|
ما الذي حدثَ مع العريس تصميم وفاء المؤذن |
من أجمل ليالي العمر هي الليلة التي يقرر بها الشاب والفتاة أن يلتقيا تحت سقف منزل واحد، وتكون جميع الأمور بما فيها من خطبة ومراسم زفاف قدّ تمت كما أمرنا الله بها، واتبعنا سنة الرسول بها، فهكذا يكون كلا الشريكين قدّ أتمَّ نصف دينه بشريكه الأخر، فالزواج نعمة من النعم التي لا ندركها حتى نحصل عليها.
ولكن هل خطر لأحدكم أن هذه الليلة يمكن أن تكون هي الأسوأ على الاطلاق؟، مجرد مشكلة صغيرة قد تحول يوم الأحلام إلى كابوس، وحينها يقال "يا فرحة ما تمت"، كما حدث مع صديقنا بهذه القصة المشوقة، ولنعلم تفاصيل الأمور فلنتابع معاً.
في الأراضي السعودية بعام 2017 وبالتحديد بمنطقة بني الطائف
الشاب بطل الليلة يريد الذهاب إلى زوجته ليتم معها جميع الأمور المتبقية من أجل |الزفاف|، فالموعد قدّ أقترب جداً وهو وهي تكاد السماء لا تسعهما من الفرحة، (الفرحة الكاذبة) التي سنعلم لماذا هي هكذا بنهاية القصة، فبعد يومان سيتم إعلانهما كزوجين بشرع الله.
وبالطبع الفرح يحتاج للأموال لذلك الشاب كان قّد أخذ مسبقاً قرض بنكي يقضي به حاجته، واصطحب لمنزل زوجته المستقبلية (20 ألف ريال)، ولكن قبل أن يصل ببضع أمتار وقفت سيارة بها رجلان، وطلبا من هذا |العريس| الترجل من سيارته على الفور، والملابس التي يلبسونها واللهجة التي يتكلمون بها تدل على أنهما من عناصر الأمن.
والغريب أنَّ الرجلين قد أبرز أحدهما هوية ضابط أمن، وقف الشاب مصدوماً مصعوقاً بعد أن تجرأ أحد الرجال بضربه على رأسه وبطنه، فهو لم يفعل شيء ولا يوجد بحقه أي قضية أمنية أو قانونية ليتم معاملته هكذا، فسألهم عن الفور عمّا يحدث حالياً.
قام الرجل الثاني بإخراج الأصفاد الخاصة بالمجرمين وقيّد يدي الشاب، وقال بلهجة لا تخلو من اللئم والغضب أنّه سيعلم كل شيء بمركز الأمن، والآن عليه أن يصمت ولا ينطق بأي حرف.
فهنا أحس الشاب ببعض القلق ولكن نظراً لأنهم من الأمن التزم الصمت كما أمروه وترك سيارته مركونة بأحد الشوارع وصعد بسيارة الشابين، والصدمة الأن أنّهم انطلقوا به مسرعين، وأخذوه الى أحد الأودية الخاوية التي لا يوجد بها أي إنسان ولا حيوان أيضاً.
عندما وصلوا ورأي نفسه الشاب محاط بالرمل من كل جانب، فَهٍمَ تأويل ونوايا هذين الرجلين وإنما قد انتحلا شخصية رجال الأمن ليتمكنوا من أخذه من دون لفت الأنظار إليهم.
الشاب المسكين قدّ وقعَ بالفخ
والأمر المحزن أنهم قاموا بأمره بأن يقوم برمي ثيابه بعيداً عنه، ومن ثم التلفظ ببعض الكلمات التي تدّل على هويته الشخصية، وبهذه الأثناء تم تسجيل مقطع مصوّر له، ومن ثم أخذ كل الأموال التي كانت بحوزته وتركه بهذا الوادي لوحده.
والأمر الذي يجعل الشعر الموجود بالرأس يصبح أبيض، هو أن أحد الرجال قال له: غداً توجه الى مركز المندق بالسعودية من أجل أن يتم التحقيق معك، الآن الشاب بحالة ذهول تامة.
ولكن يا ترى ماذا سيحدث مع الشاب بعد سماعه هذه الجملة؟
|
ما الذي حدثَ مع العريس تصميم وفاء المؤذن |
من لحظة فرح تكاد تجعل هذا الشاب يطير منها، إلى لحظة قاسية وأمر غريب لا يفهم شيء منه، فرأينا كيف أنّه تم خداع هذا الشاب من قبل الرجلين، وكيف وقع بحيرة من أمره بعد سماع الجملة الأخيرة من هذا الرجل.
لكن الشاب لم يكن يصدق ما يسمع
فقال للرجل إذا صحَ كلامك فلماذا قمت بأخذ هذه الأموال مني؟، ردَّ الرجل باستفزاز بأنَّ الأموال تم حجزها لصالح الأمن وفي الغد سيتمكن من استرجاعها بمركز الشرطة، ولكن الشاب لم يكن مطمئن لكلامه، فمقطع الفيديو الذي بحوزتهم لا يمكن لأي مركز أمن أن يقوم بطلب مثل هذا الأمر من عناصره.
ذهب الرجلين بعد |فك القيود| من يدي هذا الشاب، ولكنهم أخذو معهم ملابسه جميعها، وبعد أن تأكد الشاب من مغادرتهم، وقف ينظر إلى نفسه بخجل شديد ولكن ليس باليد أي حيلة.
توجه الى أقرب شارع عام وبدأ يلوح للسيارات المارة، الجميع ينظر إليه بذهول، شاب عارٍ على قارعة الطريق وبمنطقة شبه مقطوعة ماذا يفعل؟، وأغلب السيارات لم تقف لمساعدته ظناً أنّه قدّ يسبب لهم المشاكل بسبب الحالة التي هو بها.
وبعد مضي فترة من الزمن أخيراً قرّر رجل مسن أن يتوقف ويستفسر عن أمر هذا الشاب، وبالفعل أعطاه بعض الملابس ليستر جسده العاري بها، وسأله لماذا هو بهذه الحالة؟، فردَّ الشاب وأخبره بقصته مع الرجلين اللذين قالا أنهما من المباحث، وسرد كامل القصة له.
فقال الرجل المسن: لا بدَ أنك تمازحني فمن المستحيل أن يقوموا رجال المباحث بهذه الأمور، ولكن الشاب كان مصمماً للذهاب إلى مركز المندق للاستفسار عن الأمر.
وبالفعل أوصله الرجل العجوز إلى المكان الذي يريده وذهب، دخل الشاب إلى المركز وطلب رؤية الضابط المسؤول هناك، وبالفعل تم السماح له بالدخول لعرض مشكلته.
بدأ بسرد القصة وتكلم عما حدث بالتفصيل
الضابط يستمع إليه وهو بحالة صدمة، فكيف لشاب بهذا العمر أن يسمح لهؤلاء |السارقين| الماكرين باستغلاله، ومع تعاطفه الشديد مع الشاب إلا أنه قام بالصراخ بوجهه، فكيف له أن يصدق هؤلاء المخادعين.
قال الشاب بصوت لا يخلو من الخجل، أنّه صدّقَ روايتهم عندما عرض عليه أحد الرجال الهوية التي تُأكد أنهم من رجال الأمن، فقال الضابط على الفور لا بدّ أن تكون هذه الهوية قد تم تزويرها أو تمت سرقتها من أحد العناصر، فرجال الأمن لا يمكن أن يقوموا بهذا الأمر، وسأله عن أشكال الرجال أو عن نوع السيارة أو عم نمرتها؟، فرد الشاب وقال أنه لا يعرف الكثير من التفاصيل بخصوص هذه الأسئلة، ولا يتذكر سوى لون السيارة ونوعها.
فالسيارة لم تكن واضحة أمامه فهم قاموا بركنها على قارعة الطريق وأخذوه إلى الوادي سيراً على الأقدام، والرجلين كانا يضعان |الأقنعة| فلم يرى ملامح أي منهما.
الضابط سأل الشاب عن الموقع الذي حدثت به هذه القصة، فماذا أجابه هذا الشاب؟
|
ما الذي حدثَ مع العريس تصميم وفاء المؤذن |
يقال قديماً أن "الغريق يتعلق بقشة"، فعلى الرغم من أنّ الشاب كان على تأكد 90% بأنه تعرض للخداع، ولكن قرر أن يسير خلف ال10% المتبقية لعلَ وعسى أن تكون هي الصادقة، الضابط تعاطف وشعر بالحزن لما أصاب هذا الشاب، فقال له أنّه يجب أن يذهب لمركز الأمن الأقرب لمكان حدوث هذه القصة، والذي كان تابع لمنطقة "القريع" السعودية.
وعلى الفور توجه الشاب إلى هذا المركز
وعرض عليهم تفاصيل ما حدث، وهنا بدأ رجال المباحث الحقيقيين بالبحث بهذه |الحادثة|، فهم لديهم الكثير من الطرق المتبعة من أجل معرفة التفاصيل، واحد هذه الطرق كانت أن يقوموا برصد كل السيارات من خلال الكاميرات المثبتة بالشوارع بوقت حدوث هذه القصة.
ومع كل الخبرة الموجودة عند رجال الأمن، إلا أنَّ موضوع البحث لا يتم بليلة وضحاها فهو يحتاج لبعض الوقت، وخاصة أنّ الشاب قال لهم بأن موعد زفافه قد اقترب وهو لا يستطيع التأخر أبداً.
فما كان من الضابط المسؤول إلا أنّه سمح له بالذهاب، بشرط عدم مغادرة المدينة من دون أذن، وبالفعل وافق الشاب وتوجه إلى مدينة الطائف من أجل إتمام أمور زفافه.
مضى اليوم الأول والذي كان نهايته فاشلة
فلم يتمكنوا من معرفة أي أمر، واليوم الثاني أيضاً كان مشابه ولم يستجد شيء، أما اليوم الثالث فهو الذي كان يحمل اللحظة الحاسمة.
إحدى الكاميرات وبعد إفراغ محتواها تبين بأنها قد رصدت نفس السيارة ولونها الذي أعطى تفاصيلها الشاب، ويستقلها بالفعل رجلين ملثّمين، بعد التدقيق بها تمَّ التمكن من أخذ نمرتها، وما هي إلا بضع ساعات حتى تمَّ إلقاء القبض على هذين الرجلين وإحضارهما الى مركز الأمن.
وفور دخول ضابط الأمن إليهما وتوجيه السؤال المباشر بخصوص هذه |القضية|، ردّ أحد الرجال معترفاً: بأنّهم لم يقتلوا الشاب وأن غرضهم السرقة فقط، ولم يجدوا أنسب من هذه الطريقة من أجل أن يتخفوا بصفة رجال أمن.
فقال الضابط أن ّالشاب حيُّ يرزق وأنّه يحتفل بزفافه الآن، ولكن ما يثير اهتمامه الآن أنّه يريد معرفة كيف تمكن هذين الرجلين من معرفة أنّ الشاب يحمل هذا المبلغ الكبير؟، وأنّه بالساعة تلك كان لوحده ومتجه بالأموال إلى منزل زوجته المستقبلية؟.
الرجلين من شدّة خوفهما لم يصعبا الأمر على رجل الأمن أبداً، بل كانا يجيبان بمصداقية عن جميع أسئلته، لذلك رد أحدهما فقال: أنه يوجد امرأة من طرف الشاب وهي على معرفة ومقربة منه، هي التي أخبرتهم وحرضتهم من أجل أن يقوموا بتلك العملية على هذا الشاب.
فمن تكون هذه المرأة يا ترى؟
|
ما الذي حدثَ مع العريس تصميم وفاء المؤذن |
هل يمكن لكلماتنا التي نقولها بشكل عفوي أن توقعنا بمشاكل كبيرة؟، وهل الأصدقاء المقربين لنا يمكرون الخبث والحقد بداخلهم لأفراحنا؟، قال الله تعالى بكتابه الكريم: "اقضوا حوائجكم بالكتمان"، فلك أن تتخيل كم من الحقد مغلول بقلوب أقرب المقربين لنا، ولكن بعض الأصدقاء قد يبين لنا بأنه يريد الخير بأفعاله ومساعدته لنا، وبالحقيقة هو فقط يقوم بتنفيذ خططه للنيل منّا.
الضابط أمرَ عناصره بأخذ رقم واسم تلك الفتاة من الرجل
والبحث بالسجلات عن أي تفصيل قد يهمهم، وإذ بالمفاجأة بأنَّ تلك الفتاة تقطن بالطائف، وهنا أحس الضابط بأنّ الأمر تم التحضير له بعناية، فالمرأة من سكان نفس المنطقة التي يوجد بها هذا الشاب.
وبالفعل تم توجه رجال الأمن إلى المكان المذكور، والاستدلال من قبل الأهالي إلى منزل تلك الفتاة، التي تم أخذها ووضعها بسيارة المباحث على أعين الناس أجمعين.
وعند وصول الفتاة من أجل بدء التحقيقيات معها، وكيف لها أن تعلم ما هو المبلغ الذي يحمله الشاب، وما الساعة التي سيمر بها من تلك المنطقة بالتحديد، تم اكتشاف أن هذه الفتاة هي |الصديقة المقرّبة للعروس| "زوجة هذا الشاب".
بدأت الفتاة بالتكلم أمام الضابط وقالت: أنّها قامت بهذا الأمر من أجل مساعدة صديقتها الوحيدة، فالعروس لم تكن راضية عن هذا |الزواج| وتم إجبارها من قبل والديها لإتمامه، فقررت أن تلتجأ إلى صديقتها من أجل إيجاد حل، وهنا أتى الأمر بمثابة الرد الرباني لهذه الفتاة، فهي تشعر بالغيرة الشديدة من |العروس|، لذلك ستقوم بتنفيذ أقصى ما تستطيع من أجل إلغاء هذا الزفاف.
وبالفعل قامت صديقتها بابتكار هذه الخطة، واتصلت بالرجلين لإتمامها، وقالت أن هذا الشاب قد يعتقد بأن زوجته "فال سوء عليه"، ومن الممكن أن يقرر |إلغاء الزواج|، أو أن يتأخر عن موعد الزفاف بسبب الحادثة التي تمت معه، فيقرر والدها أن يلغي الزواج لإهماله بهذه الليلة.
حالة من الذهول والصدمة أصابت أهل الزوجين
فقبل إتمام مراسم الزفاف ببضع ساعات، تم إلقاء القبض على العروس التي كانت بأحد مراكز التجميل من أجل أن يتم تجهيزها لزوجها.
وعندما عَلِم الأهل والشاب تحديداً عن سبب اعتقالها، على الفور أمر الشاب الجميع بإيقاف مراسم الزفاف التي كانت على وشك الانتهاء، وقرر الانفصال عن تلك الفتاة، ورمى عليها كلمات |الطلاق| المعروفة.
وهنا تم إحالة الرجلين اللذين ساعدا بتلك المهمة، وعلى العروس وصديقتها واحالتهما الى المحكمة، حيث تمَّ إصدار حكم السجن بثلاث سنوات على كلا الرجلين.
والعروس تم إطلاق سراحها بعد تنازل الشاب عن حقه أمام المحكمة، أما صديقتها فتم الإفراج عنها بعد أن قضت بضع أشهر بمركز رعاية الفتيات نظراً للخطة التي قامت بتدبيرها.
وبالتالي بسبب رفض الزواج من بداية الأمر، والخوف من الأهل والمجتمع، تم افتضاح هذا الفتاة ولجوئها إلى تلك الحيل من أجل التخلص من هذا الشاب، لذلك الله أمر الأب أو المسؤول عن الفتيات بأخذ موافقتها قبل أن يتم عقد القران، فلا تبخسوا الفتيات حقهن الشرعي بهذا الأمر.
بقلمي: آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك