالم في السنوات القادمة مسألة وقت، والمحركات التي قامت بها الصين في هونغ كونغ وماكاو أكبر دليل على أن تكبر أكثر، ومن المتوقع بأنه بعد مئة سنة تكون قد وصلت للحجم الذي تستطيع فرض ارادتها بالقوة وتقوم في إلغاء وجود دولة كان اسمها تايوان.
• كوريا الشمالية
المحللين السياسيين يؤكدوا على اندماج |كوريا الشمالية| مع |كوريا الجنوبية| في نهاية المطاف، لأن في رأي المحللين السياسيين في أن سياسة كوريا محكوم عليها بالانهيار مع الوقت، وبسبب عوامل كثيرة تتعلق بالجبهة الخارجية والداخلية، ومن الواضح بأن الجبهة الخارجية اهتزت في السنوات الأخيرة.
وتبدأ قصة كوريا الشمالية بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم ما بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي، والذي نتج عنه تمتع كوريا الشمالية في دعم متزايد من حكومة الاتحاد السيوفييتي والصين، الذين كانوا يروا بأن كوريا الشمالية هي حائط صد أمام الحكم الليبرالي والممارسات الاقتصادية المتحررة، وهذا الموضوع رجع خطوة إلى الوراء بعد انهيار الاتحاد السيوفييتي، لكن كوريا الشمالية واصلت علاقاتها مع روسيا واستفادت من تصاعد القوة الصينية، ومن وجهة نظر المحللين السياسيين بأن سياسة سلالة كين معدل الدعم لها بدأ ينخفض بشكل كبير، والدليل على ذلك هو وصول الاستياء الروسي والصيني لقوته مع التجربة النووية لعام ٢٠٠٩ ميلادي والتي هبط معها التأييد الروسي والصيني على مستوى الشعبي لأقصى معدلاته، والإحصائيات هي ٣٤ % من الصين هم الذين يعتبرون بأن كوريا الشمالية دولة صديقة، والنسبة التي وصلت فيها روسيا إلى ١٩ % فقط، وانخفاض التأييد الشعبي أدى إلى موافقة حكومات روسيا والصين على بعض العقوبات التي يوقعها مجلس الأمن على كوريا الشمالية.
والحجر الذي ترتكز عليه كوريا الشمالية إلى هذا الوقت هي أنها ورقة لعب في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية، فإن هذا الحجر لا يمكن أن يبقى للأبد، وخاصة بعد تنامي قوة روسيا والصين مع الوقت التي ستجعلهم غير محتاجين لأي ورقة لعب مثل هذه.
وأما على الصعيد الداخلي فإن من المستبعد سياسات الترهيب والإعدامات التي تحدث أن تستمر في نجاحها للآخر، ولذلك فإن في رأي أغلب المحللين بأن مئة سنة ستكون كافية لانهيار الركائز التي يعتمد عليها النظام الكوري، والحل في هذا الوقت سيكون في نهضة كوريا الموحدة.
دول لن تكون موجودة بعد مئة عام اختيار الصورة رزان الحموي |
• المملكة المتحدة
الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس عانت من التفكك وانكمشت جداً بسبب الحروب والصراعات، |المملكة المتحدة| على مر تاريخ الإمبراطورية كانت دائماً هي درة التاج، ولكنها انكمشت بعد انفصال جمهورية إيرلندا وهو الأمر الذي تسعى له الكثير من الأحزاب منها |إيرلندا الشمالية| و|اسكتلندا| وحتى ويلز، ومن عام ١٩٧٠ ميلادي واسكتلندا تجري استفتاء كل ٢٠ سنة لتقرير المصير، وفي كل مرة تزيد الرغبة الشعبية في الانفصال عن المملكة المتحدة، وهو الأمر الذي يبدو أنه على الأبواب وخصوصاً مع فوز الحزب الوطني الاسكتلندي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وزيادة شعبيته بين الشعب الاسكتلندي، ويعتبر مؤشر في غاية الأهمية في أن الاستفتاء القادم من الممكن أن يؤدي إلى انفصال اسكتلندا عن المملكة المتحدة.
وأما إيرلندا الشمالية فهي مستعدة في الأصل للخروج والاندماج مع إيرلندا، ويعود سبب تأخر الوحدة إلى حكومة إيرلندا نفسها والتي ترى بأن ضعف اقتصاد إيرلندا الشمالية يمثل عبء على حكومة البلاد.
وأما ويلز فالدراسات الاستقصائية أشارت في أن حوالي ٤١ % من الشعب يفضلون الانفصال عن المملكة المتحدة والعودة إلى الاتحاد الأوروبي، ولذلك صرحت الكاتبة والسياسية هيرالي مانتل في أن آخر ملوك المملكة المتحدة سيكون الأمير وليم حفيد الملكة إليزابيث الثانية.
• كندا
دولة |كندا| الضخمة والمتطورة والجميلة لها حكاية مختلفة، وهي الدولة الوحيدة التي تعتبر مهددة من جميع النواحي، من ناحية تفكك الأقاليم فكانت في الأصل تعاني من آثار حرب السنوات السبعة التي كانت بين بريطانيا وفرنسا إلى هذا الوقت، الكنديين من الأصل الفرنسي دائماً لا يظهرون عدم رضاهم بالانضمام إلى كندا في الأساس، ودائماً يحاولون الاستقلال في مقاطعة كيبيك عن باقي الأراضي الكندية، والمشكلة أن مقاطعة كيبيك هذه تحتوي على ربع سكان كندا تقريباً، وتشرف على معظم الموانئ المطلة على المحيط الأطلسي، وهي تتحكم بشكل كامل في ممر سان لورنس المائي، ولو فعلا ً استطاعت كيبيك الانفصال عن كندا ستؤدي إلى تفتيت الدولة تماماً، ومن جانب آخر فإنها تقع تحت سيادة إليزابيث ملكة المملكة المتحدة والتي هي بالأصل مهددة في التفكك، ولو إن تفككت المملكة ستؤدي إلى فرط عقد كندا بالتبعية، وبسبب أن كندا واقعة في المناطق القريبة من القطب الشمالي تعتبر واحدة من أكثر المتضررين من ظاهرة الاحتباس الحراري وذوبان الجليد في القطبين ولذلك وبالرغم أن لا أحد يتوقع بأن دولة بحجم كندا أن يحصل لها شيء، إلا ان الدولة وجودها على مدار المئة سنة القادمة أصبح على المحك.
و بما أن دوران الأيام بين الناس قاعدة مستمرة وقدر محتوم فإن عملية اختفاء دول وظهور دول ثانية غيرها مستمر إلى قيام الساعة.
بقلمي: ربا
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك