ما هي قصة الفتاة الدمشقية حسناء -الجزء الثاني تصميم وفاء المؤذن |
بعد أن ذهبت حميدة من المنزل، جلست حسناء على أحد الكنب الموجودة بالصالة وهي تحاوط نفسها بذراعيها، فهي الأن موجودة بمكان غريب ومخيف ولا تعلم أين هو أساساً.
ما هي إلا دقائق حتى ظهر فايز من جديد أمامها
وتوجه إليها فوراً وجلس على ركبتيه بمواجهتها، بدأ حديثه فقال: أنَّ حميدة أخبرته بقصتها كاملة، وأنَّ هذا المنزل يعود له ولكنّه يقطن به مؤقتاً، فهو من الأشخاص الذين يملكون الكثير من الأموال، ومنذ اللحظة التي رآها بها وهو مصمم على الزواج منها، وأنه سيخلصها من العذاب الذي تلقته بمنزل أهلها.
حميدة الماكرة شارطت فايز بأن تترك له الفتاة ليشبع رغباته بها مقابل أن تعود هي لحياتها الزوجية السابقة معه، فأساس الطلاق الذي حدث بينهما أن فايز رجل يحب النساء بشكل غير معقول.
حسناء بدأت بالبكاء فأحس فايز أنَّ الأمر سيطول وهو لا يقوى على المسايرة والترجي من فتاة لم تتم ال16 من عمرها، لذلك قرر أن يعتدي عليها ولم يتوقف أمر النذالة هنا، بل أنه عمد إلى سجنها داخل جدران هذا المنزل لأشهر طويلة وبكل ليلة يقوم بالاعتداء عليها من جديد.
أما حميدة بالفعل قام فايز بإعادتها إلى ذمته، وعادت إلى المنزل للعيش معه ومنذ تلك الليلة وحسناء أصبحت كخادمة لها و|فتاة لتفريغ الشهوات| بالنسبة إلى فايز.
المرأة التي وجدت حسناء بأول يوم هروب لها كانت تدعى "هبة"
على الرغم من نيتها الصافية تجاه حسناء إلا أنّها كانت سبباً لتدمير حياتها، فهي اطمأنت أن حميدة قامت بتسليم الفتاة إلى أهلها، ومرّت الأيام والقصة أصبحت منسية بالنسبة لها.
في أحد الأيام قرر فايز أن يأخذ حسناء إلى أحد الأسواق من أجل أن تتسوق وتشتري بعض الملابس، وبالفعل قام باستئجار أحد السيارات وجلس خلف مقودها ووضع حسناء بجانبه بعد أن هددها بأنه سيقتلها إن أقدمت على فعل أي أمر يشير الشبهات، الفتاة أصبحت |مستعبدة| من قبله ومن قبل حميدة، وهي تراه على الدوام يقوم بوضع سكين بجيبه قبل أن يخرج من المنزل، هذا الأمر جعلها تنصاع لأوامره فوراً.
بعد أن وصلا لأحد مولات المدينة ترجلا من السيارة هي وفايز، وإذ بالمصادفة التي ستقلب حياة حسناء رأساً على عقب، مرَّ أمامهم دورية من عناصر الأمن، وأحد العناصر بدأ ينظر إلى حسناء الفتاة الرقيقة نظرات إعجاب وابتسم، ومن ثم نظر إلى فايز الذي فعل الأمر التالي والذي كان سبباً بكشفه، فما هو هذا الأمر يا ترى؟
ما هي قصة الفتاة الدمشقية حسناء -الجزء الثاني تصميم وفاء المؤذن |
فايز عندما رأى نظرات الشرطي لحسناء ومن ثم تحويل نظراته إليه مباشرةً، اعتقد أنّه ملاحق من قبل الأمن وأنَّ أهل حسناء تقدموا ببلاغ باختفائها، وهنا أفلت يد حسناء وبدأ الركض بكل ما أُوتى من قوة.
الشرطي عندما شاهد هذا الرجل يبتعد ونظرات الخوف تملئ وجهه أحس أنَّ الأمر غير طبيعي، فبدأ بملاحقته وتمَّ إغلاق جميع مخارج المول حتى تمَّ القبض على فايز.
سأله الشرطي على الفور لماذا هربت مني عندما رأيتني
هنا بدت علامات التوتر والقلق تعلو وجه فايز ولم يجيب على السؤال فوراً، بل أجابت حسناء التي رأت أنَّ هذه الفرصة لن تتكرر أبداً، وإنّها إن لم تستغلها وتكشف فايز فسوف تبقى تحت رحمته هو وزوجته إلى الأبد.
بدأت بالبكاء وأخبرت الشرطي أنّها مختطفة منذ عدة أشهر من قبل هذا الرجل، وسردت عليه القصة كاملة، ذُهل الشرطي عند سماع القصة ونظر نظرات اشمئزاز وقرف إلى فايز، فكيف له أن يقوم بالاعتداء على طفلة، هل هو وحش بشري؟.
ومن أجل التأكد من صحة الأقوال، تمّ نقل فايز وحسناء إلى مركز الأمن ومن ثم أمر الضابط بأن يتم القبض على حميدة وهبة أيضاً، وعند العودة إلى السجلات تبين أن الفتاة تقول الحقيقية.
عندما وصلت هبة برفقة رجال الأمن تفاجئت بوجود حسناء هناك، وأخبرتهم بالوعد الذي قطعته حميدة على نفسها بإعادة الفتاة، وظنت أن صديقتها صادقة وهي لا تعلم أبداً أنها إلى اليوم تحتجز هذه الفتاة المسكينة عندها.
أما حسناء تم أخذها إلى الطبيب الشرعي المسؤول بتلك المنطقة
الذي أكّد أن الفتاة تم |الاعتداء| عليها لعدة مرات، وعند العودة إلى فايز اعترف وقال أنّه لا علاقة له بالموضوع، فزوجته حميدة هي من خططت ونفذت من أجل أن تستعيد عش الزوجية معه.
تم نقل فايز إلى السجن ومن ثم إلى المحكمة المختصة، وعندما سمع القاضي القصة ذُهلَ وتم إصدار |الحكم| عليه لمدة 9 سنوات مع الأعمال الشاقة، أما زوجته حميدة فتم الحكم عليها لمدة 4 سنوات، وتم إخلاء سبيل هبة عند انتهاء التحقيق.
غادرت حسناء مع والدها الذي ذهب لمركز الأمن من أجل استلامها، ولكن بعد ماذا فالفتاة خسرت شرفها من دون حول لها ولا قوة، هروبها كان أكبر |جريمة| ترتكبها بحق نفسها، فهي لم تخسر فقط عذريتها بل فقدت أيضاً تحصيلها العملي وثقة والديها بل وحتى ثقة المجتمع كاملاً، على الرغم من جميع ما عانته، ولكن هذه الأمور لا يوجد بها رأفة ولا رحمة بالبلدان العربية.
بنهاية القصة نصيحتي لجميع الأهالي كونوا أنتم مكان الأمان لأطفالكم وخاصة الفتيات، واجعلوهم يرون أن المنزل هو جنة الله على الأرض لكيلا يتم التلاعب بعقولهم والبحث عن هذه الجنة بالشوارع، ولمنعهم من الاستماع لكل الكلام الذي يقال أمامهم وينفذوه من دون أن يعلموا ما هي نهاية الطريق الوخيم.
آلاء عبد الرحيم
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك