سحرة الكريات وماذا فعلت بهم - الجزء الثاني تصميم ريم أبو فخر
بعد التحقيق والاستجواب تم الكشف أن هذا الشاب التركي، لم يكن أولى ضحايا هذه المرأة المشعوذة، بل كان سبباً بفضح أعمالها ووقوعها بأيدي الشرطة، فقد تم العثور على جميع الأدوات التي تم استخدامها لصيد ضحاياها من البشر في الجزء السابق، أما كيف كانت البداية لنتعرف معاً بهذا الجزء.
بدأت فوزة بالكلام فقالت: بدأت بمراسلة أحد |الشياطين| المسؤولين عن هذا الأمر، وقمت بالنوم معه وأداء العلاقة الجنسية مع هذا |الجن| لمدة أسبوع كامل، ومع انتهاء الأسبوع المتفق عليه أصبح كخادم لدي، وتم تصديق أقوالها وتحوليها إلى المحكمة، حيث تم الحكم عليها بالإعدام وتم سجنها لحين تنفيذ الحكم.
طبعاً قبل تنفيذ الحكم وأمام النيابة نكرت فوزة أقوالها
وأحد إخوانها قام بالدفاع عنها وأن هذه التهم جميعها باطلة، والكثير من الأحداث، وأصبحت القصة قصة رأي عام، وتدخلت مجموعة من المختصين الأميركيين بأن السحر لا يعتبر جريمة وأن هذه |أعمال روحانية| فقط، الأمر الذي أدى لسجنها لحين البت بأمرها.
نُسيت القصة وذهبت أيام وجاءت أيام أخرى، وحدثت قصتان مشابهتان بعام 2005 حيث تم القاء القبض على ساحرة تحمل الجنسية المصرية والسعودية لأن زوجها كان سعودي، تدعى أمنية وكانت معرفة ضمن المنطقة باسم (الساحرة أم عماد) فقصتها من أغرب القصص التي يمكن أن تسمعها.
في نفس الفترة الزمنية أيضاً تم العثور على ساحر اسمه (محمد)، والاثنين وجدوا بمنطقة الكريات التي شهدت تواجد كبير للسحرة فيها، والسبب أن هذه المنطقة طرفية حدودية فلا يمكنهم ممارسة أعمالهم السحرية ضمن العاصمة، حيث أن مدن القرى تكون متباعدة وليست متلاصقة كمنازل المدينة.
لنبدأ بالساحرة أمينة التي كانت تعمل بتغسيل الموتى
حيث أنها كانت قد نشرت بين القرى أن أي حالة وفاة لأي امرأة ستقوم بتغسيلها ومن دون أي أجر أو مال، فعلاً بدأ الناس بطلبها لأنها تمتلك قوة قلب غير طبيعية، فتقوم بتغسيل الموتى من دون أي تأثر أو خوف، فاعتقد الناس أنها تمتلك قوة إيمان تجعلها تتم مهامها على أكمل وجه.
ولكن ومع هذا كان هناك شيء غريب يحدث، فعندما تكون المتوفاة امرأة وتمتلك بنات، إذا جاءت أحداها لتغسيل والدتها كانت أم عماد تطلب من الجميع الخروج وتركها مع الميتة لوحدها لبرهة من الوقت ومن ثم يعاودوا الدخول، وعند سؤالها عن السبب تحججت قائلة: أن |الميت| له خصوصية وهي تريد المحافظة عليها.
تكرر هذا الأمر مع أم عماد وانتشرت الأخبار في القرى، وعشرات الحالات وضعوا بنفس الموقف ومنعوا من الدخول لتغسيل النساء الميتات، المسموح هو فقط مساعدتها بالتكفين، وهي تتولى أمر التغسيل، فما السبب الذي تخفيه أم عماد يا ترى؟، لنطلع عليه ونعرف ماذا كانت تفعل في هذه القصة.
سحرة الكريات وماذا فعلت بهم - الجزء الثاني تصميم ريم أبو فخر
هل يمكن أن يتبرع أحد بمثل هذه المهنة
فكيف يكون شعوره وهو يقوم بتغسيل جسد كان قبل بضع دقائق ينبض بالحياة، ومن بعدها تم خطف روحه من قبل ملك الموت، أي قوة يتمتع بها هذا الشخص؟، ولكن هل جميع من يقومون بهذه الأعمال هدفهم الثواب من الله فقط، أم الأن الأمر مختلف كما سنراه من قبل أم عماد؟
في أحد الأيام جاءت فتاة تحمل والدتها هي وخالاتها، من أجل أن تقوم أم عماد بإجراء مراسم التغسيل المعتادة، فما كان منها إلا أن أخذت الأم المتوفاة وطلبت من الجميع مغادرة الغرفة، الفتاة لم تكن مطمئنة لهذا الفعل وسألتها عن السبب، فتحججت بخصوصية الميت وأنها لا تريد لهم رؤية عورتها، الفتاة لم تقتنع أبداً بكلام أم عماد، لكنها بعد الضغط من قبل خالاتها غادرت الغرفة وبدأت بمراقبتها من ثقب الباب.
ما هي إلا بضع ثواني حتى رأت الفتاة أم عماد تقوم بإخراج بعض القصاصات الورقية المخفية من معطفها، وقامت بوضعها على الجثة الميتة وصرخت للجميع ليساعدوها بعملية |التكفين| وكأن شيئاً لم يحدث، وأم عماد على عجلة من أمرها تريد فقط أن تتم عملية التكفين بسرعة.
الفتاة بعد أن تم الدفن ذهبت إلى زوجها وقصت عليه ما رأته، وأنها تشك بهذه المرأة فهي متأكدة أنها رأتها تضع بعض الأوراق على جسد والدتها، فما كان من الزوج إلا أنه توجه لأحد الأصدقاء الذي يعمل في إدارة البحث والتحري، بعد معرفة القصة تم تحويل الزوج إلى |قسم المنكر| فهم المختصين بهذه الأمور.
سرد الزوج القصة مرة أخرى
فسأل أحد الموجودين عن اسم هذه المرأة؟، فقال أنها امرأة مصرية أي أحد لديه ميت تقوم بتغسيله من دون أجر، استغرب الرجل من هذا الكلام ولماذا لا تتقاضى أجراً على عملها، فسأله هل هي موظفة لدى أحد المؤسسات؟، فقال لا، إذاً من أين تحصل على المال القادر على جعلها تستمر بالحياة.
شك الرجل الديني بها، وسأل عن مكان منزلها بالفصيل، وبدأت عمليات المراقبة من بعيد، وعلم الرجل أنها تعمل في |الطب الشرعي|، فمثلاً إن كان هناك امرأة لا تستطيع الإنجاب، فالحل عند أم عماد تقوم بإعطائها خلطة تشربها وتحمل على الفور، حتى التي تشعر بنفسية سيئة كانت تتردد على أم عماد، فتعطيها بعض الأعشاب وفور شربها تتحسن نفسيتها.
ولكن عند سؤال الأطباء عن هذه الوصفة، أنكر جميع الأطباء عن وجود عشبة قادرة على تغيير حالة الفرد مهما كانت من أول مرة، وبعد التدقيق بالأمر تم كشفها أنها تعمل بالسحر، ولكن ما خص موضوع المعالجة بتغسيل الأموات؟
سحرة الكريات وماذا فعلت بهم - الجزء الثاني تصميم ريم أبو فخر
شك صغير من أبنة أحد الأمهات التي فارقت الحياة، كان سبباً لكشف أم عماد، التي عملت على تغطية أفعالها تحت مسمى الدين والأخلاق والحصول على الثواب من رب العالمين، سأكشف لك الصدمة التالية فكن على تأهب تام لما سيتم ذكره.
قام الرجل بالطلب من الشرطة بمداهمه المنزل
انصدم الجميع أن أم عماد كانت تعمل على تجهيز بعض القصاصات الورقية والصرر القماشية، وبداخل كل منها مجموعة من الكلمات الغير مفهومة وبعض الصور الخاصة بالنساء الذين يأتوا للمعالجة عندها، وجميعها تم رش دم الحيض عليها وتدنيسها.
تم أخذها إلى قسم الشرطة وبدأ التحقيق معها، فقال لها الرجل أن أمرها قد كشف وعليها الاعتراف بالأماكن التي تضع بها هذه الأوراق والصرر؟، فقالت الجواب الصاعق بأنها تقوم بوضعها داخل جسد المتوفية، فأراد الرجل معرفة تفاصيل أكثر.
فقالت أنها يُطلب منها القيام بعمليات التغسيل للموتى، وعند وصولي أطلب من الجميع المغادرة، وفور خروجهم أقوم بوضع السحر داخل جسد المتوفية، وحصراً بأماكن لا ترى مثل مهبل المرأة أو فمها.
وللتأكد من صحة كلامها، تم إخراج جسد أخر امرأة قامت بتغسيلها وأخضعوها للطب الشرعي، وبالفعل بعد التشريح تم إيجاد بعض القصاصات التي تحمل طلاسم كلامية موضوعة بمهبل المرأة.
تم احالتها إلى المحكمة المختصة
وعند سماع القاضي للأعمال التي كانت تقوم بها، وكيف أنها تقوم بتدنيس جسد المتوفي، تم إصدار |حكم الإعدام| بحقها وسجنها حتى تنفيذ الحكم.
أما الساحر(محمد) تم تكرار الأمر عنده، وشك البعض بأعماله التي كان يقول بأنها خاصة بالطب الشعبي، وعند الإبلاغ عنه ومداهمة منزله، تم العثور على مختلف الزبائن (نساء, رجال, أطفال, ..).
الغريب بهذا الساحر أن جميع الجنسيات كانت تتردد إليه، فمنهم من كان يحمل الجنسية الكويتية ومنهم العراقية وأخر السورية، الكثير منهم كان يقطع مسافات كبيرة وحدود بلدان للوصول إلى منطقة الكريات التي يقطن بها.
فقد كان ماهراً بممارسة السحر من أثقل أنواعه المعروفة، باستخدام بعض الكتب والجلود المتعفنة والدماء التابعة لنساء منها متوفاة ومنها على قيد الحياة.
فتم القبض عليه بتهمة ممارسة السحر، وإحالته للمحاكم وإصدار حكم الإعدام بحقه والقصاص منه للعائلات المتأذية بسبب أعماله، لكن تنفيذ حكم الإعدام لا يتم بشكل فردي في المملكة السعودية، يتم تجميع كل 3 أو 4 حالات ليتم إعدامهم معاً.
في عام 2011 قبل تنفيذ حكم الإعدام بالسحرة الثلاثة (فوزة، أم عماد، محمد)، انصدم الجميع بوفاة فوزة والسبب الذي ماتت فيه، فعندما كان بالسجن قبل موعد المحاكمة، كانت تأكل الطعام وإذ بها تبدأ بالسعال محاولة تنبيه من حولها بأنها تشعر بالاختناق، وما هي إلا ثوانٍ حتى اختنقت وفارق الحياة.
وهكذا تم التوصل إلى نهاية قصتنا لليوم، فهل أنت من الأشخاص الذين يؤمنون بوجود السحر بعالمنا؟ وأن الجن يعيش معنا وينفذ أوامر البشر؟، شاركنا برأيك بهذه القصة ضمن التعليقات.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك