قصة مي التي تبنت الطفل والمتاعب والمشاكل التي أصبحت تلاحقها تصميم الصورة وفاء المؤذن |
بعد أن مضى شهر، شهر واحد فقط تحولت الفكرة إلى شيء غريب داخل مي، وقررت أن تتبنى طفل، فاتحت مي زوجها بالموضوع وهي واثقة من رفض زوجها للفكرة لكن الغريب أن زوجها ابتسم وقال لها بأنه منذ يومين أحد أصحابه نصحه بهذه الفكرة، قالت له مي هل أنت موافق، ابتسم زوجها وقال لها أنه موافق وكان كل همه هو أن يرى زوجته سعيدة، وأخبرها إذا هي موافقة فهو موافق.
كانت تشعر مي بالفرح وانتابها شعور غريب بداخلها
بدأت مي تبحث عن الجمعيات والدور الخاصة بالأيتام والأطفال المجهولين، لكن للأسف لم تجد أي نوع من هذه الجمعيات في مدينتهم، خطرت على بال مي فكرة وهي الانتقال إلى العاصمة مع زوجها والابتعاد عن الأقارب والأهل وتدخلهم المتطفل في حياتهم، وبذات الوقت يكونوا قد اقتربوا من جمعيات الأطفال وعند تبني الطفل تكون قد ابتعدت عن أسئلة الأقارب والأهل، فاتحت مي زوجها بالموضوع وشعرت وكأنه لم يتقبل الفكرة أبداً وكأنه شعر بالضيق.
وفي اليوم الثاني عندما عاد زوجها من العمل، كانت على وجهه ابتسامة قالت له مي ما بك وماذا حصل أجابها زوجها وهو يضحك ويقول لها أنه تقدم لمديره في العمل طلب نقله إلى فرع العاصمة وقال لها أنهم خلال ساعتين وافقوا على طلبه وسيتم نقله إلى العاصمة خلال هذا الأسبوع، عندما سمعت مي هذا الخبر غمرتها السعادة وكانت غير مصدقة لما يحصل، وقالت وأخيراً سيتحقق حلمي ويصبح لدينا طفل.
بعد مضي أسبوع انتقلت مي وزوجها إلى العاصمة
بدأ زوج مي يتأقلم مع عمله الجديد، لم تستطيع مي أن تصبر وبدأت تبحث عن |الجمعيات الخاصة بالأطفال|، والغريب أنها وجدت واحدة من الجمعيات قريبة جداً من منزلها.
اتصلت مي على الجمعية وأخبرتهم برغبتها في تبني طفل أو طفلة، رحبت الجمعية بها وطلبت منها بعض الأوراق وأعطوها موعد بعد يومين.
ذهبت مي هي وزوجها منذ الصباح بعد أن مضى يومين إلى دار الإيتام، قابلت مي وزوجها مديرة الدار، كانت المديرة إنسانة مؤدبة وخلوقة، أخذت من مي وزوجها الأوراق وأخبرتهم أنهم باستطاعتهم الذهاب إلى مستشارة الدار لرؤية الأطفال وانهاء الإجراءات.
قصة مي التي تبنت الطفل والمتاعب والمشاكل التي أصبحت تلاحقها تصميم الصورة وفاء المؤذن |
توجهت مي وزوجها إلى مكتب الموظفة بشائر
دخلت مي وزوجها إلى قسم كبير ولاحظت وجود مجموعة كبيرة من الأطفال، أعمارهم بين ثلاث إلى خمس سنوات، كان الأطفال يلعبون فرحين، شعرت مي بالحزن وكانت تتمنى لو تستطيع أخذ جميع الأطفال الموجودين وتربيهم، لفت انتباه مي طفل صغير ذو ملامح جميلة وابتسامته جذابة جداً، كانت ملابسه مختلفة وأنيقة على عكس باقي الأطفال، كان الطفل هادئ تماماً وجالساً يرسم، سألت مي العجوز التي كانت برفقتهم عن اسم الطفل، شعرت مي بنظرات غريبة من العجوز وبدا عليها الارتباك وهي تقول لها لماذا تسأل عن هذا الطفل، أخبرتها مي بأنها أتت إلى الدور لتتبنى طفل، وأنها اختارت الطفل الذي كان جالساً يرسم.
كانت العجوز تنظر إلى مي باستغراب وهي تقول لها عن أي طفل تقصد، أشارت مي إلى الطفل وأخبرتها أنه مناسب لها، وعندما أنهت مي كلامها كانت تلاحظ الخوف والاستغراب على وجه العجوز وهي تقول وتنصحها ألا تفكر بهذا الطفل تحديداً، سألتها مي باستغراب لماذا يا أم وليد، أجابتها وقالت لها ألا يغويها منظر الطفل وملابسه فهو بعد قليل يتحول إلى وحش ويضرب الأطفال، كما اخبرتها أن هذا الطفل مصاب بمرض أعصاب وتمر عليه حالات تشنج، سيؤدي إلى ارهاقها بشكل كبير.
واخبرتها إذا أخذت الطفل سيحرم من جلسات العلاج التي يأخذها كل يومين في الدار، شعرت مي بالألم لحالة الطفل وقالت لنفسها من الظاهر أن كلام العجوز صحيح، أنا لا استطيع أخذ الطفل المريض، فقد اتسبب له بمرض أو اقطع عنه العلاج.
عادت مي تتفحص باقي الأطفال لكنها لم تستطيع أن تنسى ذلك الطفل
وبعد خمس دقائق وصلت الموظفة التي تدعى بشائر واخبرت العجوز بالذهاب بسرعة للإدارة، خرجت العجوز ثم قالت بشائر لمي هل اخترت الطفل المناسب، اشارت مي إلى الطفل الجميل الذي كان يرسم وقالت لها أن قلبها تعلق بهذا الطفل لكنها لا تريد أن تقطع العلاج عنه، كانت الموظفة تنظر إلى مي باستغراب وتقول مريض، من قال لك أنه مريض، اجابتها وأخبرتها أن العجوز هي من قالت لها أن الطفل مريض، ضحكت بشائر وقالت لها أن أم وليد امرأة تنسى كثيراً وقد التبس عليها الموضوع بين الطفل أمين والطفل وسام، شعرت مي بفرحة وقالت لها هل اسم الطفل وسام، هزت الموظفة رأسها وقالت لها نعم اسمه وسام، واخبرتها أن وسام من أذكى الأطفال الموجودين في الدار، طلبت مي من الموظفة أن تخبرها عن وضع الطفل وسام هل هو يتيم أم... قاطعتها بشائر وقالت لها إن وسام |مجهول الوالدين|، لقد تم تسليمه من قبل شخص منذ سنوات بعد أن وجده بداخل صندوق عند باب المسجد.
قصة مي التي تبنت الطفل والمتاعب والمشاكل التي أصبحت تلاحقها تصميم الصورة وفاء المؤذن |
عادت مي وزوجها إلى المكتب وانهوا جميع الأوراق، بدأ يدور في بال مي سؤال، وهو لماذا العجوز أم وليد حاولت منعها من |اختيار الطفل| وسام، هل يعقل أنها امرأة مخرفة، وتشابكت عليها الأمور، ما هذا الشيء الغريب.
مضى علي مي وزوجها أسبوع بعد أن استلمت الطفل وسام من الجمعية
كانت مي تأخذ وسام إلى الأسواق ومراكز الألعاب، لقد جعلت الطفل وسام سعيداً جداً، كما أنها احضرت له أدوات الرسم والألعاب، كانت مي تشعر بسعادة لا توصف، كانت دائماً تسأل نفسها هل يعقل لأم أن تترك طفلها وحيداً عند باب المسجد.
أخذت مي وسام واتجهوا إلى أحد المحال، لفت نظر مي شيء غريب كان هناك امرأتين تقفان بعيداً عن مي والطفل، كان واضحا أنهم يراقبون مي ويتبعونها، شعرت مي بالخوف أخذت وسام واتجهت بسرعة إلى وسط السوق، اتصلت مي بزوجها وطلبت منه أن يأتي بسرعة، وصل زوج مي خلال ربع ساعة، وعندما ركبت مي مع الطفل السيارة شعرت بالأمان، كان زوجها مستغرباً من حالة زوجته وتوترها، قال لها ما بك يا مي، ماذا حصل، اخبرته مي بأن هناك امرأتين يتبعونها منذ ساعة كاملة.
بدأت مي تشير لزوجها على المكان الذي به الامرأتين، لكنهم للأسف اختفوا فجأة.
بعد خمسة أيام خرجت مي مع زوجها ووسام إلى أحد المطاعم، ذهب زوج مي لإحضار الحلوى من القسم الموجود في المطعم في الطابق الثاني، حصل مع مي موقف مرعب جعلها تتجمد في مكانها، شاهدت ذات الامرأتين واقفتان عند قسم المحاسبة، كانت الامرأتين تنظران إلى مي ووسام بشكل غريب، بدأت مي تشعر بالخوف، وبعد دقائق عاد زوج مي وهو مستغرب من تصرفات زوجته، اخبرته مي بوجود الامرأتين، عاد زوج مي يبحث في المطعم وفي كل مكان، لكنه لم يجد أحد.
زاد توتر مي والقلق بداخلها أصبح أكبر، طلبت مي من زوجها العودة إلى المنزل، كان يتوسل إليها لإكمال الغداء، لكن مي رفضت ذلك، كانت تشعر بأن الامرأتين ورائهم سر مخيف.
ركبت مي ووسام وزوجها السيارة واتجهوا نحو المنزل، كان زوجها يقول لها هل أنت متأكدة يا مي أن الذي رأيتهم هم ذات الامرأتين، اجابته مي وقالت له بأنها واثقة بأنهم ذات الامرأتين، كانت الحيرة واضحة على وجه زوج مي وهو يقول هذا غريب يا مي، ماذا تريدان منك ولماذا يطاردونك.
قطع زوج مي تفكيرها وهو يقول لها بأنه عرف سر تلك الامرأتين اجابته مي أي سر، اخبرها زوجها وقال لها إن تلك المرأتين هما من دار رعاية الأطفال المكان الذي أخذوا وسام منه، قال لها هل نسيت أننا كتبنا لهم عنوان منزلنا ومكان عملي، كما أنهم اخذوا ارقام هواتفنا، واخبرونا انهم سيتابعون حالة وسام على مدار الساعة.
قصة مي التي تبنت الطفل والمتاعب والمشاكل التي أصبحت تلاحقها تصميم الصورة وفاء المؤذن |
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك