|
السر وراء السفينة التي لقبت بأورانج ميدان تصميم وفاء المؤذن |
ليس من الغريب أن نسمع برحلة ملاحة بحرية انتهت بغرق مأساوي، ولكن ماذا إن قلت لكم أن سفينة اليوم قد ظهرت من العدم، وعادت إلى العدم.
لغز آخر أيضاً من ألغاز الحوادث التاريخية الغامضة التي شغلت الرأي العام وما زالت.
قصة غريبة بل مرعبة، وقضية غامضة أثارت جدلاً واسعاً، والأسباب مجهولة.
فمن كان منكم يخشى عالم البحار، فليأخذ نفساً عميقاً.
لأننا اليوم سوف نبحر في كلمات هذا المقال وكأنها رحلة، للبحث معاً عن الحقيقة، التي كانت على متن |سفينة أورانج ميدان| الغامضة.
-اليوم سوف نتحدث عن |سفينة بخارية|، والتي كانت في أربعينيات القرن الماضي.
سفينة ليست كأي سفينة.
أثارت وما زالت تثير الجدل بنواحيها المختلفة.
سفينة غامضة ومصير مجهول لطاقم قد اختفى بكامله.
-روايات مختلفة لحادثة هي الأغرب في تاريخ الملاحة البحرية، فما القصة؟؟
هيا بنا لنتعمق في عالم البحار، ولنحاول أن نعرف حقيقة ما حدث لأورانج ميدان، وهي |السفينة الغامضة|.
-في عام 2019 ومع صدور لعبة الفيديو مان أوف ميدان عادت إلى الواجهة وبقوة قصة السفينة أورانج ميدان.
القصة التي شغلت بال الكتّاب والمؤرخين منذ عقود مرت وإلى اليوم
السفينة أورانج ميدان وبحسب أغلب المصادر، وبحسب الرواية الرائجة هي سفينة شحن هولندية بطاقم دنماركي وألماني وإندونيسي.
فقد انطلقت من الصين قاصدة كوستاريكا، ولكنها لم تكمل طريقها للأسف بل غرقت، وكان هذا مقابل سواحل ميدان الإندونيسية في عام 1948.
-أغلب المصادر التي ذكرت هذه الحادثة أكدت أن هذه السفينة بالفعل لم تحمل منذ البداية اسمها الشائع، بل اكتسبت اسمها بسبب مكان غرقها.
-هي سفينة كآلاف السفن كانت تبحر وغرقت، ولكن هذه السفينة كان لها وضع مختلف.
فما هي قصتها؟؟
-تبدأ هذه القصة مع |نداء استغاثة| تلقّاه ضابط من الجنسية الإيطالية كان على متن سفينة أخرى كانت تدعى سيلفر ستار.
تمر بالقرب من منطقة الحادثة، والنداء كان من أحد أعضاء طاقم فريق أورانج ميدان، ولقد كان الرعب ظاهراً في صوته.
وأما بالنسبة لرسالة الاستغاثة، فكانت كالتالي: نحن نطوف، وكل الطاقم وممن ضمنهم الكابتن قد ماتوا، وجثثهم موجودة في غرفة المخطوطات، وعلى ظهر المركب، ومن بعدها يتوقف النداء لوقت قصير ليكمل المستغيث بآخر كلمة قائلاً: وأنا أموت.
ومن بعدها ينقطع الاتصال، وهنا اتجه |طاقم السفينة| المنقذة باتجاه موقع سفينة أورانج ميدان، وعندما وصلوا كانت السفينة ساكنة لا دخان من مداخنها، ولا صوت لمحركاتها فقط تتهادى على سطح الماء مع أمواج المحيط الهادي.
ومن بعدها صعد أفراد طاقم السفينة الأخرى على سطح السفينة المنكوبة.
وهنا قد انصدموا بالفعل بما وجدوه.
ف قد كان الطاقم بأكمله ميت ومعهم كلبهم.
ولكن لم يكن الغريب هو موتهم فقط بل بالوضعية التي كانوا بها.
ما هي توقعاتك حول الأمر؟؟
|
السر وراء السفينة التي لقبت بأورانج ميدان تصميم وفاء المؤذن |
الوضعية التي وجد عليها الطاقم
لقد كانت جميع الجثث مفتوحة الأعين، وجميعها تنظر إلى موقع محدد بطريقة تجعل الناظر إليها يجزم أنهم أصيبوا بهلع، وهذا قبل وفاتهم مباشرةً، والأمر ينطبق أيضاً على كلبهم.
-فبعد العثور على |الجثث|، بدأ الطاقم بمحاولة اكتشاف ما جرى إلا أن النداء من سفينتهم أجبرهم على ترك السفينة المنكوبة في الحال، فالدخان بدأ فعلاً يتصاعد فجأة من مخازن هذه السفينة، وبالفعل غادر الطاقم سفينة أورانج ميدان، وعند وصولهم لسفينتهم حدثت فجأة |انفجارات| كثيرة على متن سفينة أورانج ميدان، واندلعت النار فيها، ومن بعدها قد غرقت في أعماق المحيط، ومن دون وجود أي أثر لها.
بالطبع قد انتشر الخبر، وبشكل خاص حول جثث السفينة الغريبة، وموضوع بهذا الغرابة والغموض بالطبع سوف يكون حوله الكثير من الفرضيات والنظريات.
هنا سوف تكون الصدمة
سفينة غارقة، وجثث غريبة، وموت غير مبرر، ومصير مجهول، كل هذه الأمور هي مادة دسمة لمختلف من الروايات والفرضيات، ومن ضمن الفرضيات كانت إحداهن تتحدث عن الماورائيات، فموت غامض وهلع وخوف وانفجار مفاجئ، فمعظمهم قالوا بأن السبب حتماً وراء كل هذا هي الأشباح.
المقالات المختلفة التي صدرت في مختلف الجرائد والمجلات الأمريكية، قد ذكرت هذه الفرضية نقلاً عن السكان الإندونيسيين، ومن هنا قد انبثقت قصة السفينة، وبالطبع هذه الجرائد والمجلات لم تتبنى هذه الفكرة، والسبب واضح بكل تأكيد: وهو أن فكرة الأشباح ليست بفكرة واقعية على الإطلاق.
هناك فرضية أخرى حاولت تفسير ما جرى
من خلال القراصنة، فقد وضعتهم في الواجهة، ولقد تم ذكر هذه الفرضية في العديد من الصحف المختلفة والمجلات.
إلا أن المحللين والباحثين قد استبعدوا هذا الموضوع تماماً.
-وبناء على المعطيات التي وصلت، والصور التي قيل بأنها لأحد أعضاء طاقم السفينة المنكوبة، فلم يجدوا عليها أي أثر لرضوض، أو دماء، أو أي آثار أخرى، والأغرب من ذلك فهم لم يجدوا أي أثر لسرقة قد حصلت.
إذاً النظرية التي تقول بأن سبب ذلك هم القراصنة مستبعدة تماماً، ومن بعد هاتين الفرضيتين تبدأ الفرضيات التي يمكننا القول عنها بأنها نوعاً ما منطقية.
-فقد انتشر بعد ذلك عدة مقالات يمكننا القول عنها بأنها كانت سلسلة متكاملة تتحدث عن هذا الأمر، وذكرت أمراً مختلفاً لم يتطرق إليه أحد.
هل يمكنك توقع ما هو؟؟
ناجٍ وحيد استطاع بالفعل استخدام إحدى قوارب النجاة والابتعاد عن السفينة
فهذا الألماني، والذي تجدر الإشارة إلى عدم ورود اسمه في أي من المصادر، فقد وجد على إحدى سواحل جزيرة مارشال الموجودة في المحيط الهادي، ولكن هذا الرجل الألماني لم يبقى على قيد الحياة، واستسلم لجروحه، ولكن قبل وفاته فقد أخبر من قاموا بإنقاذه بما حصل.
فما هي الرواية الحقيقة إذاً؟؟
وما هو السر وراء غرق هذه السفينة؟؟
|
السر وراء السفينة التي لقبت بأورانج ميدان تصميم وفاء المؤذن |
السفينة قد خرجت من ميناء صغير في الصين قصادة كوستاريكا
في محاولة لإبقاء حمولتها سرية، إلا أن هذه الحمولة غير الشرعية كانت هي سبب المأساة، فالسفينة كانت تحمل كميات هائلة من حمض الكبريت، وبسبب الناجي الوحيد المؤقت عرف السبب، فالحمولة لم يتم تخزينها بالشكل الصحيح، ونتيجة الإهمال فقد تسرب غاز من هذا الحمض وقضى على طاقم السفينة قبل أن يتسبب في الانفجار، و|غرق السفينة| في المياه، وأحد المنقذين الذين وجدوا الرجل الألماني أخبر الكاتب سيلفيو سكير لي بالواقع، ولا تنسى هذا الاسم أبداً لأنها شخصية محورية في قصتنا هذه.
الكاتب وين بروكس
قد ذكر هذا الأمر أيضاً في مقاله المنشور في عام 48 في جريدة ما، وما ذكره الرجل الألماني كان يتوافق مع ما ورد في كتاب ألماني يتناول هذه الحادثة، ويعود تاريخه للعام 1953، وهذا الكتاب الذي اكتشفه البروفيسور الألماني ثيودور، ويرجح أن كاتبه كان يدعى أتو ميلك، وكان يحمل العنوان التالي: |سفينة الموت| المتواجدة في البحار الجنوبية.
وفي هذا الكتاب كان يتحدث الكاتب عن أن السفينة كانت تحمل سيانيد البوتاسيوم والنتر جليسرين، فالتخزين الخاطئ والإهمال أدى إلى تسرّب الغاز السام بكل هدوء وقتل أعضاء الطاقم قبل أن تنفجر السفينة بفعل التفاعلات الكيميائية التي حدثت بين هاتين المادتين.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: إذا افترضنا أن المسبب لهذه المأساة هي فعلاً |الغازات السامة|.
فلماذا لم يتأثر فريق السفينة المنقذة، وبشكل خاص عندما صعدوا على متن السفينة، لأنه كما تقول الروايات: بأن طاقم السفينة قد توجّه مباشرةً على السفينة التي طلبت النجدة، ومن دون إضاعة أي وقت، ومن هنا بدأت تظهر الفرضية الأكثر جدلاً: السفينة ليست موجودة من الأساس، والقصة برمتها مقتبسة من حادثة أخرى، وتمت إضافة التفاصيل المميزة والمثيرة الأخرى إليها بغية الربح المادي، والشهرة أيضاً، بل القليل من البحث ظهر أنه لا اسم لهذه السفينة، ولا يوجد سجلات لها في أية مواقع، وقامت من بعدها الجهات المختصة بتسجيل وتدوين الحركة الملاحية حول العالم، وحتى موضوع الإنقاذ والسفينة المنقذة لم يظهر في أية سجلات موثقة.
أي أن المقالات والروايات التي تناولت القصة قد اختلفت في تحديد الوقت والمكان الذي حدثت فيه هذه الواقعة الغريبة، فتغير الأعوام وتغير الأماكن أيضاً كل هذه الأمور أثارت الشكوك حول صحة القصة من عدمها.
القصة الأقدم تقول
أن نداء استغاثة صدر عن السفينة، وتلقته سفينة تجارية وكانت بريطانية، وقيل بأنهم عثروا على 13 جثة، ومن دون وجود أي كلب معهم، كما أن الرواية هذه لم تتحدث عن الرعب الذي كان يبدو على وجه هذه الجثث، أما القاسم المشترك الوحيد فهو الانفجار الذي حدث، وبسببه وصلت السفينة لأعماق المحيط، وهذا دليل يؤكد لنا بأنه بالفعل لكل كاتب كان له طريقة خاصة في سرد هذه القصة، وهذا ما يدل على أن قصة السفينة كلها كانت من خيال بعض الكتّاب، وكان كل واحد منهم يريد إبراز نفسه في الصحف، فاستغلوا مثل هذا الأمر.
ما رأيك في هذه القصة؟
وهل كنت متوقعاً حدوث هذا؟
شاركنا رأيك حول ما فعله الكتّاب في التعليقات.
بقلمي: دارين عباس
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك