مقدمات " ابن خلدون " التي كانت سبب تقدم الغرب قبل العرب

 مقدمات " ابن خلدون " التي كانت سبب تقدم الغرب قبل العرب 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  

إن نظريات العالم العربي الكبير " ابن خلدون " كانت سابقة لعصرها بكثير ، حتى أن الحضارة الغربية اضطرت للاعتراف بها وتطبيقها قبل العرب أنفسهم ، كان ابن خلدون سبب رئيسي في تقدم الدول الأوروبية ، الذين عرفوا علمه قبل أن يستوعبه العرب .

ماذا تعرف عن ابن خلدون ؟ وعن منشأه ؟ وأصله ؟ وكيف وصل لعلمه في زمانه ؟

* نبذة عن حياته 

اسمه |عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي الإشبيلي| ، ولد في تونس ولكن أصله من الأندلس ، تاريخ ولادته هو مايو ١٣٣٢ ميلادية ، و تخرج من |جامعة الزيتونة| ، وتولى الوساطة بين ملوك المغرب والأندلس ، وعينه السلطان المملوكي الظاهر " سيف الدين قاضي " على مماليك مصر  

 ابن خلدون من عمالقة الفكر في العالم ، فهو مُنشئ |علم الاجتماع| في القرن ١٤ الميلادي ، حتى قبل " أوجست كونت " الذي ادعى أنه مؤسس هذا العلم في القرن ١٩ الميلادي .

 يقول عنه المؤرخ الإنجليزي " |روبرت فلينت| " ( إذا نظرنا إليه كمؤرخ فقد نجد من يتفوق عليه حتى من الكُتاب العرب ، أما إذا نظرنا إليه كواضع نظريات في التاريخ فإنه منقطع النظير في كل مكان وزمان ) .

وبعد ذلك وصل |ابن خلدون| إلى منصب رئيس وزراء المغرب والذي كان اسمه " ديوان الحجابة " ، حيث قابل ابن خلدون الغازي المشهور " |تيمور لانك| " والذي استطاع ابن خلدون أن يعطيه خلاصة خبرته وفكره ، ونتج عن هذه المقابلات  فتح القسطنطينية ، ولذلك ألزم تيمور  جميع الذين سيعملون في المجال السياسي للدولة العثمانية أن يقرؤون مقدمة ابن خلدون ، بعد أن ترجمت من العربي إلى التركي ، وذلك كان قبل أن يترجمها الأوروبيين بقرن كامل .

ولابن خلدون مصنفات في التاريخ والحساب والمنطق ، ولكن أهمها وأشهرها " |كتاب العبر| " وهو أضخم موسوعات العلامة عبد الرحمن بن خلدون ، وجُمع في سبع مجلدات ومجلد ثامن منفصل للفهرس فقط .

* سنتحدث عن مواقف ابن خلدون التي تدل على حكمته وعبقريته 

كان ابن خلدون سابق زمانه فمثلاً ( الدولة  النيوباتريمونيالية ) أو باتريمونيالي في الإنجليزي وتعني في العلوم السياسية " الدولة التوريثية " 

والجزء الأول من المصطلح الإنجليزي بمعنى " الحكم الأبوي ".

* رأي ابن خلدون في الدولة الباتريمونيالية 

رفض ابن خلدون |الدولة النيوباتريمونيالية| المستبدة حتى من قبل اختراع المصطلح ، وعدد مساوئ العصبيات القبلية بطول مقدمته وعرضها ، ويعرّف الفيلسوف الألماني ماكس فيبر ، وهو واحد من مؤسسي علم الاجتماع الحديث هذا المصطلح 

تابع القراءة لتتعرف على تعريف مصطلح الباتريمونيالية كما عرفها الفيلسوف الألماني ماكس ...

 مقدمات " ابن خلدون " التي كانت سبب تقدم الغرب قبل العرب 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  

* تعريف الباتريمونيالية 

تحدثنا  عن الدولة الباتريمونيالية ، حيث يقول الفيلسوف الألماني ماكس في تعريفها :( إن النيوباتريمونيالية شكل من أشكال الهيمنة التقليدية وتبدأ من هياكل الأسرة ، أي التي تؤثر على حكم الأب ودوره داخل الأسرة ، الأنظمة الملكية الوراثية أو الامبراطوريات التابعة لامبراطور واحد ، أو الجمهوريات الملكية التي يدعي فيها الرئيس أنه والد لجميع الشعب والزعيم المطلق ، هي انعكاس للأبوية على مجموعة أشمل من العلاقات الإجتماعية ، وبالتالي فهذه الدولة التوريثية هي امتداد طبيعي للعائلة ، ولا تصنف سلطة يتقاسمها الشعب ويراقبها ويحاسبها .

وبعد دراسات وأبحاث كثيرة استطعنا تعريف الباتريمونيالية ، كنوع من الحكم لا يميز فيه الحاكم بين الميراث الشخصي والميراث العام ، ويعامل شؤون وموارد الدولة على أنها شأن شخصي يخصه ، و بالتالي تكون هذه الأنظمة استبدادية ، وجيوش هذه الدول تكون موالية للقائد أو الزعيم وليس للشعب أو الأرض .

* رأي ابن خلدون في العقاب المدرسي 

العقاب المدرسي : كان في الزمان العقاب الجسدي التربوي منتشر جداً في المدارس في العالم أجمع ، حتى تم حظره في ١٢٨ دولة بما فيهم دول أوروبا جميعها ومعظم |أمريكا الجنوبية| . 

رفض ابن خلدون العقاب المدرسي بشكل قاطع ، فالعلامة كان مؤمن بأن مبدأ الشدة على المتعلمين يضر بالمتعلم ، وليس له أي فائدة وإنما العكس فيكون سبب في كثير من المشاكل النفسية للمستقبل ، وكان ابن خلدون يقول نصاً :

 ( من كان مرباه بالعسف والقهر سطا به القهر ، ودعاه إلى الكسل وحُمل على الكذب والخبث ، وفسدت معاني الإنسانية فيه وكسلت النفس عن الفضائل وانقبضت عن غايتها وإنسانيتها )

* تطبيق دول أوروبا لكلام ابن خلدون 

وفي الحقيقة هي أن دول أوروبا طبقت كلام ابن خلدون ، وبعد ذلك أصبح التعليم هناك أفضل من التعليم عند العرب ، أي أن الغرب عملوا بنصائح ابن خلدون ، أما العرب أغمض عينيه وأذنيه أمام علم ابن خلدون العظيم .

تابع القراءة لتتعرف على المزيد من مقدمات وآراء ابن خلدون في الكثير من القصص والأفكار ... 

 مقدمات " ابن خلدون " التي كانت سبب تقدم الغرب قبل العرب 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  

تحدثنا  عن رأي ابن خلدون في الدولة الباتريمونيالية ، والآن سنتحدث عن

 * رأي ابن خلدون في مدينة إرم ذات العماد.

أنكر ابن خلدون أن إرم ذات العماد مدينة عظيمة ، أو أن لها وجود حقيقي من الأساس ، كما قال بعض المفسرون.

* فما هي قصة مدينة إرم المنتشرة 

تقول القصة التي ليس لها أي أدلة ، أن هناك ملك اسمه " |عاد ابن عوف ابن إرم| " ، قام عاد ببناء  مدينة إرم في صحاري عدن في ثلاثمئة سنة ، وكان عمره حينها تسعمائة سنة ، وكانت مدينة عظيمة قصورها من الذهب والياقوت ، وفيها أصناف من الشجر والأنهار غير موجودة بأي مكان في العالم ، وعندما تم بناءها ولأنه كان ملك فاسد ، بعث الله عليهم صيحة من السماء فهلكوا جميعهم .

ولكن يقول ابن خلدون عن مدينة إرم في مقدمته  : ( وهذه المدينة لم يسمع لها خبر من يومئذ في شيء من بقاع الأرض وصحاري عدن ، ولم ينقل عن هذه المدينة خبر ، ولا ذكرها أحد من الإخباريين ولا من الأمم ، وبعضهم يقول إنها دمشق وذلك بناء على أن قوم عاد الذين ملكوها ، جميعها مزاعم أشبه بالخرافات .

وقال أيضاً 

* الفاطميين أصلهم يهودي : وهذا الادعاء الرابع الذي رفضه ابن خلدون أيضاً بشكل قاطع .

حيث يقول بعض المؤرخين أن العباسيين خلفاء الشيعة في القيروان والقاهرة ليس لهم علاقة بأهل البيت ، ولا نسب لهم يصل إلى اسماعيل الإمام ابن جعفر الصادق ، ويعتمدوا هنا على أحاديث لفقت للمستضعفين من خلفاء بني العباس .

ويرفض ابن خلدون هذا الإدعاء ويوضح هذا في مقدمته أيضاً : ( ولو كان أمر العبيديين كذلك لعرفوا ولو بعد مهلة ، ومهما يكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تُعلم ، فقد اتصلت دولتهم نحو من مائتين وسبعين سنة ، ولو ارتابوا في نسبهم لما ركبوا أعناق الأخطار في الانتصار لهم ، فصاحب البدعة لا يلبس في أمره ولا يشبه في بدعته ولا يكذب نفسه فيما ينتحله. والعجب من القاضي أبي بكر الباقلاني شيخاً منظار من المتكلمين ، كيف يجنح إلى هذه المقالة المربوحة ، ويرى هذا الرأي الضعيف ) .

أكمل القراءة لتعرف المزيد من مقدمات ابن خلدون ... ورأيه في أهل السودان ونسبهم لابن نوح حام ...

 مقدمات " ابن خلدون " التي كانت سبب تقدم الغرب قبل العرب 
تصميم الصورة : ريم أبو فخر  

* السودان وحام ابن نوح ورأي ابن خلدون في ذلك  

السودان يرجع نسبهم لحام ابن نوح ، فالسودان عند العرب ليس المقصود بهم |أهل السودان| فقط ، ولكن ذو البشرة السوداء في أفريقيا بشكل عام . 

وبعض الناس و بدون دليل ولا تاريخ موثوق قالوا بأن هؤلاء السودانيين هم أولاد حام ابن نوح ، لأنهم ذو بشرة سوداء ، ولأن حام كان أسود اللون بسبب دعوة أبوه نوح عليه ، ولأن ربنا جعل الرق والعبودية كلها في عقبه ، شيء في منتهى العنصرية والجهل .

وبالتأكيد يرفض ابن خلدون هذا المنطق تماماً ، ويقول أنه ادعاء خالي من الأدلة العلمية ، ويقول بالنص في مقدمته : 

( وفي القول في نسبة السواد إلى حام غفلة عن طبيعة الحر والبرد وأثرهما في الهواء ، وذلك أن هذا اللون شمل أهل الإقليم الأول والثاني من مزاج أهوائهم للحرارة المتضاعفة بالجنوب ، فإن الشمس تساوت رؤوسهم مرتين في كل سنة قريبة إحداهما من الأخرى ، فتطول المساوات عامة الفصول فيكسر الضوء لأجلها ويلح القيظ الشديد عليهم وتسود جلودهم لإفراط الحر ) .

ويكمل ابن خلدون ويقول : ( قد نجد من السودان أهل الجنوب من يسكن في الربع المعتدل أو السابع المنحرف إلى البياض ، فتبيض ألوان أعقابهم على التدريج مع الأيام ، وبالعكس فهناك من يسكن من أهل الشمال أو الرابع بالجنوب فتسود ألوان أعقابهم ، وفي ذلك دليل على أن اللون تابع لمزاج الهواء ) .

* نظرية كل شيء غير مترابط و رأي ابن خلدون في ذلك 

رفض ابن خلدون ادعاء بعض الفلاسفة عبثية الكون وفوضى عناصر ، ورفض بحسم عدم ترابط الكون والعدمية الوجودية 

وعندما أعلن نظريته في تكامل كل شيء ، واتصال كل شيء في الكون ببعضه بانتظام وانسجام تام ، وهذه أكثر فكرة سببت إثارة وزهول .

وبعد قرون من ابن خلدون تم تأكيد ما يسمى بنظرية " كل شيء أو thoury of every things 

والتي ستكون بمثابة كنز للفيزياء .

وهذه بعض الآراء والنظريات التي تؤكد بأن ابن خلدون كان شخص عظيم وعلامة .

رهف ناولو