|
الشاب الوسيم وما القصة التي يمكن أن يخفيها اختيار الصورة وفاء المؤذن |
القصة اليوم رائعة ومشوقة وأرى أنها تستحق متابعتها للنهاية لكشف العبرة المراد توصيلها، في عام 1978 في الولايات المتحدة الأمريكية كان يظهر على التلفاز برنامج مشهور جداً، حتى القنوات الرسمية أصبحت تخصص له وقت معين لعرضه.
البرنامج اسمه (المواعدة) وهو خاص بالمسابقات
فكرته أنهم يقومون بجلب مجموعة من الشبان الوسيمين ومجموعة من الفتيات الجميلات، وتبدأ المسابقة بطرح الأسئلة على المشتركين ويستمر الحال هكذا إلى أن يخسر جميع الشبان ويبقى واحد، وتخسر جميع الفتيات وتبقى واحدة، ومن ثم يتم تتويج هذين الاثنين ويصبح بينهما تواعد خارج البرنامج لتكملة قصة حبهما التي بدأت هنا.
البرنامج أخذ أصداء كبيرة بأرجاء المدينة، وبدأ عدد المشتركين يكثر يوماً بعد الأخر، حتى جاء أحد الأيام وعند بدء المسابقة وطرح الأسئلة كان هناك 5 شبان مشتركين و4 فتيات، بدأت المنافسة والجميع يطمح بأن يكون هو أخر من يخرج من هذا البرنامج.
سؤال وجواب خاطئ أدى لخروج 3 شبان و3 فتيات، بقي شابان وفتاة والفتاة كانت بمنتهى الجمال والرقة، فقد كان وجهها كالشمس من شدة سطوعه وبريق عينيها يذهل كل من يراها تدعى (شيرلي).
الشابان كل منهما يطمح بأن يكون الفائز لكسب قلب هذه الفتاة
أحدهما يدعى (رودني) طويل وذو وجه وسيم جداً ومنكبين عريضين ذو شعر منسدل على كتفيه يلفت انتباه جميع الفتيات في الحي وفي البرنامج.
حتى أنه أصبح حديث المدينة كلها من شدة جماله، وبالفعل في نهاية المسابقة فاز رودني بقلب شيرلي، ولكن بعد انتهاء الحلقة بشكل كامل شيرلي قالت للمعدين القائمين على هذه المسابقة أنها رافضة الخروج مع هذا الشاب، مع العلم أنه من ضمن شروط المسابقة ألا يتم الاعتراض والشخصين الذين يبقيان في النهاية سيكونان من نصيب بعضهما.
فقالت شيرلي للمسؤول عن الحلقة أن احساسها غير مرتاح لهذا الشاب إطلاقاً، فهي باعتقادها أن الجمال أمر ثانوي في الحياة فقلبها بالرغم من الوسامة التي يتمتع بها الشاب لكن لم يرتح له، وكشفت أنها تشعر بالخوف و|الزعر| منه.
عندما علم المسؤول أنها مصممة على رأيها أنهى الحلقة من دون أن يتقابلا الشاب والفتاة، الأمر الذي انتشر بالصحافة فقد خالفت الفتاة شروط المسابقة، ولا سيما مع أكثر شاب وسيم عرفه المشاهدين.
بعد مرور عدة أشهر على هذه القصة، التي قال بها رودني أنه يعمل في التصوير الاحترافي ومن هواياته الرسم وتأمل الطبيعة ويعشق ركوب الدراجات النارية وركوب الأمواج، ولكن الشاب كان يكذب والحقيقة مخالفة تماماً لما صّرح به.
منذ أن كان يبلغ ال18 عاماً قام بالالتحاق بالخدمة الإلزامية، ولا يملك أي موهبة من التي تم ذكرها.
|
الشاب الوسيم وما القصة التي يمكن أن يخفيها اختيار الصورة وفاء المؤذن |
لا يمكن أن نقوم بتصديق جميع ما نسمعه من الأخرين، فالغالبية من الأشخاص يعملون على إظهار أنفسهم بأبهى صورة ممكنة أمامنا، ولكن الأيام والمواقف هي الكفيلة بإثبات ما قالوه أو نفيه، فصديقنا رودني كان من |أخطر السفاحين| في المنطقة، ذو شخصية مرعبة ومخيفة، و|مجرم متسلل| لا يعلم به أحد، رغم ما يحمله من ملامح مؤنسة وتغري كل من يراه بأنه الملاك الذي يعيش على الأرض.
هذا يذكرنا بالإحساس الغريب الذي راود شيرلي عندما قابلته في المسابقة، ففعلاً صدق إحساسها فنواياه المخفية كانت خطيرة تجاهها، فقد كان يفكر بعد أن يخرجا معاً أن يقوم باغتصابها ومن ثم تقطيع جسدها وإذابته في المحاليل الكيماوية، ولكن الله ألهمها هذا الإحساس والتصميم على رفضه ليتم إنقاذها منه.
ولكن لا بد لكَ أن تقوم بسؤالي عن كيفية معرفة كل هذه التفاصيل عن هذا الشاب أليس صحيح؟، لا تقلق الإجابة هي بالأسطر التالية.
جريمة رودني الأولى بعد انتهاء عرض البرنامج
في عام 1979 بعد انتهاء عرض البرنامج بعام واحد، قام رودني باختطاف فتاة تبلغ من العمر 8 سنوات وقام بالاعتداء الجنسي عليها، وعندما أقدمت شرطة المباحث على التحقيق بالقضية، وبوجود عدة أدلة عليه تم إلقاء القبض على رودني ومحاكمته بالمحاكم المختصة.
ولكن عائلة الفتاة الصغيرة رفضت أن تقوم بأخذ الفتاة الى المحكمة خوفاً من أن يترك هذا الأمر عقدة نفسية داخلها، وبالتالي قاموا بإسقاط حقهم عن هذا المجرم وبقي فقط الحق العام، والقاضي أصدر قرار يقضي بحبسه لمدة سنة ونصف فقط.
بعد أن خرج رودني من السجن قابل فتاة تبلغ 12 عاماً تدعى (روبين)، وما هي أيام قليلة بعد مقابلته لهذه الشابة إلا أنه قام باختطافها، بعد أن أقدم والديها على تقديم إبلاغ رسمي باختفاء الفتاة، أول مشتبه به لدى الشرطة كان رودني، وبالفعل بعد المراقبة الشديدة عليه تم إلقاء القبض عليه بقضية |الخطف|.
استديو هوليود المكان الأمثل لجرائم رودني
تم إعادة محاكمته ونقله إلى مستشفى الأمراض النفسية، الأمر الذي ساعده بتخفيف الحكم الصادر بحقه إلى سنتين فقط، وبعد خروجه قرر صديقنا احتراف مهنة التصوير التي كان قد كذب وقال بأنه يهواها.
وبالاعتماد على جماله الخلاب وأسلوبه الماكر كان يستطيع سلب قلب أي فتاة يريدها، بحجة أنها إن كانت تحلم بالشهرة فهو بتصويره لها بأوضاع رائعة سيوصلها إلى النجاح الباهر، كان يعمد على استدراجهم لاستديو في هوليود استأجره من أجل هذا الأمر فقط.
ومرت الأيام والليالي ورودني يعمل بالتصوير الممزوج بالخداع والكذب، حتى تم إعادة القبض عليه بقضية |اغتصاب| فتاة كان قد وعدها بأخذ صور جنسية لها وعرضها على المواقع الإباحية، وعندما بدأ بالتصوير هجم عليها واغتصبها.
فماذا تعتقد نهاية هذا الشاب المجرم الذي يمكن أن نقول عنه مريض نفسي حقيقي.
|
الشاب الوسيم وما القصة التي يمكن أن يخفيها اختيار الصورة وفاء المؤذن |
محاولات اغتصاب عديدة لفتيات جميعهن لم تتجاوز أعمارهن ال20 عام
فرودني كان يعشق الفتيات الصغيرات ونعومة جلودهن كانت نقطة الضعف بالنسبة له، ولكن هذا الشاب يعيش ضمن مجتمع وليس في غابة لا يوجد بها قوانين ولا أحكام.
فبعد أن قامت الشرطة بالقبض عليه بقضية الاغتصاب الأخيرة، اكتشفوا أنه يمتلك آلاف الصور لفتيات تم تصويرهم وهم بشكل عارٍ تماماً، والشرطة لا تدري هل هذه الصور تعود لفتيات على قيد الحياة، أم أنه قام بتصفية أجسادهن بعد الاغتصاب؟
فعمدوا على نشر وجه الفتيات في الصحف الرسمية وعلى التلفاز لمعرفة من مفقود ومن موجود منهن، وطبعاً تم الإفراج عن رودني بكفالة، وهنا بعد القيام بهذه الفكرة تقدمت 6 عائلات من قاطني المدينة ببلاغات تتضمن |اختفاء| فتاة كل منهم.
وبعد التحقيق والتحري بشأن الفتيات ال6 تم الكشف على أنه أقدم على اغتصابهن جميعاً، ولم يتوقف الأمر هنا بل قتلهن أيضاً ولا وجود أي أثر جثث في منزله.
حاولت الشرطة بشتى الطرق العثور على الشاب الذي خرج بكفالة
لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل فلم يعثروا عليه، واستمر الأمر إلى عام 2003 تم الإبلاغ عن وجود جثتين لفتاتين تبلغان 15 عاماً، بعد أن تم اغتصابهم تم رميهم بأحد الأماكن المهجورة.
تم التحري بشكل موسع من قبل رجال الأمن ومراقبة المكان لعدة أيام وأسابيع، إلى أن جاءت اللحظة التي مر رودني من هناك وبعد الشك بأمره تم نقله إلى قسم الشرطة والتحقيق معه، بالفعل اعترف على الفور بقيامه بعمليات الاغتصاب و|القتل|.
نقل إلى السجن وتم إعادة فتح جميع الملفات القديمة والشكاوى التي قُدمت بحقه من قبل العائلات، والتي تعرفت على بناتها من خلال الصور التي نشرتها الحكومة في سابق عهدها على التلفاز وبالصحف.
القاضي كلما انتهى من إصدار حكم بحق جريمة مرتبكها هذا الشاب، ظهرت لديه واحدة أخرى، واستمر الأمر بسجن رودني سنوات عديدة.
علِم رودني أن هذه المرة لا يمكن له الإفلات من الشرطة، وأن السجن هو مصيره المحتوم لأخر عمره إذا لم يتم إصدار حكم الإعدام بحقه، فأقدم على البدء بتأليف كتاب خاص أسماه (أنت والمحلفين)، يتهم فيه المحلفين الذين يتم إحضارهم إلى المحكمة للإدلاء بشهاداتهم، أنهم يعملون على توريط المتهمين وأنه هو بريء وتم التبلي عليه من قبلهم.
وبالتالي نرى أن الناجي الوحيد من يدين هذا |المجرم| هي شيرلي التي تبعت إحساسها ولم يغرها جمال رودني.
فالعبرة التي نريد إيصالها ليس كل ما يقال صحيح، وليس كل وجه بريء هو بالضروري أن يكون داخله بريء، احذروا كل الحذر على فتياتكم فالمجتمع يعج بأمثال هذا المجرم.
آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك