نبذة عن العرَّاب الراحل الكاتب والدكتور أحمد خالد توفيق تصميم وفاء المؤذن |
إذا كنتَ مهتماً بمعرفة لمحة عن حياة الكاتب |أحمد خالد توفيق| وإنتاجاته الأدبية، تابع معنا المقال أدناه.
ولادة ونشأة أحمد خالد توفيق
وُلِد أحمد خالد توفيق سنة ١٩٦٢ ميلادي في الجمهورية العربية المصرية بمدينة طنطة، كان مجتهداً في دراسته فأتمَّ الإعدادية والثانوية ثم دخل كلية الطب البشري في مدينة طنطة وتخرَّج منها سنة ١٩٨٥ميلادي.
- بالرغم من دخول د.توفيق إلى كلية الطب وتخرجه منها إلا أنه كان لديه ميولٌ ورغبة قوية في أن يصبح كاتباً وأديباً، فقرَّر الانضمام إلى المؤسسة العربية الحديثة وكان يرى أن هناك نوعٌ من |الأدب العربي| لم يأخذ حقه في العالم العربي وهو |أدب الرعب|، فبدأ بكتابة أعمالٍ أدبية لها علاقة بالرعب وكان أول كتابٍ له هو "|أسطورة مصاص الدماء|" الذي كان أول أجزاء سلسلة ما وراء الطبيعة.
- غيَّر د.توفيق في تلك السلسلة صفات البطل المتعارف عليه في كل الأفلام والروايات المتمثلة في أن البطل شخصٌ في مقتبل العمر، جميلٌ مميزٌ ممشوق العضلات قوي البنية حيث اختار كاتبنا بطلاً مختلفاً جداً ليكون بطل عمله الأول، بطلاً لا يشبه الأبطال الذين اعتاد القرَّاء عليهم، فقد اختار أن يكون بطل عمله شخصاً عادياً يشبه الناس في الواقع، فكان بطل د.توفيق هو "رفعت إسماعيل"، طبيبٌ طاعنٌ في السن، يعاني من أمراض عديدة، لا يمتلك صفات تميزه عن غيره.
- لكن مشوار د.توفيق وطريقه الأدبي لم يكن سالكاً بسهولة، فقد تعرض لعثراتٍ عديدة في كتابه الأول "أسطورة مصاص الدماء" حيث قوبل ذلك العمل بدايةً بالرفض من قبل اللجنة التي تم عرض الكتاب عليها، ربَّما لأنه كُتِب بلونٍ مختلفٍ لم يسبق لكاتب عربي أن كتب به، كما نصحته اللجنة بالكتابة في |الأدب البوليسي| والابتعاد عن الرعب، وذلك لأن أدب الرعب لم يكن مطروقاً في عالمنا العربي آنذاك.
هل استسلم الدكتور أحمد خالد توفيق وأقفل الدُّرج على كتابه؟
نبذة عن العرَّاب الراحل الكاتب والدكتور أحمد خالد توفيق تصميم وفاء المؤذن |
ماذا كان مصير الكتاب بعدما تم رفض نشره
- بعد مقابلة كتاب أسطورة مصاص الدماء بالرفض، ظهر شخص ساعد د.توفيق في مقابلة شخص يدعي "حمدي مصطفى" الذي كان مدير إحدى المؤسسات الأدبية فقرأ الكتاب وعرضه على اللجنة التي سرعان ما قابلته بالرفض التام، لكن د.توفيق لم يستسلم وظلَّ يحاول إلى أن تمَّ قبول العمل من قبل لجنةٍ أخرى، وكان تقييمها للكتاب على نقيض اللجنة السابقة تماماً بأنه ذو أسلوبٍ ممتاز وحبكةٍ روائية تحمل الإثارة والتشويق، ثم تمَّ طرح الكتاب في الأسواق ولاقى إقبالاً شديداً من الناس، وذلك لأنه ولأول مرة وجد القراء كاتب عربي يكتب بذلك اللون المختلف كما في الروايات الأجنبية.
- إقبال الناس الشديد على الكتاب وحبهم له دفع د.توفيق إلى إكمال سلسلة ما وراء الطبيعة، فقد تعلق الناس ببطل السلسة "د.رفعت إسماعيل".
بالرغم من نجاح د.توفيق في مجال الكتابة إلا أنه لم يترك مهنة الطب
فقد كان يحبها أيضاً وحصل في عام ١٩٩٧ ميلادي على شهادة الدكتوراه في طب المناطق الحارة، والتحق بسلك التدريس فكان عضو هيئة تدريس بأمراض الباطنة في كلية الطب أيضاً، أي أنه لم يهمل أي من المهنتين على حساب الأخرى، فكان يتقدم في الاثنتين معاً.
- في عام ١٩٩٥ ميلادي نشر سلسلة أخرى بعنوان "|فنتازيا|" التي لعب دور البطولة الأساسي فيها: شخصية عبير عبد الرحمن، وهي نموذج آخر للبطل الذي يحمل مواصفات مختلفة عن مواصفات البطل المعتاد، في هذه السلسلة تخوض البطلة تجارب عديدة ومختلفة في عالم الخيال والفنتازيا، فمرةً تكون في عالم كاتب أو أديب معين، ومرةً تخوض مغامرة مع شخصية خيالية أو في عالم خيالي، وهي روايات من |أدب النقد|.
في عام ١٩٩٦ميلادي نشر سلسلة "|سفاري|" التي لعب فيها د.علاء دور البطل، وفي عام ٢٠١٤ ميلادي كان ينشر القصص التي يكتبها في سلسلة رابعة وهي سلسة "|الآن نفتح الصندوق|"، التي نشرها على هيئة مقالات.
نبذة عن العرَّاب الراحل الكاتب والدكتور أحمد خالد توفيق تصميم وفاء المؤذن |
- لا بدَّ لنا أن نذكر أن الدكتور أحمد خالد توفيق كان متواضعاً جداً
- كانت هذه وجهة نظر الكاتب في نفسه وربما هذا ما حبّب الجمهور به، تواضعه وصفاته الراقية وأفكاره القريبة لأفكار الشباب، وكان يقول أيضاً أن الدور الرئيسي هو للشباب وأن الشباب تحتاج إلى فرصة ليظهروا لنا إبداعهم، فلُقِّب بعرَّاب الشباب.
بعد كتابته لتلك السلاسل انتقل إلى كتابة الروايات
فقي عام. ٢٠٠٨ نشر أول رواية له وهي "|يوتوبيا|" والتي لاقت نجاحاً كبيراً وإقبالاً شديداً، كما نشر بعدها رواية "|في ممر الفئران|" ثم رواية "|شآبيب|".
- لكن في بداية ٢٠١٨ بدأ يعاني من نكبات صحية فقد كان الدكتور أحمد خالد توفيق مريض قلب وفي هذا العام دخل إلى المشفى لإجراء عملية قلب لكنه للأسف توفي وفارق الحياة في ٢ نيسان ٢٠١٨ ميلادي عن عمر يناهز ٥٥ عاماً، وكان خبر وفاته صادماً بالنسبة لكل قرائه الشباب، وكان ذلك ظاهراً في تشييع جنازته الذي ضمَّ حشوداً كثيرة.
كان هذا مقتطف بسيط من حياة الكاتب والروائي والطبيب أحمد خالد توفيق، ولمحة تعريفية مختصرة عن إنجازاته لكل من لا يعرفه، أرجو أن يكون هذا المقال سبيلاً لقراءة المزيد عن هذه الشخصية المميزة.
فضلاً شاركنا آراءك الرَّائعة من خلال التَّعليقات ^-^
بقلمي: آية الحمورة
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك