النضج العقلي ومحاكمة الأطفال |
في مختلف الأديان ، هناك فروض تترتب على الطفل بدءاً من سن معينة ، وعلى مر التاريخ كان هناك نماذج لقادة ومحاربين حكموا أراضي وإمبراطوريات واتخذوا قرارات مصيرية وهم لم يتجاوزوا ال 18 .
النضج في العصر القديم:
من أشهرهم:
|الاسكندر الأكبر| الذي جاب البلاد شرقاً وغرباً و قاد أكبر الحملات وهو لم يتجاوز العشرين من عمره.
في مصر القديمة:
تولى الفرعون |توت عنخ آمون| الحكم في سن التاسعة، واتخذ القرارات حتى أنه غير الدين الذي اتخذه والده في البلاد و ذلك دون وصاية ونابع من نفسه .
من هنا نستنتج أن المعاملات لم تقتصر على عمر معين طالما أنه يتخذ قراره وناضج جسدياً أي حتى قد يشمل هذا العقوبات أيضاً .
في العصر الحديث:
حددت الهيئات الدولية سن ال18 كمقياس للبلوغ، ولا يستطيع الحصول على رخصة قيادة أو المشاركة في الحياة السياسية أو حنى اتخاذ قرارات مصيرية كالزواج دون بلوغ هذا السن.
حتى أنَّ أشهر التطبيقات العالمية كـ |فيسبوك| و |انسنغرام| لا تسمح لاشتراك المستخدمين دون 16 عاماً.
وبالرغم من ذلك، فحتى قبل عام 2005 كانت أميركا تحاكم من دون ال 18 عاماً بأحكام كالإعدام أو السجن المؤبد على جرائم ارتكبوها في أقل من هذا السن!
حتى عام 2005 عندما رفضت الهيئة حكم الإعدام على جريمة قتل ارتكبها فتيان دون سن ال 18 واكتفي بالسجن المؤبد، وفي عام 2012 تم إقرار منع أي عقوبة إعدام او سجن مؤبد على من هم تحت سن 18 ولا يسجنون مع سجون البالغين.
إذاً ما هو مقياس النضج ولم تغير عبر التاريخ؟
كانت |الحضارات| قديماً تعتمد النضج الجنسي الجسدي كمعيار لها ولكن ما نبحث عنه هو النضج الفكري السليم أيضاً والقدرة على اتخاذ قرارات فعالة في المجتمع وهو ما لانجده في هذا الجيل لدى الأعمار الصغيرة وبالتالي أدى لاختلاف المعايير عبر الزمن .
هل هناك أي أبحاث حول آلية النضج؟
لم يكتشف الدماغ بشكل حديث عبر طرق متطورة إلا بدءاً من السبعينات ولا تزال الأبحاث جاريةً حتى الآن في سياق دراسات للوصول إلى علاقة أو إشارة عبر الدماغ تدل على النضج ولا تزال النتائج محيرة .
إحدى التجارب كانت اتبع تغليف الأعصاب بمادة النخاعين وهذه المادة تعزل الخلايا العصبية وتمنحها السرعة لنقل التيار العصبي، وبالتالي اعتقد بأن هذا الأمر له علاقة بسرعة التفكير واتخاذ قرارات مستقلة لزيادة سرعة التواصل بين مناطق الدماغ ، ولكن اكتشف أنَّ هذا التغليف يستمر على مدى طويل وحتى الثلاثينات أو الأربعينات من العمر وبالتالي لا يمكن اختباره كمؤشر للنضج.
لا ننسى النضج الاجتماعي والنفسي واللذان حتى الآن لم تظهر أي اختبارات أو نتائج مفيدة بشأنهما.
ختاماً : لا أمل إلا بالقوانين التي اتخذتها الهيئات لحماية حقوق الأطفال فيجب الفصل بين أخطاء ومحاكمات والتعامل مع ناضج وغير ناضج لنصل لمجتمع أفضل .
إلى هنا نصل لختام مقالنا ودمتم سالمين
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك