.
المحاماة سيف ذو حديّن، فإن سار بها المحامي مسير الصدق والقانون تعرض لبعض المشاكل المادية أو قلّة بالعمل، لأنَّ أغلب القضايا تُحل عندما يتم التحايل على قوانين المنطقة، وإن سار بطريق النفاق والكذب على الموكلين، جنى الكثير من الأموال التي لا يمكن تخيلها، فهو بالنهاية يأخذ أتعابه من خزائن الحكومة والمواطن، وأصبح موضع خطر بكل خطوة يخطوها، لذلك هذه المهنة تحتاج إلى الكثير من الدقة بالعمل.
زوجة المحامي علي تم إحضارها إلى مركز الأمن
من أجل التحقيق معها، بعد أن تمَّ التأكد أن هؤلاء المجرمين ليسوا من موكلين علي بقضاياهم، وبالفعل عندما جلست أمام الضابط المسؤول عن هذه القضية، ببداية الأمر اعتذر أنه يستجوبها وهي بهذه الحالة، ولكن القانون يجب أن يأخذ مجراه على الجميع.
فقال لها: أنّه عَلِم من المقربين ومن أهل الزوج أنّها بالأيام الأخيرة تضخمت الأمور بينها وبين علي بسبب زواجه، عندها جاوبته سعاد على الفور وقطعت الطريق أمامه فقالت: إن كنت توجه إليَّ هذا الكلام من أجل اتهامي فأنا من المستحيل أن أقدم على |قتل| زوجي، فأنا معروفة من أنا وتستطيع السؤال عني.
وبالفعل قام الضابط بالذهاب إلى الحي وإلى المدرسة وإلى جميع الأماكن التي ترددت إليها هذه المرأة، فكانت جميع الإجابات موحدة وكأن الجميع أتفق عليها، فشهد جميع الأشخاص برصانتها ورجاحة عقلها، وأنّها من النساء النادرات بزمانها، وهنا استبعد الضابط سعاد من دائرة الاتهام، وخاصة أنّها لم تظهر بالفيديو المسجل فجميع من ظهروا كانوا رجالاً.
أحسَّ الضابط أنّ القضية من الممكن أن يتم إغلاقها
وتُسجل ضدّ مجهول لعدم كفاية الأدلة، عَلِم كم من الضرر سيلحق به ف"علي" معروف بمجتمعه ووزير العدل شخصياً أبدى اهتمامه بهذه القضية، والرأي العام لن يقبل بهذه النهاية له، لذا قرر التنحي وتسليمها لشخص أخر.
وفعلاً تمَّ تسليم القضية إلى محقق اشتهر بين زملاءه بحنكته وذكاءه، فجميع القضايا التي عمل عليها لم تبنى على الشك أو اليقين، بل أنّه كان يعتمد على الأدلة الملموسة والنتائج التي يتوصل إليها.
ومن هذا اليوم بدأ بتوسيع التحقيق والبحث، وبعد أن قرأ هذا المحقق الملف الذي سلمه إياه زميله، قرر أن يقوم بالخطة التالية:
تكلم مع الزوجة المنكوبة على وفاة زوجها (سعاد)، وأخبرها أن القضية سيتم إغلاقها وتسجيلها |ضد مجهول|، وبهذه الأثناء كانت سعاد وعائلة زوجها يقومون بمراسم العزاء التي تليق ب"علي"، والأوضاع لا تتحمل المزيد من المشاكل، فوافقت سعاد على كلام المحقق وشكرته.
جميع من حضر العزاء تفاجئ بردة الفعل التي أبدتها سعاد على وفاة زوجها، فهي كانت أشبه بالمجنونة ودموعها تسيل بغزارة على وجنتيها الناعمتين، فالبعض بدأ بمواساتها والأخر نظر لها نظرة شكّ، وخاصة أنّها طلبت |الطلاق| من علي أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة.
الأمر الذي حدث باليوم الثالث سيصيبك بالذهول.
|
ما هي قصة مديرة المدرسة الفاتنة -الجزء الثاني اختيار الصورة وفاء المؤذن |
يُقال أن المجرم دائماً يسول ويجول حول مكان |الجريمة|، ولكن هل المحرض على القتل يقوم بهذه الأفعال أيضاً، وهل ردّة الفعل الكاذبة يمكن أن تكون سبباً بكشف المجرم، فهناك الكثير من العيون التي تترصد ما يحدث، والبعض قادر على ترجمة هذه الأحداث والوصول إلى الحقيقة، أحداث غريبة ولا يمكن توقعها، لذلك ابقى معنا لمعرفتها.
اليوم الثالث وبعد انتهاء العزاء
وذهاب كل شخص إلى منزله، قامت سعاد بمسك هاتفها والولوج إلى الرسائل وكتابة الكلمات التالية للشخص المجهول أمام الجميع ومعروف أمامها، فقالت: أن جميع الأمور تمت كما خططت لها.
سعاد لم تكن على دراية بما يحدث، فهي اطمأنت بأن القضية أغلقت وانتهى الأمر، ولكن المحقق كان أذكى بكثير مما تتوقع، فالملف ما زال مفتوحاً واتصالات سعاد من الهاتف المحمول والهاتف الثابت الموجود بالمنزل جميعها تم وضعها تحت المراقبة على مدار الساعة.
أخبر العنصر المسؤول عن رصد مكالمات سعاد المحقق بأمر هذه الرسالة، فطلب منه المحقق أن يقدم له تقرير بتفاصيل هذه الرسالة، وبالفعل تم استلام التقرير وإذ بالرقم يعود إلى شخص يقطن ببغداد.
تمَّ التواصل مع شرطة بغداد من أجل الاستعلام عن هذا الشخص، والمفاجئة التي صدمت الجميع، أن هذا الرقم يعود لجواد ضابط بالاستخبارات العراقية والملاكم المعروف.
تمّ أخذ الأذن من النيابة العامة من أجل تطويق منزل هذا الرجل، وما هي إلا بضع دقائق حتى انتشرت سيارات الأمن بأرجاء الحي كاملاً، وتم توزيع بعض العناصر الخبيرين على أسطحة المنازل المُطلّة على منزل جواد.
عندما أحسّ جواد بأنّ الشارع بِه حركة غير طبيعية، ونظراً لخبرته بالعمل ضمن عناصر الاستخبارات عَلِمَ على الفور أنّه يتعرض للمداهمة، وأنّ أمره قدّ تم اكتشافه، فأسرع إلى غرفة نومه وأخرج السلاح الناري الخاص به، وأدخله بفمه وأطلق النار.
وبذات اللحظة تمَّ خلع باب المنزل من قبل العناصر، ولكن الأمر كان قدّ انتهى وجواد يخرج من رأسه شلالات من الدماء، تم نقل الجثة إلى المختبر وتبين أنه أقدم على الانتحار.
قام المحقق باستدعاء جميع اصدقاءه وأقربائه
من أجل التوصل إلى هذه المجموعة التي قتلت المحامي "علي"، ولكن لم يتوصلوا إلى أي حلول، وعندما عَلِم أهل علي بأن سعاد هي خلف وفاته فعشيقها جواد هو من خطط وبعث الرجال لينفذوا، انقلبت حياتهم رأساً على عقب، وبدأت الخلافات تكبر بينهم وبين أهلها.
سعاد تمَّ إحالتها إلى السجن ومن ثم إلى المحكمة المختصة، وتمَّ إصدار حكم المؤبد بها، وبعض منازل عائلتها تعرضت للسرقة والكسر من قبل أهل علي انتقاماً لولدهم.
والمجموعة التي قتلت المحامي علي إلى اليوم لم يتم القبض عليهم ولا معرفة من هم، لذلك دائماً يوجد حلول بالدين الإسلامي، فالطلاق أبغض الحلال ولكن محلل على المسلمين، سعاد سارت بمسير |العشق| و|الخيانة الزوجية|، فانتهى بها الأمر لمقتل زوجها وانتحار عشيقها ودكّها بالسجن.
آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك