بَعْدَ مَأْساةِ الطِّفْلِ رَيّانَ إِلِيْكَ أَشْهُرُ طُرُقِ الإِنْقَاذِ عَبْرَ التّاريخِ تصميم وفاء المؤذن |
- تَابَعْنَا جَمِيعًا فِي الأَيّامِ القَلِيلَةِ الماضيَةِ |مَأْساةَ الطِّفْلِ المَغْرِبيِّ| وَمُحاوَلاتِ إِنْقاذِهِ اَلَّتِي لَمْ تُجْدي كِفايَةً لِتُنْقِذَ حَياتَهُ فِي النِّهَايَةِ، فَالطِّفْلُ الصَّغيرُ اَلَّذِي حَرَّكَ مَشاعِرَنا قَدْ ظَلَّ حَبيسَ |البِئْرِ| لِأَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ ساعَةٍ يُنازِعُ المَوْتَ وَيُقاوِمُ أَلَمْ جَسَدِهِ الصَّغيرِ، وَبِناءً عَلَى ذَلِكَ قَرَّرْنَا استعراض طُرُقٍ فَعّالَةٍ مُتَّبَعَةٍ عَبْرَ التّاريخِ مِنْ أَجْلِ |الإِنْقَاذِ| فِي الحَالَاتِ الصَّعْبَةِ وَاَلْمُسْتَعْصيَةِ إِلَيْكُمْ أَبْرَزُها :
فِي الهِنْدِ
إِنَّ الهِنْدَ وَفِي السَّنَوَاتِ العَشَرَةِ الماضيَةِ، قَدْ فَقَدَتْ أَكْثَرَ مِنْ 50 طِفْلً عَنْ طَريقِ |السُّقوطِ فِي الْآبَارِ|، وَحَسْبَ الإِحْصائيّاتِ العِلْميَّةِ فَإِنَّ الطُّرُقَ التَّقْليديَّةَ فِي الإِنْقَاذِ تَفْشَلُ بِنِسْبَةِ 70%، لِدَرَجَةِ أَنَّهَا تُسَمَّى بِاَلْآبارِ القاتِلَةِ، فالتَّصَرُّفُ السَّريعُ وَعامِلَ الوَقْتِ أَمْرَانِ فِي غايَةِ الأَهَمّيَّةِ،
فَضْلًا عَنْ استخدام التِّكْنُولُوجْيَا الحَديثَةِ، فَأَيْضًا حَدَثَ فِي الهِنْدِ أَنْ سَقَطَ طِفْلٌ عَامَ 2014 فِي بِئْرٍ بِعُمْقِ 90 مِتْرًا، واستطاعوا إِخْراجَهُ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَيّامٍ قَليلَةٍ وَهُوَ عَلَى قَيْدِ الحَياةِ، وَبَعْدَ ذَلِكَ بِعامٍ قَامَ نُخْبَةٌ مِنْ البَاحِثِينَ بِتَطْوِيرِ رُوبُوتْ يُساعِدُ فِي عَمَليَّةِ الإِنْقَاذِ لِمِثْلِ هَذِهِ الحَالَاتِ.
مِمَّا يَتَكَوَّنُ هَذَا الرُّوبُوتْ
يَتَكَوَّنُ الرُّوبُوتْ مِنْ إسطوانة هَوائيَّةٍ وَضاغِطٍ يَقومُ بِحَرَكَةٍ عمودية مِنْ أَجْلِ مُساعَدَةِ أَذْرُعِ الرُّوبُوتْ عَلَى |رَفْعِ الطِّفْلِ| مِنْ الحاجِزِ، وَهَذَا الرُّوبُوتُ مُزَوَّدٌ بِكَامِيرَةٍ وَعُلْبَةِ أُوكْسِجِينْ تُساعِدُ الطِّفْلَ عَلَى التَّنَفُّسِ، وَهُنَاكَ مَعْلوماتٌ تُشِيرُ إِلَى أَنَّ هَذَا الرُّوبُوتَ قَدْ أَنْقَذَ طِفْلًا بِالْفِعْلِ فِي السَّنَوَاتِ القَلِيلَةِ الماضيَةِ.
هَلْ كَانَ مِنْ المُمْكِنِ لِهَذَا الرُّوبُوتْ إِنْقاذُ رَيّانٍ
لِلْأَسَفِ لَا، لِأَنَّ البِئْرَ كَانَ يَحْوِي عَلَى تَعَرُّجَاتٍ وَمَيْلٍ بِدَرَجَاتٍ كَبيرَةٍ، اَلْأَمْرُ اَلَّذِي استحال استخدامه والاستفادة مِنْهُ، كَمَا أَنَّ الطِّفْلَ لَوْ عَانَى مِنْ الكُسُورِ نَتيجَةَ السُّقوطِ فَسَتَكُونُ أَيُّ حَرَكَةٍ خاطِئَةٍ مُسَبِّبَةٍ لِشَلَلٍ دائِمٍ لِلطِّفْلِ، غَيْرَ أَنَّ الأَذْرُعَ الرُّوبُوتِيَّةَ
بَعْدَ مَأْساةِ الطِّفْلِ رَيّانَ إِلِيْكَ أَشْهُرُ طُرُقِ الإِنْقَاذِ عَبْرَ التّاريخِ تصميم وفاء المؤذن |
هَلْ مِنْ المُمْكِنِ أَنْ نَقومَ بِحَمَلاتٍ لِتَغْطِيَةِ الْآبَارِ المَكْشوفَةِ
مِنْ المُمْكِنِ أَنْ تَقومَ الحُكوماتُ بِتَعْميمِ أَمْرٍ يَقْضي بِإِنْشَاءِ أَغْطيَةٍ ثانَويَّةٍ تَحْتَ الأَرْضِ لِحِمَايَتِهَا مِنْ السَّرِقَةِ، بِحَيْثُ لَوْ أَنَّ طِفْلًا وَقَعَ بِالْبِئْرِ يَتَمَكَّنُ ذَويه مِنْ إِخْراجِهِ بِسُهُولَةٍ مِنْ دُونِ تَعْريضِ حَياتِهِ لِلْخَطَرِ.
مَاهُو الوَقْتِ اَلَّذِي يُمْكِنُ لِلطِّفْلِ المُقاوَمَةِ لَوْ أَنَّهُ وَقَعَ بِبِئْرٍ وَماهي حَالَاتِ الوَفاةِ اَلَّتِي تَنْتُجُ عَنْ هَذَا السُّقوطِ
إِنَّ طُولَ المُدَّةِ اَلَّتِي مِنْ المُمْكِنِ أَنْ يَبْقَى بِهَا الطِّفْلُ عَلَى |قَيْدِ الحَياةِ| تَعْتَمِدُ عَلَى الكَثيرِ مِنْ الأَشْياءِ أَهَمُّها:
1 - وُجودُ كُسورٍ.
2 - وُجودُ رُطوبَةٍ أَسْفَلَ البِئْرِ.
3 - انعدام الأوكْسِجينِ أَوْ قُلْتُهُ.
4 - دَرَجَةُ الحَرارَةِ.
5 - السَّوائِلُ وَالتَّغْذِيَةُ لِلطِّفْلِ.
ماهي قِصَّةَ إِنْقاذِ الطِّفْلَةِ جِيسِيكَا الشَّهيرَةِ
سَنَةَ 1987 وَتَحْدِيدًا يَوْمَ 14 أكتوبر، سَقَطَتْ الطِّفْلَةُ جِيسِيكَا فِي بِئْرٍ بِعُمْقِ 6 - 7 مِنْ 10 مِتْرٍ بِقَطَرَ 20 سم، حَدَثَتْ هَذِهِ القِصَّةُ فِي الوِلاياتِ المُتَّحِدَةِ الأَمْريكيَّةِ وَتَحْدِيدًا فِي وِلايَةِ تِكْسَاسْ، فَعِنْدَمَا كَانَتْ الطِّفْلَةُ جِيسِيكَا تَلْهُو فِي الحَديقَةِ الخَلْفيَّةِ لِمَنْزِلِ عَمَّتِها وَقَعَتْ فِي البِئْرِ، وَنَظَرًا لِشُهْرَةِ وِلايَةِ تِكْسَاسْ فِي حَفْرِ اَلْآبارِ اَلنِّفْطيَّةِ، فَلِحُسْنِ الحَظِّ تَمَكَّنُوا مِنْ الاستعانة بِأَشْخَاصٍ لَدَيْهُمْ خِبْراتٌ فِي الحُفَرِ، وَذَلِكَ بِالتَّعَاوُنِ مَعَ رِجالِ الشُّرْطَةِ وَالدِّفَاعِ المَدَنيِّ، وَأَوَّلِ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَتْ |فَريقَ الإِنْقَاذِ| هِيَ أَنَّ الطِّفْلَةَ وَعِنْدَ سُقوطِها حُشِرَتْ قَدَّمَهَا لِلْأَعْلَى، اَلْأَمْرُ اَلَّذِي جَعَلَ صُعوبَةً فِي ضَخِّ الدَّمِ مِنْ القَلْبِ عَكْسَ الجَاذِبِيَّةِ.
كَمْ استغرقت عَمَليَّةُ الإِنْقَاذِ
استغرقت عَمَليَّةُ الإِنْقَاذِ حَوَالَيْ ال 56 ساعَةً، وَكَانَتْ المُحاوَلاتُ فِي أَنْ يَقُومُوا بِصُنْعِ فُتْحَةٍ جَديدَةٍ أَكْبَرَ بِحَيْثُ تُساعِدُ عَلَى دُخولِ شَخْصٍ بالِغٍ إِلَى الحُفْرَةِ مِنْ الأَعْلَى، وَفِي ذَاتِ الوَقْتِ كَانَ فَريقٌ آخَرُ يَعْمَلُ عَلَى حَفْرِ نَفَقٍ مَوَازِي يوصِلُ إِلَى البِئْرِ.
بَعْدَ مَأْساةِ الطِّفْلِ رَيّانَ إِلِيْكَ أَشْهُرُ طُرُقِ الإِنْقَاذِ عَبْرَ التّاريخِ تصميم وفاء المؤذن |
مَاذَا أَصَابَ الطِّفْلَةَ بَعْدَ الانتشال
بَعْدَ إِخْراجِ الطِّفْلَةِ وانتشالها، احتاجت إِلَى 15 عَمَليَّةً جِرَاحِيَّةً فَقَدَّمَها اَلَّتِي كَانَتْ عالِقَةً تَأَذَّتْ بِشَكْلٍ كبير نظراً لِعَدَمِ وُصولِ الدَّمِ إِلَيْهَا، وَتَمَّ بَتْرُ أَحَدِ أَصابِعَ قَدَّمَهَا بِسَبَبِ تَأَذّيه الشَّديدِ، إِلَّا أَنَّهَا بَقِيَتْ عَلَى قَيْدِ الحَياةِ، وَأَصْبَحَتْ الآنَ أَمَّاً لِطِفْلَيْنِ.
ماهي قِصَّةَ الإِنْقَاذِ الثّانيَةِ اَلَّتِي تَمَّتْ فِي الصّينِ
وَقَعَ طِفْلٌ فِي الصّينِ بِبِئْرٍ عَلَى عُمْقِ 90 مِتْرًا، وَذَلِكَ فِي مَدينَةِ وِي فانْغْ الصّينيَّةِ، وَذَلِكَ بَعْدَ أَنْ كَانَ يَلْعَبُ بِالْقُرْبِ مِنْهُ واستطاع فَريقِ البَحْثِ العُثورُ عَلَيْهُ وَإِنْقاذُهُ بَعْدَ أَقَلَّ مِنْ سَاعَتَيْنِ عَلَى وُقوعِهِ، بَعْدَ أَنْ قَامُوا بِرَبْطِ يَدَيه بِحَبْلٍ وانتشاله، وَبَعْدَ مُعايَنَتِهِ أَثْبَتَ أَنَّهُ عَلَى ما يرام وَقَدْ أُصِيبَ بِبَعْضِ الرُّضوضِ لَا أَكْثَرَ.
القِصَّةُ الثّالِثَةُ مِنْ الهِنْدِ
وَقَعَ طِفْلٌ يَبْلُغُ الخامِسَةُ مِنْ العُمْرِ فِي بِئْرٍ عَلَى عُمْقِ 30 مِتْرًا بَعْدَ أَنْ كَانَ يَلْهو وَيَجْمَعُ الفاكِهَةَ مِنْ الأَشْجارِ القَريبَةِ، وَعِنْدَ وُقوعِهِ قَامَ أَحَدُ أَصْدِقَائِهِ بِإِخْبارِ أَهْلِهِ لِيَقُومُوا بِدَوْرِهِمْ بِإِبْلَاغِ السُّلُطاتِ والْأَجْهِزَةِ المُخْتَصَّةِ لِمُسَاعَدَتِهِمْ عَلَى إِنْقاذِهِ، وَبِالْفِعْلِ تَمَّ تَزْويدُ الطِّفْلِ بِاَلْأوكْسِجينِ وَإِنْقاذُهُ بَعْدَ وَقْتٍ قَصيرٍ مِنْ وُقوعِهِ بِالْبِئْرِ.
ماهي قِصَّةَ أَطْفالِ الكَهْفِ فِي تايلَنْدَ
حَدَثَ فِي 2018 حادِثَةَ احتجاز 12 طِفْلٌ مَعَ مُدَرِّبِهِمْ البالِغِ 25 سَنَةً فِي أَحَدِ الكُهوفِ المَوْجودَةِ عَلَى حُدودِ ميانمار، واحتجزوا بَعْدَ أَنْ هَطَلَتْ الكَثيرُ مِنْ الأَمْطَارِ اَلَّتِي أَدَّتْ لانهيارات تَسَبَّبَتْ بِإِغْلَاقِ المَدْخَلِ وَغَمْرِ الكَهْفِ بِشَكْلٍ جُزْئيٍّ بِالْمِيَاهِ، فَطَبيعَةَ الكَهْفِ الجُغْرافيَّةِ المُعَقَّدَةُ سَاهَمَتْ فِي ازدياد الوَضْعِ سُوءًا، فَاَلْكَهْفُ بِطُولِ 10 كِمٍّ المملوء بِاَلْأَنْفاقِ والْمَمَرّاتِ الضَّيِّقَةِ اَلَّتِي تَحْتَاجُ الزَّحْفَ كَيْ يَتِمَّ العُبورُ مِنْ خِلالِها، كَمَا أَنَّهُ مِنْ المَعْروفِ أَنَّ الكَهْفَ يَغْمَرُ بِالْأَمْطارِ أُثَناءَ مَواسِمِ اَلْهُطولِ الشِّتْويَّةِ أَوْ حَتَّى المَوْسِميَّةِ، وَبَعْدَ الاستعانة بِقوَى البَحْريَّةِ وَفَرَّقِ إِنْقاذٍ مِنْ كُلِّ أَنْحَاءٍ العالَمُ مُجَهَّزَةٌ بِمُعَدَّاتٍ مُتَطَوِّرَةٍ، تَمَّ العُثورُ عَلَى الأَطْفالِ بَعْدَ 8 أَيّامٍ مِنْ البَحْثِ المُسْتَمِرِّ والْحَثيثِ، وَتَمَّ إِخْرَاجُهُمْ وَفْقَ خُطَّةِ مُحْكَمَةٍ استمرت لِأَيّامٍ.
فِي النِّهَايَةِ يَجِدُ بِنَا القَوْلُ أَنَّ الأَطْفالَ هُمْ كَائِنَاتٌ بَريئَةٌ كُلُّ مَا تَحْتَاجُ لَهُ هوَ اللَّعِبُ، وَمَا عَلَيْنَا فِعْلُهُ هوَ تَأْمينُ ظُروفٍ مُناسِبَةٍ لَهُمْ خاليَةٌ مِنْ اَلْمَخاطِرِ اَلْمُتَوَقَّعَةِ لَهُمْ، انتبهوا عَلَى أَبْنَائِكُمْ مِنْ الأَخْطارِ وَلَا تَنْسوْا أَنَّكُمْ شُرَكاءُ وَمَسْؤُولِينَ عَلَى سَلَامَتُهُمْ وَبَقاءَهُمْ بِحالٍ آمِنَةٍ.
وَدُمْتُمْ بِأَلْفِ خَيْرٍ.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك