ما أسباب صعوبة الإقلاع عن التدخين تصميم وفاء المؤذن |
والسؤال الذي يمكن أن نوجهه لأنفسنا، هل الإقلاع عن التدخين مستحيل، أو أنه مثل أي عادة أخرى مكتسبة نستطيع الابتعاد عنها بسهولة.
لماذا الإقلاع عن التدخين صعب
في العالم تقريباً أكثر من مليار شخص |مدخن|، ومعظم الأشخاص على علم في أضرار التدخين، والتدخين بشكل عام هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة، وأمراض القلب والأوعية الدموية.
ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية لا يوجد منتج يقتل مستخدميه مثل |التبغ|، وكل علب التدخين مكتوب عليها احذر التدخين فهو ضار بالصحة ويسبب الوفاة.
ومعظم المدخنين لديهم الرغبة في إيقاف التدخين، وحاولوا في ذلك أكثر من مرة، ولكن مع أول عقبة تقابلهم يستسلموا للتدخين من جديد، وفكرة الإقلاع عن التدخين تستغرق أكثر من محاولة، ومن أهم الأعراض التي تصاحب الإقلاع عن التدخين حالة وتسمى |الانسحاب|، والأشخاص الذين يحاولون في الإقلاع عن فكرة التدخين يواجهون أكثر من نوع للانسحاب.
الانسحاب الجسدي
النوع الأول وهو |الانسحاب الجسدي|، وهو عبارة عن الإحساس بعدم الراحة ويحصل هذا في حال إيقاف أي مادة مخدرة كان الجسم متعود عليها، وفي حالة التدخين هذه المادة هي النيكوتين الموجود في التبغ، والنيكوتين هو من أكثر المخدرات التي يصعب التغلب عليها، ومادة النيكوتين تصل إلى الدماغ بسهولة وتعطي القليل من الراحة لوقت قصير، ولكن للأسف بعد مرور فترة ستجد بأن السيجارة التي كانت تفي بالغرض وترضيك لم يعد لها تأثير، وتحتاج إلى تدخين اثنتين وثلاثة وممكن أن تصل إلى ٢٠ سيجارة في اليوم أو أكثر.
والذي يحصل مع أول محاولة لإيقاف النيكوتين، والتي نسميها أعراض الانسحاب تتمثل بالتالي عصبية وانفعال وعدم التركيز وصداع شديد والاحساس بالإجهاد والتعب، وكل هذه الأعراض تولد الرغبة لدى الشخص في أن يعود للتدخين مرة ثانية، وهذه الأعراض تبدأ في الساعات الأولى من لحظة تدخين آخر سيجارة، وتكون الأسوأ خلال الأيام الأولى، ولكن بعد ذلك تبدأ تخف بالتدريج ثم تختفي تماماً، ومع مرور الوقت يصبح الجسم نظيف من كل الأعراض التي يسببها النيكوتين.
ما أسباب صعوبة الإقلاع عن التدخين تصميم وفاء المؤذن |
الانسحاب العقلي
أما النوع الثاني من الانسحاب، والذي يطلق عليه اسم |الانسحاب العقلي|، وهو أن السيجارة في حياة أي شخص مدخن هي عبارة عن عادة وروتين يومي، مرتبطة في عقله بفنجان القهوة وبعد تناول الوجبات أو حتى أثناء التحدث على الهاتف، الأمر الذي من الصعب جداً أن يلغي هذه العادات وتحتاج من الشخص مجهود حتى يستطيع أن ينجح في التخلص منها، وممكن أن يحدث مع هذا الشخص اضطرابات عاطفية مثل الملل والإحباط والحزن وممكن أن تصل للاكتئاب، ولكن بعدما يبدأ الشخص في تجاوز كل هذه الاضطرابات يبدأ الجسم بالتحسن و يستعيد قوته ويتعافى.
التغيرات التي تطرأ على الجسم
لو قمنا في جولة داخل جسم لشخص توقف من جديد عن التدخين، نلاحظ التغير الجذري الذي يحصل، وكيف الجسم يضع خطة علاج ذاتية، ويبدأ في تنفيذها مباشرةً، بعد مرور ٢٠ دقيقة من الإقلاع عن التدخين يعود النبض إلى حالته الطبيعية، حيث أن نسبة النيكوتين التي كانت تزعج الأوعية الدموية تبدأ في الانخفاض، وبعد ساعتين يبدأ الشعور بالدفء في كفوف اليدين والأقدام، وضغط الدم يبدأ في الانتظام بشكل تلقائي بحيث أن الدم يعود للسير بشكل طبيعي داخل الأوعية إلى الأماكن التي لم يكن يستطيع أن يصل إليها سابقاً بسبب ضيق الأوعية الدموية.
وبعد مرور ١٢ ساعة من آخر سيجارة معدل الأكسجين في الدم يبدأ في التحسن، لأن نسبة أكسيد الكربون تبدأ تنخفض ويحل مكانها غاز الأكسجين.
وبعد عشرة أيام من دون أي سيجارة، ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب، ويستعيد هذا الشخص القدرة على الشم والتذوق لأن التدخين يؤثر على الحاستين بشكل كبير، ويتخلص الجسم من كل |النيكوتين| الذي تم امتصاصه.
وبعد مرور الشهر الأول بنجاح تبدأ |الرئة| في التحسن وتتراجع احتمالية الإصابة بأمراض الرئة، لأن داخل الرئة يوجد أهداب ووظيفتها الرئيسية هي طرد الأجسام الغريبة، وإفراز المخاط الذي يعيق عمل الطفيليات، ومع وجود التدخين لا تقوم هذه الأهداب في عملها، ولكن بعد مرور تسعة شهور في الإقلاع عن التدخين تعود الأهداب إلى عملها وعلى أحسن وجه.
وبعد سنة كاملة احتمالية أن يصاب هذا الشخص بأمراض الشريان التاجي تنخفض إلى النصف، وكما ينخفض احتمال الإصابة بأمراض السرطان بنسبة خمسين بالمئة.
بعض الخطوات التي تساعدك في الإقلاع عن التدخين
• اشغل نفسك بأي شيء، كلما تولد لديك شعور الرغبة في التدخين، وممكن أن تقول لنفسك سأدخن سيجارة واحدة وعليك أن تعرف بإن سيجارة واحد لن تلبي رغباتك، يجب أن لا تنخدع وتأخذ |السيجارة| لأن من المؤكد ستعود إلى التدخين كالسابق.
• تجنب المثيرات، لأن معظم الأشخاص المدخنين عندما يمرون بمواقف معينة على الفور يخرجون السيجارة، مثل أوقات الغضب أو الضغط النفسي، لأنه اعتاد في هذه اللحظة أن يولع السيجارة ويدخن.
• امضغ أي شيء يمكن مضغه، مثل الخضار كالجزر، أو بعض المكسرات، وكل ما تشعر بأنك بحاجة إلى التدخين ضع أي شيء في فمك على الفور.
• المحاولة في ممارسة الرياضة.
• المحاولة في الاسترخاء.
• فكر في كم المنفعة الذي سيعود عليك في حال قمت بالإقلاع عن التدخين.
بقلمي: ربا
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك