قصة الشاب الفقير والمرأة العجوز الداهية تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
و من هذه القصص المفيدة قصة حدثت في زمن بعيد عن زمننا هذا ، و تروي قصة شاب كان يعيش مع أهله ، و كانت هذه الأسرة تعاني من الفقر كثيراً ، ولم يكن هذا الشاب يجد عمل في قريته ليساعد أهله حتى أحس أنه عبء ثقيل عليهم ، و ذات يوم قرر السفر خارج القرية و البحث عن عمل ، ليتمكن من إعالة أهله الفقراء .
و في طريق سفره و هو يبحث عن العمل
صادف امرأة عجوز عندها ماعز و أغنام ترعى بيهم في مناطق الخضرة ، و تستخرج من هذه الأغنام الحليب و تصنع منه الجبن و اللبن و غيرها من |مشتقات الحليب| .
و قرر هذا الشاب التقرب إليها و صار يسأل العجوز إذا كانت تريد شخص يرعى لها الأغنام و يهتم بهذا القطيع ، فقبلت تلك العجوز أن يعمل لديها هذا الشاب ، لكنها وضعت له شرط حتى تدعه يهتم بالقطيع ، و تساءل الشاب عن شرطها ، فأجابت أنه يجب أن يعمل لديها لمدة سنة كاملة ، و بعد السنة تعطيه ما يستطيع حمله من |الأغنام| فوق بيت الشعر الذي تسكن فيه ، و كان هذا شرط قبولها لعمل الشاب لديها .
لكن الشاب طلب منها أن تكون المدة أقل من سنة ليعمل لديها ، لكن العجوز رفضت و قالت هذا شرط العمل ، فلم يكن للشاب خيار آخر و وافق على شرط هذا العجوز .
و بدأ الشاب برعي الأغنام و الاهتمام بها جيداً و حلب كل الأغنام و تقديم الحليب للعجوز
و كانت العجوز فرحة جداً لعمل هذا الشاب و مساعدته لها ، و كانت هي بدورها تقدم الطعام له و المسكن ، إلا أنها كانت كل يوم تقلل نسبة الملح في الطعام الذي تقدمه للشاب ، و لاحظ الشاب ذلك لكنه لم يخبر العجوز ، و قال في نفسه ربما نفذ الملح من عندها و لذلك لم تعد تضع الملح في الطعام .
و بعد مرور السنة جاءت العجوز إلى الشاب و أخبرته أن المدة التي اتفقا عليها كل منهما قد انتهت ، و حان موعد إعطاء الشاب أجر تعبه في هذه السنة ، و قالت له احمل ما تستطيع من الغنم لفوق بيت الشعر لتأخذ أجرك .
و لكن الغريب أن الشاب قد نحل جسمه و ضعفت قواه و لم يستطلع حمل أي من الأغنام و رفعها ، سوا واحدة من الأغنام كانت نحيلة و مريضة استطاع رفعها ، و قالت له العجوز هذه الماعز حصتك و هذا الذي اتفقنا عليه .
قصة الشاب الفقير والمرأة العجوز الداهية تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
و عاد الشاب إلى أهله بعد غياب سنة و هو معه هذا الماعز المريضة
و احتار الشاب كثيراً من الذي حصل معه و كيف لم يستطع رفع أي من الأغنام .
و كانت العجوز قد طلبت من الشاب أن يعود للعمل عندها سنة أخرى و وافق الشاب للعودة بعد زيارة أهله .
و في طريق عودته شاهد راعي و سأله الراعي لماذا هذه النعجة التي معه نحيلة هكذا ، فأخبره الشاب بقصته و طريقة حصوله على النعجة .
و سأله الراعي إذا ما كان هناك شيء تغير عليه حتى ضعفت قواه و لم يعد يتمكن من حمل الخراف ، فأخبره أن لا شيء تغير سوى أن العجوز لم تكن تضع الملح في الطعام حتى اعتاد على أكله دون ملح .
فقال الراعي للشاب هذا هو السبب
فالملح يعطي الجسم طاقة و قوة ، و هذه العجوز قامت بخدعتك ، و غضب الشاب لذلك ، و قال الراعي سأعطيك الملح لتبقى تضيف القليل منه على طعامك عندما تحضره لك العجوز .
و عندما عاد الشاب إلى العجوز و الرعي بالأغنام ثانية ، كانت العجوز كعادتها تحضر له الطعام من دون أن تضيف إليه الملح ، و كان هذا الشاب يضيف الملح بعد مغدرة العجوز و يقوم بتناول الطعام ، و بعد انتهاء السنة قالت العجوز للشاب احمل ما تستطيع من الأغنام فوق بيت الشعر لتكون من نصيبك .
و بدأ الشاب بالخمار الذي كانت تعتمد عليه العجوز في التنقل و حمل الأشياء فتمكن من رفعه ، و تمكن أيضاً من رفع بقية الأغنام و كان عددها خمسون ، فالعجوز كانت تبيع من الأغنام ما زاد عن الخمسون لتعيش بثمنهن و تلبي احتياجات منزلها .
و قد دهشت العجوز كيف استطاع الشاب رفع كل الأغنام
وقام الشاب بهدية العجوز نعجة ضعيفة و مريضة من القطيع الذي أصبح حلاله ، و بدأت العجوز تندب لحظها لسوء فعلتها و خداعها لهذا الشاب الفقير.
و عاد الشاب إلى أهله و معه هذه المرة خمسون من الاغنام
و أصبح حاله و حال أهله أفضل من السابق و أصبح يعمل و يبيع من منتجات هذه الاغنام و أصبح قادر على تلبية إحتياجات أهله و عاش بعدها مرتاح البال .
و العبرة المستفادة من هذه القصة أن من حفر حفرة لأخيك وقعت فيها ، و عرفنا مدى فائدة الملح لجسم الإنسان ، و ضرورة التحلي بصفة الامانة في العمل مع كافة الأطراف .
شاركنا رأيك بالتعليقات .
ريم العيسى
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك