كيف عاقب الله قوم النبي لوط تصميم وفاء المؤذن |
قصة اليوم عن نبي الله |لوط عليه السلام|، وذلك لتوضيح قصته، لأنه في الفترة الأخيرة حاول العديد من الناس تحريف قصته لأهداف معين.
أولاً: ما هو نسب نبي الله لوط عليه السلام
هو لوط بن هاران جده تارح بن ناحور بن ساروغ بن راغو بن فالغ بن عامر بن شاعر بن أرفخشت بن سام بن النبي نوح .
عاش سيدنا لوط عليه السلام/175/ عام.
ذكر سيدنا لوط عليه السلام في الديانات السماوية الثلاثة وكان إنساناً مبجلاً ، لكن في الديانتين المسيحية واليهودية لم يذكر على أنه نبي بل ذكر على أنه رجل صالح، بينما في الديانة الإسلامية ذكر على أنه |نبي| منزل لكنه لم يرسل لقوم محدد.
ثانياً: ما هي قصة سيدنا لوط عليه السلام
تبدأ قصة سيدنا لوط عليه السلام عندما خرج من بابل بصحبة سيدنا |إبراهيم عليه السلام|، وكانا متوجهين نحو بلاد الشام بعد أن سبب لهم الكفار العديد من المضايقات، سيدنا لوط عليه السلام هو ابن أخيه لسيدنا إبراهيم عليه السلام، أي أن سيدنا إبراهيم كان عم النبي لوط عليه السلام، وكان سيدنا لوط عليه السلام مؤمناً مع سيدنا إبراهيم عليه السلام، كما أن نبي الله إبراهيم كان متعلقاً جداً بسيدنا لوط عليه السلام.
استقر سيدنا لوط عليه السلام بمدينة سدوم بالقرب من عُمراء على شاطئ البحر الميت الموجودة حالياً في الأردن، كان أهل سدوم بخلاء جداً لذلك عندما وصل سيدنا لوط عليه السلام أرادوا التخلص منه، كما أنهم كانوا يتسببون بالأذى والعصيان لكل عابر سبيل، فكانوا يقومون بقطع الطريق على سيدنا لوط لسلب المال منه، فحذر سيدنا لوط عليه السلام |أهل سدوم| من ذلك كثيراً، وأخبرهم أن هذا الأمر خاطئ ومؤذي وأنه لا يرضي الله عز وجل، كما أخبرهم بأنهم إذا استمروا على هذا الحال فإن الله سبحانه وتعالى سيغضب عليهم وغضبه سيكون غضبا شديداً جداً، ولكن لاحياة لمن تنادي فلم يكن يجد أي نتيجة لكلامه، ليس هذا فحسب بل أن هؤلاء القوم كانوا يأتون الرجال دون النساء والعياذ بالله " أي أنهم كانوا مثليين "، وأيضاً سيدنا لوط كان يحذرهم من فعل مثل هذا الشيء الذي يغضب الله سبحانه وتعالى، ويخاف عليهم أن يكون غضبه شديد فيهلكون، ولكن أيضاً لم يكن يستجب إليه أحد من قوم سدوم.
كيف عاقب الله قوم النبي لوط تصميم وفاء المؤذن |
ضيفا النبي إبراهيم
دعا لوط قومه كثيراً لينتهوا عن فعل الفاحشة، لكن لم يستجب له أحد، لذلك لم يكن أمام سيدنا لوط عليه السلام سوى الدعاء لله عز وجل فكان رد الله عز وجل بأن أرسل |ملكان| اثنان بصورة شابان شديدا الوسامة إلى سيدنا لوط، لكن الملكان قبل ذهابهما إلى لوط عليه السلام توجها إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام.
شعر سيدنا إبراهيم عليه السلام أن وراء قدوم هذان الملكان شيء ما، لكن الملكان طمأنا سيدنا إبراهيم عليه السلام بأن لا يقلق وأخبروه ببشارتين اثنتين.
- البشارة الأولى: بأن زوجة سيدنا إبراهيم سارة سوف تنجب له سيدنا |إسحاق|، ومن ثم سيأتي من صلبه سيدنا |يعقوب|، وسيكون كلاً من سيدنا إسحاق وسيدنا يعقوب عليهما السلام من الأنبياء.
أما البشارة الثانية فكانت أن مهمتهم هي معاقبة قوم سدوم.
أحس سيدنا إبراهيم عليه السلام بالخوف على ابن أخيه سيدنا لوط عليه السلام، فأخبر سيدنا إبراهيم عليه السلام الملكان بأن لوطاً وأهله في المدينة وقد يصيبهما مكروه، لكن الملكان أخبروه بأنهم على علم بكل شيء وأنهم يعرفون مايفعلون.
ضيفا لوط
بعد ذلك ذهب هذان الملكان إلى مدينة سدوم، وتوجهوا إلى مكان تواجد سيدنا لوط عليه السلام حيث أنه كان يسقي الزرع، لم يكن سيدنا لوط عليه السلام يعرف من هما هذان الشابان وما هو السبب من مجيئهم إليه.
دخل الملكان على سيدنا لوط عليه السلام وأخبروه أنهم غرباء وطلبوا منه أن يستضيفهم عنده في منزله، كان سيدنا لوط عليه السلام معروفاً بالكرم والأخلاق الجيدة، وليس من عادته أن يرد ضيفاً طرق بابه أبداً، لأنه كان يحب إكرام ضيوفه.
أخبر سيدنا لوط عليه السلام ضيفاه ببعض الأمور التي يقوم بها قوم سدوم، وكان قصده من وراء ذلك أن يغير الشابان رأيهما ويغادرا المدينة ليس كرهاً بهما أو بخلاً وإنما كان خائفاً أن يلحق في هذان الشابان ضرر من أهل مدينته بسبب أفعالهم السيئة والمخجلة، لأنهم كانوا يحبون الرجال ويرغبون بهم أكثر من النساء.
الملكان كانا يعلمان بكل ما يحدث بمدينة سدوم، لذلك أصروا على البقاء لديه وبضيافته، فقرر سيدنا لوط أن يأتي بضيوفه ليلاً إلى بيته حتى لا يراهما أحد من أهل المدينة، كما أنه أخبر أهل بيته وهما زوجته وابنتاه بعدم إخبار أي أحد من أهل القرية بوجود ضيوف في بيته، وكان يخص زوجته بهذا التحذير.
كيف عاقب الله قوم النبي لوط تصميم وفاء المؤذن |
لماذا خص لوط زوجته بكتم سر الضيفان
زوجة سيدنا لوط كانت من قوم سدوم، لذلك كانت تتصف بالصفات التي يتصف بها قوم سدوم، كما أنها كانت تشجع قومها على أفعالهم، وكانت أيضاً تؤذي سيدنا لوط عليه السلام كثيراً.
طلب سيدنا لوط عليه السلام من زوجته أن لا تخبر أحداً من القوم بوجود ضيوف في بيته، وهو بالمقابل سوف يسامحها عن كل الأذى الذي فعلته معه من قبل، والسبب من ذلك أن سيدنا لوط عليه السلام كان خائفاً جداً على ضيوفه لأنهم أصبحا بأمانته، وافقت زوجة سيدنا لوط عليه السلام على طلب زوجها لكنها كانت في داخلها تنوي فعل شيء آخر.
لماذا أصاب زوجة سيدنا لوط عليه السلام مثلما أصاب قومها
زوجة سيدنا لوط عليه السلام كانت تحب قومها كثيراً، وتشجعهم على جميع أفعالهم التي يقومون بها، كما أنه كان بينها وبين قومها علامة تقوم بفعلها لتخبر قومها بأن ضيفاً من الرجال قد حل ببيت زوجها، ما هي هذه العلامة ؟
كانت العلامة بأن تُقدِم زوجة سيدنا لوط عليه السلام على إشعال نار فوق سطح منزلهم، وذلك في أي وقت كان سواء كان الوقت ليلاً أو نهاراً عند مجيء الضيوف إلى بيت زوجها سيدنا لوط عليه السلام.
دخل سيدنا لوط عليه السلام والشابان المنزل بينما توجهت زوجته إلى السطح وقامت بإشعال النار على الفور، وذلك لإخبار قومها عن وجود |ضيوف| عند زوجها لوط عليه السلام في بيتها.
عندما شاهد قوم سدوم النار قد أشعلت على سطح بيت لوط عليه السلام، عرفوا بوجود ضيوف عنده فتوجهوا إلى منزله يطلبون منه أن يقوم بتسليمهم ضيوفه، فرفض سيدنا لوط عليه السلام تسليمهم الضيوف رفضاً تاماً، لكن القوم أصروا على أخذ الضيوف معهم ولن يرحلوا إلا إذا أخذوا الشابان معهما، لم يكن أمام سيدنا لوط عليه السلام في هذه الأثناء سوى |الدعاء| وطلب العون من الله سبحانه وتعالى، فجلس سيدنا لوط عليه السلام طويلاً يدعو ويدعو الله عز وجل، حتى جاءه الرد سريعاً وكان هذا الرد على لسان الشابان، فأخبراه بأنهما ملكان أرسلهما الله عز وجل وأن لديهما مهمة يجب تنفيذها في أهل هذه المدينة، وفي هذا الوقت حصل شيء غريب وهو أن الرجال الذين جاؤوا أمام بيت سيدنا لوط من قوم سدوم ليأخذوا الضيوف قد أصيبوا جميعهم بالعمى، ولم يعد بإمكانهم رؤية أي شيء يمر من أمامهم، فأخذوا يتلمسون الحائط في طريق خروجهم وهم يتوعدون بالعودة في اليوم الثاني.
طلب الملكان من سيدنا لوط عليه السلام أن يغادر مدينة سدوم هو وأهل بيته، وتم ذلك بالفعل فقد غادر سيدنا لوط عليه السلام مدينة سدوم هو وابنتيه، لكن زوجته رفضت المغادرة وأصرت على البقاء مع قومها في مدينة سدوم، قرر سيدنا لوط عليه السلام الذهاب مع بناته إلى مدينة تدعى "سوعر"، وفي طريقهم إلى تلك المدينة سمع كلاً من سيدنا لوط عليه السلام وابنتاه صوتاً قوياً جداً يشير على نزول العذاب على قوم سدوم.
كيف عاقب الله قوم النبي لوط تصميم وفاء المؤذن |
كيف عاقب الله قوم لوط
كانت مدينة سدوم مدينة كبيرة تتألف من سبعة مدن، ويسكنها ما يقارب الأربعة آلاف شخص، وقيل في بعض المصادر أنه كان عدد سكانها حوالي الأربعمئة ألف شخص، أما عن عذاب الله لهم فكان عبارة |حجارة| بدأت تتساقط من السماء على قوم سدوم، وهذه الحجارة ذكرت بالقرآن الكريم بقوله تعالى (حجارة من سجيل)، هذه الحجارة عند سقوطها على أي إنسان من القوم فأن سقوطها كان يؤدي لموت هذا الإنسان في الحال، وأول من سقطت عليه هذه الحجارة كانت زوجة سيدنا لوط عليه السلام.
هل كانت الحجارة فقط العقاب
ولم يكن هذا هو العقاب فحسب بل أيضاً أمر الله عز وجل سيدنا |جبريل عليه السلام| بأن يقتلع هذه المدينة من جذورها، ويقوم برفعها إلى السماء بجناحيه ومن ثم يقوم بقلب من فيها رأساً على عقب، ليصبح عاليها أسفلها أي أنه أصبحت المدينة في باطن الأرض وما كان في باطن الأرض أصبح فوق المدينة، فخسفت المدن السبعة بأكملها ومن ثم جعل الله مكانها بحيرة ذات رائحة كريهة ليس لها أي نفع، وحتى الأراضي التي حولها أصبحت بلا فائدة، المدينة الوحيدة التي نجت من هذا العذاب هي |مدينة سوعر| المدينة التي انتقل إليها سيدنا لوط وعاش فيها، ودعا الناس فيها لعبادة الله عز وجل وحده لاشريك له حتى توفاه الله.
هذه القصة التي ذكرناها الأن ذكرت في الكتب السماوية الثلاثة الإسلامية والمسيحية واليهودية، بما في ذلك عقاب قوم سدوم وخسف الأرض بهم، لكن الاختلاف البسيط كان بأنه ذكر في الديانتين المسيحية واليهودية أن قوم سدوم تم إبادتهم بالنار والكبريت ولكن بعد الأبحاث تم نفي هذا الأمر.
ماذا حدث بهذه المدن المخسوفة بعد كل هذه السنين
في الخامس عشر من أكتوبر (تشرين الأول) عام /2015/، بعد بحث طويل دام عشرة أعوام تم العثور بواسطة علماء أمريكيين على بقايا بلدة تعود للعصر البرونزي في الجهة الشرقية من نهر الأردن، تحديداً في تل الحمام يعود تاريخها ما بين/1540 و3500/ ما قبل الميلاد، وقد أكد العلماء بأن هذه البقايا تعود إلى مدينتي سدوم وعامورا.
كما أن المشرف على الآثار ويدعى " ستيفن كولنز " قال بأن صفات هذه المدن تنطبق على صفات المدن المذكورة بالقرآن الكريم، كما قال أيضاً بأنه من غير الممكن أن تكون هذه المدن قد تعرضت للحرق من قبل، وذلك لعدم وجود رماد أو كبريت أو ما شابه ذلك، وأكد ستيفن كولنز على أن مظاهر الحياة قد توقفت فجأة في المدينة دون سابق إنذار ...
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك