قصة زوجة فرعون " السيدة آسيا " وإنقاذها لسيدنا موسى مرتين تصميم الصورة ريم أبو فخر |
* ماشطة ابنة فرعون :
وفي أحد المرات بينما كانت تمشط شعر إحدى بنات فرعون ،وقع المشط من يديها إلى الأرض وبينما كانت تلتقطه قالت دون شعور " بسم الله "
فسألتها ابنة فرعون هل تقصدين والدي فرعون ؟
أي أنك تسمي باسم أبي الفرعون فهي تعلم بأن والدها الفرعون هو الإله
لكن الماشطة أجابتها إجابة مختلفة تماماً فقالت لها " لا " ....... وإنما بسم الله الذي هو ربي وربك ورب أبيكِ الفرعون
فسألت إبنة فرعون ماشطتها " وهل هناك رب غير والدي " ؟
فأخبرتها الماشطة بأن الله تعالى هو الذي خلق هذا الكون وكل ما فيه ....فقد خلق السماء والأرض والجبال وكل ماهو موجود بهذه الدنيا هو من خلق الله عز وجل الواحد الأحد وليس والدك الفرعون
قامت هذه الطفلة بنقل كلام الماشطة إلى والدها| الفرعون| دون أن تدرك ما فعلت ،فغضب فرعون غضباً شديداً
كيف لهذا الدين أن يدخل قصره ويصل إلى أفراد أسرته أيضاً
فذهب للماشطة وتحدث معها كي ترجع عن كلامها الذي قالته لأبنته ،لكن الماشطة رفضت ذلك وقالت لفرعون " أنا أؤمن بالله عز وجل الواحد الأحد وأكفر بك "
وحاول معها كثيراً لكن جميع محاولاته كانت نتيجتها الفشل
فقرر فرعون بتعذيب الماشطة
أمر فرعون جنوده بإحضار قدر كبير مملوء بالزيت و أوقد تحته النار حتى بدأ الزيت يغلي من شدة حرارته ،فاعتقدت ماشطة فرعون بأنه سيلقيها بالزيت المغلي
فقالت له هيا اِرمني بالزيت أريد أن أنال الشهادة بسرعة إني متشوقة لذلك
لكن ليس هذا ما كان فرعون يريد فعله ،فمن شدة ظلمه وجبروته قام بإحضار أطفالها الذين كانت تعمل وتتعب من أجلهم ،وبدأ يرمي واحد تلو الأخر في الزيت وماهي إلا دقائق حتى يذوب لحمهم وتطفو عظامهم على الزيت المغلي .
قصة زوجة فرعون " السيدة آسيا " وإنقاذها لسيدنا موسى مرتين تصميم الصورة ريم أبو فخر |
إلى أن وصل لآخر طفل وقد كان رضيعاً في حضنها فكانت على وشك التراجع من شدة ما رأت ،إلا أن الله أنطق طفلها بأن ( اصبري يا أماه )
فصبرت إلى أن ألقى بها فرعون بالزيت المغلي بعد أن انتهى من جميع أطفالها ،وكل ذلك فقط لأنها قالت له أنا مؤمنة بالله عز وجل وبأنها تكفر به وبكونه إله .
* اعتراف السيدة آسيا بإيمانها بالله عز وجل:
بعد ذلك الموقف لم تستطع السيدة آسيا تحمل ما يحدث ، فانفجرت بوجه زوجها فرعون وأخبرته بأنها أيضاً تؤمن برب العالمين رب موسى وهارون عليهما السلام ، وبأنها لا تؤمن به وتكفر بكونه إله
صعق فرعون عندما سمع كلام زوجته وأخذ يتحدث معها ويطلب منها الرجوع عن قرارها لكنها رفضت
بالرغم من وجود كل شيئ لديها .. المال والجاه والخدم وكل ماتتمناه ،إلا أنها فضلت ترك كل ذلك واستغنت عن كل ما لديها إرضاء لله عز وجل
وعندما عجز فرعون من إقناع زوجته بالعودة عن رأيها ،أمر جنوده بأن يأخذوا السيدة آسيا إلى الصحراء، وأن يقوموا بربط يديها وقدميها بأربع أوتاد
وكما هو معروف بأن الصحراء في مصر قاسية جداً ومناخها لا يحتمل من شدة الحر
وبالفعل قام الجنود بفعل ما طلب منهم وربطوا السيدة آسيا من يديها وقدميها ،وكان فرعون كل يوم يأتي إلى السيدة آسيا ويطلب منها أن تكفر برب موسى وهارون وتؤمن به، فترفض ثم يأتي باليوم الثاني والثالث وهي رافضة وصابرة ولا تقول سوى أنا أؤمن بالله عز وجل رب موسى وهارون
بالرغم من المفارقة الكبيرة بين حياتها السابقة بالقصر وحياتها في الصحراء، إلا أن ذلك لم يؤدي إلى أن تغير رأيها ،وكانت دائماً تكلم الله عز وجل وتطلب منه أمرين إثنين فقط لا غير.
الأمر الأول: كانت تطلب من الله عز وجل أن يبني لها بيتاً في الجنة بالقرب منه ،لتكون بذلك أول سيدة تطلب بيتاً بالقرب من الله سبحانه وتعالى.
الأمر الثاني: كانت تطلب من الله سبحانه وتعالى أن ينجيها من فرعون .
* وفاة السيدة آسيا:
فقام جنود فرعون بتنفيذ ماطلب منهم سيدهم فرعون ، وأطلقوا الصخرة ولكن قبل وصول هذه الصخرة إلى السيدة آسيا زوجة فرعون ، نظرت السيدة آسيا إلى السماء وقد رأت منزلها في الجنة فابتسمت راضية ثم خرجت روحها إلى السماء بكل هدوء وسلام ، وذلك قبل أن تصل إليها تلك الصخرة
وبذلك يكون الله عز وجل قد استجاب دعاء السيدة آسيا بأنها حصلت على بيت بالجنة و أنقذها الله من ظلم فرعون
كما أن السيدة آسيا هي إحدى نساء الجنة ذكرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن ( مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وآسيا زوجة فرعون ) .
الموعظة التي نستخلصها من هذه القصة بأنه يجب علينا طاعة الله عز وجل دون الخوف من أحد ، فكل شيئ بيد الله سبحانه وتعالى ويجب أن نطلب كل ما نريد من الله عز وجل
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك