ما هو العلم الحقيقي وعلى ماذا يستند تصميم وفاء المؤذن |
هل للعلم وجوهٌ متناقضة
نشاهد الكثير من المواد التي تطرح نفسها كموادٍ علميةٍ على اليوتيوب، فهل هي علميةٌ حقاً، أم أنها ترسل لنا ما يمكن وصفه بكلمة حقٍ أريد بها باطل؟ فكثيراً ما نجد شخصاً ما يعرض مصادره ويستند إلى مراجعه لكي يقنعنا بفكرةٍ ما على أنها حقيقةً علمية، ثم نجد شخصاً آخر يعرض فكرةً مناقضةً تماماً، ويستند إلى مصادر ومراجع قويةً أيضاً، فكيف نستطيع معرفة الحقيقة في مثل هذه الحالات؟ وهل يمكن أن يكون كلاهما على حق؟
كيف نصل إلى المعرفة الحقيقية
إذا أردنا معرفة الإجابة عن سؤالٍ ما، فهناك عدة خطواتٍ يجب اتباعها، وهذه الخطوات هي ما يمكن تسميتها بالمنهج العلمي، وعلى تلك الخطوات أن تكون واضحةً ومحددة، وبعيدةً عن التحيّز أو المفاهيم السابقة، وقد اختلف العلماء بوصف |خطوات المنهج العلمي|، فنجده تطوّر كثيراً عبر الزمن، حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم، ويشترط المنهج العلمي أن يصل أي شخصٍ إلى نفس الإجابة لكي نعتبر تلك الإجابة صحيحةً، فالعلم لا يقبل اللبس.
هل يمكن أن تكون العلوم مؤدلجة
بمعنى أنها تخدم فكرةً معينةً، أو مصلحةً معينة، ولا تهدف إلى الوصول إلى الحقيقة، بكل أسفٍ فإن الإجابة هي نعم، فكثيراً ما نجد العلم يخضع للسّياسات والأهواء والمصالح، فمثلاً، مع زيادة استهلاك السكر الصناعي بشكلٍ كبيرٍ في الولايات المتحدة، ارتفعت حالات السكتات القلبية، ولكن وسائل الإعلام المختلفة حوّلت أنظار العالم إلى الدّهون، فجعلت الدّهون هي المسؤولة عن ذلك، مع أن الناس يتناولون الدهون منذ الأزل، ولكن الجديد هو ارتفاع معدّل استهلاك السكر.
هل يمكن استغلال العلم لأهدافٍ معينة
من الواضح بان أصحاب معامل السكر كانوا وراء صرف أنظار العالم عن الحقيقة، فهي تضرُّ كثيراً بمصالحهم، ورغم أن مضار الدّهون التي ذكرتها وسائل الإعلام كانت حقيقيةً، إلا أنّها لا تجيب عن السؤال الحقيقي، وهو: هل السكر هو المسؤول عن ارتفاع معدّل السكتات القلبية؟ وهذا مجرّد مثالٍ عن كيفية استغلال العلم لتحريف الحقائق وتغيير أفكار الناس.
ما هو العلم الحقيقي وعلى ماذا يستند تصميم وفاء المؤذن |
كيف يمكن استغلال العلم لإثبات ما هو غير علمي
إذا استطاع المنهج العلمي أن يُثبت خطأ ما كان معروفاً أو مسلماً به سابقاً، بالاستناد إلى الأدلّة والبراهين، فإن ما سيصل إليه سيكون هو الحقيقة الجديدة، وكل ما يناقضها يجب أن يزول، ولكن الكثير من المعتقدات القديمة التي ثبت بطلانها، لا زالت موجودةً، ونجد لها الكثير من الأنصار، وهم يحاولون إثبات وجهة نظرهم بأسلوبٍ علمي، ولأن العلم لا يخدم أهدافهم فهم يعملون على تحريفه أو التلاعب ببعض مصطلحاته التي تغيب عن أذهان الكثيرين.
لماذا قد يجد العلم من يعارضه
يمكن ان نطرح مثالاً على ذلك، من خلال فكرة كروية الأرض، فلا زال هناك الكثير من المشككين بها، والرافضين لتصديقها، وهم يدافعون عن معتقداتهم باستخدام نظرية المؤامرة أحياناً، أو بالاستشهاد بآراء بعض من يصفونهم بالعلماء، والكثير من الناس يتعاطفون مع طرحهم لأنه يناسب اعتقاداتهم، ويميلون إلى تصديق حججهم لجهلهم بحقائق الأمور، ولذلك نجد الكثير من الأفكار الخاطئة علمياً لا يسهل تجاوزها.
العلم الحقيقي يقوم على البحث عن الحقيقة بكل تجرّد
عندما طرح "|كوبرنيكوس|" فكرته عن كون الشمس هي مركز الكون، وقال بأن الأرض مجرّد كوكبٍ يدور حولها كباقي الكواكب، كان طرحه مخالفاً لكل ما يعتقده الناس، فواجه إنكاراً شديداً، ولكن الزمن أثبت بأن فكرة "كوبرنيكوس" صحيحةً إلى حدٍّ ما، فمع أن الأرض والكواكب تدور حول الشمس، إلا أن الشمس ليست مركز الكون، بل هي مركز المجموعة الشمسية فقط، والمجموعة الشمسية جزءٌ ضئيلٌ جداً من مجرة درب التبانة.
العلم يتطوّر ولكنه لا يُناقض نفسه
المنهج العلمي المبني على |الملاحظة| و|الدراسة| قاد "كوبرنيكوس" إلى بناء |فرضيةٍ منطقيةٍ| حسب المعرفة المتاحة في زمانه، ولكن تطوّر المعرفة واتساع أفاقها وتطوّر وسائلها، جعل المنهج العلمي يصل إلى نتائج أحدث، وتلك النتائج لا تتعارض مع نتائجه السابقة بل تصحّح اخطاءها، وتجعلها أكثر دقةً وأقرب إلى الصواب.
للعلم فروعٌ كثيرة
يمكن تصنيف العلوم إلى الكثير من الفروع، فهناك |العلوم الطبيعية| التي تدرس كلَّ ما هو ماديٌّ وملموسٌ بكل أشكاله، ويندرج تحت هذا الباب الكثير من العلوم، كالفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء وغيرها، ولكننا نجد أيضاً بعض العلوم القائمة على أفكارٍ ونظرياتٍ لا يمكن لمسها أو الاستدلال عليها بغير العقل والمنطق والاستنتاج، مثل العلوم المسماة بالعلوم الاجتماعية، ولكنها علومٌ لأنها تخضع للمنهج العلمي.
البحث عما نعتقده حقيقةً ليس بحثاً علمياً
في النهاية، يجب التأكيد على أن العلم الحقيقي يقوم على التحرّر من كلِّ الأفكار السابقة، فعند البحث عن الحقيقة يجب ألا نحاول إثبات ما نعتقده حقيقة، فمجرّد قيامنا بذلك سيجعلنا نتجاهل كلَّ ما يتعارض مع ما نعتقده، ونتعاطف مع ما يثبته، وهذا وحده سيكفي ليحرفنا عن المسار الصحيح نحو الحقيقة.
إذا كان العلم يقودنا دائماً إلى الحقيقة المطلقة، لما اكتشفنا المزيد من الحقائق كلَّ يوم، فالعلم إذاً يقترب من الحقيقة مع كل اكتشافٍ جديد، ولكن الاقتراب من الحقيقة أمر، وبلوغه أمرٌ آخر، وإذا كنت توافقنا في هذا الطرح فنرجو ان تنشر المقال لكي تنتشر المعرفة.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك