أهم النصائح التي تساعدك على استثمار أموالك واتخاذ قرارات مالية صحيحة تصميم الصورة : رزان الحموي |
خطورة الاقتراض عن طريق بطاقات الائتمان
من الضروري أن ننبه على خطورة الاقتراض بهذه الطريقة، وخاصةً القروض من أجل شراء سلعة معينة مثل السيارات، لأن هذا النوع من الاقتراض مكلف جداً.
فهناك فرق كبير بين قرض مشروع عقاري أو قرض شراء مصنع مثلاً، وبين قرض لشراء سيارة.
فالبنوك أو أي جهات إقراض تقوم بفرض معدلات فائدة أعلى على ديون المستهلكين، مقارنة بديون الاستثمارات. لأن درجة المخاطر في القروض الاستهلاكية عالية جداً، وبالتالي فإن البنوك تأخذ فوائد أكبر عليها. لذلك يجب التخلص من هذه النوعية من الديون بأسرع وقت ممكن.
وسننتقل للتحدث عن نقطة في غاية الأهمية وهي
ضرورة التنويع في الاستثمارات
يجب تنويع محفظة الاستثمارات من خلال مجموعة من الأصول للاحتياط وزيادة احتمالية نجاح الاستثمارات، وتحقيق العوائد المستهدفة منها.
فمن الخطأ وضع جميع الأموال في فئة استثمار واحدة، وبالتالي يجب أن لا تكون كل الاستثمارات مترابطة، وتتحرك في نفس اتجاه السوق.
مثال على ذلك من غير الصحيح شراء عقارين في نفس المدينة، فإذا حصل ركود في عقارات المدينة سوف تتوقف عمليات البيع أو سوف ينخفض سعر العقار.
مثال آخر افتتاح فرع آخر لمشروعك الخاص في مكان ثاني ومازال مشروعك في بدايته، فإذا حصلت أزمة في النشاط الذي افتتحته فيتوقف عائد المتجرين.
لذلك يجب أن تتحرك الاستثمارات في اتجاهات مختلفة، وهذا لا يعني أن يكون عدد الاستثمارات كثير جداً، فبهذه الطريق ستفقد السيطرة والقدرة على الإدارة والمتابعة، فيجب أن يتم تنفيذ استراتيجية التنويع بحكمة.
من الأمور المهمة جداً في طريقك للاستثمار يجب القيام بمراجعة ربع سنوية للاستثمار.
بطبيعة الحال لابد من وجود متابعة مستمرة، ولكن المقصود هنا تقييم للاستثمار والظروف الشخصية، والخطط الزمنية التي تم وضعها مسبقاً قبل البدء بالمشروع، ودرجة تحملك للمخاطر.
فالظروف تتغير مع مرور الوقت، والهدف من هذه المراجعة معرفة إذا كان الاستثمار يحقق أهدافه المرحلية.
مثال على ذلك، لو قمت بافتتاح مطعم فغالباً سوف تبدأ بجني العوائد والأرباح بعد مرور سنة، فلابد من القيام بهذه المراجعة كل ثلاثة شهور، ليتبين إذا كانت الخسائر بدأت تنخفض، هل المشروع في طريقه للوصول لنقطة التعادل والتوازن؟ وذلك يعني أن إيراداته متساوية مع مصروفاته.
إذا كان هذا المشروع يحتاج لأن تضخ فيه المزيد من |رأس المال| حتى بعد البدء فيه، من أجل تغطية بعض الأمور مثل مصاريف رواتب وأجور عمال ومواد أساسية، فهل الظروف المالية لك كمستثمر بعد مرور الربع الأول على إنشاء المطعم قادرة على ضخ أموال فيه؟
لذلك يجب القيام بمراجعة دورية دقيقة، ويجب الالتزام بالخطة الاستثمارية، مادامت الأمور تسير في النطاق الصحيح.
من الخطأ أن تغلق المطعم إذا مر ستة أشهر على افتتاحه ولم يحقق أرباح لأن الخطة هي أن تجني الأرباح بعد مرور سنة.
أهم النصائح التي تساعدك على استثمار أموالك واتخاذ قرارات مالية صحيحة تصميم الصورة : رزان الحموي |
الخروج الفوضوي من السوق
إذا كنت قد استثمرت مجموعة أسهم في شركة معينة، ويحدث القليل من الاضطرابات في السوق، فينخفض سعر السهم، فتقوم على الفور بالتخلي عن هذا الاستثمار وبيع الأسهم بسعر منخفض.
لأن هذا سوف يكون أسوأ قرار استثماري قد اتخذته في حياتك، وهذه هي العقبة التي تواجه المستثمرين المبتدئين، حيث يسيطر عليهم الخوف ويدفعهم للقيام بخروج فوضوي من السوق.
فالخروج من دون خطة وفي الأوقات التي يكون فيها السوق في وضع متأرجح، يتسبب في خسائر كبيرة جداً.
من المستفيد عندما تقوم أنت كمستثمر بالبيع في مثل هذه الظروف؟
طبعاً |المستثمرين الأذكياء| الذين دائماً بانتظار مثل هذه الفرص، الذين يتبعون المبدأ الاستثماري الشهير"اشترِ حينما تسيل الدماء في الشوارع".
ولابد لنا أن نقف قليلاً عند هذا النوع من الاستراتيجية في الاستثمار.
أول من أسس لهذا المبدأ الخطير هو "John Templeton"، من عائلة روتشيلد، ومعناه أن الوقت المناسب للشراء هو في الوقت الذي يكون فيه وضع السوق سيء، بسبب حروب أو اضطرابات أو أزمات أو في حالة بيع جماعي أو فوضى في الأسواق أو حالة هلع شديدة.
استخدمت |عائلة روتشيلد| هذه الاستراتيجية لتكوين ثروات ضخمة، ويعتبر أول تنفيذ لها بعد حرب واترلو في بلجيكا ضد |نابليون| عام ١٨١٥.
حيث كان هناك حالة هلع وذعر، ويقوم الجميع ببيع منازلهم بأسعار زهيدة جداً، كانت عائلة روتشيلد هي من تقوم بالشراء، حتى قاموا بجمع ثروة ضخمة بعد الحرب، عندما بدأت الأسعار بالارتفاع عند استقرار الأوضاع.
الخطوة الأكثر ذكاءً
في مثل هذه الأوقات يفكر الناس العاديين بالتخلص من أصولهم وأموالهم قبل أن ينخفض سعرها أكثر، وفي هذه المواقف يبدأ المستثمرين الأذكياء بالسباحة عكس التيار، ويبدأ تنفيذ عمليات الشراء على نطاق واسع.
وليس الذكاء هنا بمجرد الشراء فقط، وإنما في الانتظار لوقت وصول السوق للقاع أو ما يسمى بذروة البيع.
وهذه النقطة يسميها خبراء الاقتصاد بنقطة التشاؤم القصوى(|Point of Maximum Pessimism|). وهو أكثر وقت يكون الناس فيه في ذروة الخوف، وتقوم بالبيع بصورة جنونية.
مثال على ذلك، في أحداث الحادي عشر من سبتمبر في عام٢٠٠١ في |الولايات المتحدة الأمريكية|، حيث كان الطيران يضرب أبراج نيويورك.
وكان الناس في حالة خوف وذعر، أما المستثمرين الذين يمتلكون حس الدهاء، توجهت أنظارهم لأسهم شركات الطيران التي كانت في حالة انهيار، كما هو متوقع.
حيث أن الناس كانت تخاف أن تسافر بالطائرات، وبالتالي فقد كان هناك خسائر بالمليارات لشركات الطيران، وبالتالي فسعر الأسهم كان بانهيار.
المستثمرين الذين قاموا بالشراء في ذلك الوقت، تضاعف أموالهم بعد مرور سنة فقط.
فما رأيك عزيزي القارئ هل قررت الآن أن تبدأ باستثمار أموالك في مشروعك الخاص؟
تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك