ما هي القصة وراء الطلب الأخير -الجزء الثاني اختيار الصورة وفاء المؤذن |
وعلى الفور غادرا |موقع الجريمة| وقاموا بإخفاء أدوات الطعن (السكين والساطور)، وعندما استيقظ أهالي الحي تم الإبلاغ عن وجود |جثة| لشاب أمام سيارته، أتت الشرطة وحاوطت المكان وعند تشريح الجثة تبين أنها تلقت عدة طعنات بأدوات مختلفة (كتب في التقرير أنه تم القتل بأدوات حادة ولكن لم يخطر لهم الساطور) مما أدى لوفاته على الفور.
بدأت التحقيقات ورجال الأمن يعملون على استجواب كل شخص مشتبه به
حتى وصل الأمر الى الفتاة التي ترك رُقية من أجلها وعند التحقيق معها انكرت على الفور، وقالت أنها كانت في المنزل عند وقوع الجريمة، لكن هذه الفتاة قالت أنه كان يحمل بعض العداوات لفتاة كندية من أصول فلسطينية تدعى رُقية، فهي كانت في كل مرة تراه بها في أحد الملاهي أو في الطريق تقوم بتهديدها بالانتقام.
وفعلاً تم إلقاء القبض على رُقية التي أنكرت هي الأخرى فقالت: صحيح أنني فيما سبق كنت على علاقة به ولكن نحن منفصلان وأنا لا أعلم عنه أي شيء، وعند موجهتها بالتهديدات التي كانت تقولها له، قالت أنها كانت بحالة غضب فهو أهانها بالصور ومقاطع الفيديو التي يمتلكها، ولكنها فتاة ضعيفة لا تقوى على فعل شيء بشاب مثله.
وفعلاً تم الافراج عنها لعدم وجود الأدلة الكافية التي تدينها، ولكن بقوا لفترة يعملون على مراقبة رُقية ويرون أحمد عشيقها الذي ينتظرها كل ليلة ومن ثم يتجها إلى المنزل لتعاطي الممنوعات.
تم إلقاء القبض على أحمد
فهو الآن مشتبه به كونه على علاقة مع رُقية، وتم أيضاً إلقاء القبض على رُقية مرة أخرى، وتم إحالتهما للتحقيق، جاء أحد الضباط ووجه اتهاماته الفورية لأحمد وقال له لماذا قمت بقتل هذا الشاب؟
أحمد وبشكل عفوي جاوبه بالنكران وأنه لا يعلم حتى من هو الشاب المقتول، وبعد الضغط عليه قال أن رُقية هي من قتلته، وعن مواجهة الفتاة بهذا الكلام أحست أنها أصبحت متورطة وقالت بما أن الأمور آلت إلى هذا المنحى فلست أنا من قتله، أحمد هو القاتل وأنا كنت مشاركة بعملية التثبيت فقط.
وعند مراجعة عمليات البحث والشراء على جهازها المحمول تبين أنها بالفعل قامت بطلب شراء سكين وساطور، واعترفت أنها هي من أرشدته إلى منزل الشاب المصري، وكيف قامت بتحريضه وإقناعه على الموافقة وخططا للقتل معاً.
وتم إحالتهما إلى المحكمة المختصة وقرر القاضي الحكم على أحمد التونسي بالإعدام، أما رُقية بعد أن قامت بإرشاد الشرطة على الموقع الذي خبئ فيه أدوات الجريمة (السكين والساطور) تم الحكم عليها بالسجن المؤبد.
ما هي القصة وراء الطلب الأخير -الجزء الثاني اختيار الصورة وفاء المؤذن |
هذا الأمر مشابه لما حدث على الأراضي الأميركية بعام 2014
مع فتاة تدعى (ميشيل) عمرها20عاماً، التي تم محاكمتها والسبب هو هذه الفتاة لديها صديق يدعى ( كونان) واقع بغرامها لحد الجنون، والأمر مشابه لما حدث مع أحمد، فميشيل كانت فتاة بتفكير شيطاني أوصلت ب كونان للتهلكة، فهي لم تخدعه فقط بل تقوم بتحريضه من أجل |ارتكاب الجرائم|.
ففي أحد الأيام تكلمت ميشيل مع كونان وأبدت رغبتها أنها تريد جذب انتباه الناس لها، وجميع أقاربها وأصدقائها بشخصية الحبيبة الحزينة، ففي البداية لم يفهم مقصدها كونان، فبدأت بالتوضيح.
سألته ألست أنت حبيبي؟، فقال نعم، فقالت إذا مت أنت فماذا أصبح أنا؟، أصبح الحبيبة الحزينة، وأمثل دور المصدومة المنهارة لفقدانك، فأنا الفتاة التي تملك كل مقومات الجمال والرقة والأنوثة، ومع كل هذا فأنا لا أملك الحظ.
كونان أنصدم وتجمد الدم الساري بعروقه من طلبها، فقال لها أنه لم يفهم مقصدها أيضاً، هنا قالت وبشكل مباشر له إن كان يحبها فعلاً فعليه إثبات ذلك بتلبية طلبها.
وطلبت منه |قتل نفسه|، أحس كونان أنها تمزح فضحك، في هذه الأثناء تحول وجه الفتاة إلى ملامح حادة تبين له جديتها بالحديث، وعلى الفور بادلته برمقات ساخرة وقالت، إن كنت لا تريد تنفيذ هذا الطلب فهناك المئات من الشبان الذين ينفذوه.
من شدة حبه لها وخوفه من فقدانها فهي أجمل فتاة في المقاطعة، فكيف يتجرأ برفض طلبها
هنا أحس كونان أنه قد دخل بحالة من الصدمة وبنفسية سيئة جداً.
سألها هل فعلاً إن قتلت نفسي ستحزنين عليّ؟ فجاوبته بكل تأكيد سأصبح الحبيبة التي لا تنام بسبب فقدان حبيبها، وأجعل الناس يطلقون عليّ لقب "الحبيبة الحزينة".
فما كان من كونان إلا وعلى الفور قام بالجلوس بسيارته الخاصة وفتح أنبوبة ينبعث منها ثاني أوكسيد الكربون، بعد أن تأكد من أن جميع النوافذ مغلقة بإحكام وأنه بعيد مسافة معينة عن المقاطعة التي يقطن بها.
بدأ الغاز بالتصاعد داخل السيارة وأحس أن أنفاسه بدأت بالتقطع ونفسه ثانية بعد الأخرى ينقطع، حتى أنه أحس بفقدان الوعي وعلى الفور فتح باب السيارة ورمى نفسه منها.
بدأ باسترجاع أنفاسه باللحظة الأخيرة وعاد إلى ميشيل وبدأ بالبكاء والاعتراف لها أنه أضعف من أن يقتل نفسه، ولكن ميشيل لم يكن بقلبها ذرة عطف بل أنها بادلته بألفاظ نابية لمحاولته الفاشلة.
فهل سيتمكن كونان من التضحية بحياته من أجل هذه الفتاة المغرورة أو المجنونة أن صح القول.
ما هي القصة وراء الطلب الأخير -الجزء الثاني اختيار الصورة وفاء المؤذن |
بعد إهانة ميشيل لكونان وتخييب ظنها به، قالت له بلهجة صارمة أن علاقتهم انتهت فهو حتى لم يستطيع إثبات حبه لها، ولا التضحية بروحه من أجلها.
ما كان من كونان إلا أن بدء التوسل والترجي والطلب من ميشيل عدم تركه، فهو ومن بين كل شبان المدينة الوحيد الذي استطاع التكلم معها من شدة غرورها.
فقالت له أنها عفت عنه وأنها من سماحة نفسها، ستعطيه فرصة ثانية ولكنها نبهته أنها الفرصة الأخيرة التي لن تتكرر، ففي حال لم يتم الأمر يعتبر أن علاقتهم قد انقطعت وانتهت للأبد.
هل قام كونان بقتل نفسه في هذه المرة
وأخبرته أنها ستتراهن مع صديقاتها بهذا الأمر مهددة إياه بعدم وضعها بموقف حرج، في حال أنه عاد ولم يفارق الحياة.
بالفعل عاد إلى سيارته المركونة بمكان بعيد عن أعين الناس، واغلق النوافذ وبدأ بالضغط على مكبح البنزين، حيث تصاعد غاز ثاني أوكسيد الكربون وملئ السيارة من الداخل، وبقى كونان يعاني ويعاني ويستنشق هذا الغاز حتى |فارق الحياة|.
عند وصول الخبر لأهالي الحي بدأت مراسم الدفن والحزن لديهم، وبالفعل تم الوصول إلى الغاية المرجوة لهذه الفتاة، وبدأ أهل المقاطعة يتكلمون كم أنها فتاة تعيسة وكم أن حظها سيء، فهي الفتاة الجميلة التي ترفض التكلم أو التودد لأي أحد، عندما أحبت شخص محدد قام بخنق نفسه يا لسوء أيامها بعده، وأصبحت حديث الجميع.
فهنا صديقتنا ميشيل وبحب الشهرة الذي كانت تطمح بالوصول له، تسببت بقتل روح بريئة، فكما يقال أن الجنون فنون.
كيف كانت النهاية
حتى وأنه بعد فترة زمنية من |موت| كونان قالت ميشيل لأحد صديقاتها، أرأيتِ كيف استطعت أن أجذب أنتباه وتعاطف جميع الناس في المدينة لي، والأمر لم يكلفني سوى طلب أخير من حبيبي المجنون الذي اعتقد أنني بالفعل سأقوم بالحزن عليه.
وما كان من صديقتها إلا أنها قامت بإخبار الجميع عما قامت به ميشيل، وأنها هي المحرضة لكونان وتشجيعه على قتل نفسه، الأمر انتشر بين سكان المدينة ووصل إلى عائلة كونان.
فما كان من والده إلا أن قام برفع قضية تحريض على القتل ضد ميشيل، وبالفعل تم فتح سجل جديد واحيلت به ميشيل إلى التحقيق واعترفت على الفور بجميع الأفعال والكلام الذي شجعت به كونان الشاب البريء والذي سبب بمقتله.
تم تحويلها إلى المحكمة المختصة وقام القاضي بالحكم عليها لمدة عشر سنوات، لدفعها شخص على قتل نفسه.
وهكذا نكون قد توصلنا إلى نهاية قصتنا، فهل يعقل أن يصل الانسان إلى مرحلة القتل فقط من أجل أن يثبت حبه لشخص آخر؟
إذا أعجبتك القصة لا تنسى ترك تعليق لتشجيعنا على المثابرة بكتابة قصص مشابهة.
آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك