ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني تصميم وفاء المؤذن |
بعد أن سمعت إخلاص ما تنوي العائلة فعله بها
وجعلها على أبواب التعلق بالكلام لا أكثر، بدأت بالصراخ والبكاء بوجه سيرميد، وإهانته بأنه الولد الذي لا كلمة له ولا يستطيع اتخاذ قرار يخص حياته، فشتمته بأنه (أبن أمه)، فأنتم تريدون مني انتظار ما يقارب ال4 سنوات وأنا فقط أعيش على |الوعود| التي يمكن أن تتحقق ويمكن لا، وقالت له أن كل الذي بينهم انتهى وهي لا تريد سماع صوته بعد الأن، وعلى الفور غادرت الجلسة وذهبت.
انهار سيرميد وأحس بخيبة أمل كبيرة، عاد الى المنزل والدنيا سوداء حوله، دخل بحالة نفسية سيئة، مرت الليلة الأولى بمنتهى الصعوبة فإخلاص الفتاة التي اعتاد أن يسمع صوتها بكل ساعة لم تتصل به، والليلة الثانية على هذا الحال والثالثة والرابعة وحتى نهاية الأسبوع ولم يتكلما أبداً.
الصدمة ستبدأ الأن فكن على استعداد لتصديقها
في اليوم الأول من الأسبوع الثاني رن الهاتف بمنزل الشاب، فتح سيرميد الهاتف وإذ بصوتها العذب يأتيه فهذه إخلاص حبيبته، بدأت كلامها معتذرة عما بدر منها في المقهى وعن الطريقة التي تركته بها وذهبت، فهي كانت حالة غضب لا تحتمل.
فأحس سيرميد بالاستئناس لكلمات إخلاص الرقيقة وخاصة بعد أن اخبرته أنها موافقة على الشروط التي وضعتها عائلته، وأنها ولأخر يوم بحياتها ستبقى بانتظاره فهو الشاب الذي تريد أن يصبح أباً لأولادها.
قبل أن تغلق الفتاة الهاتف طلبت من الشاب رؤيته، ولكن هذه المرة بمكان مختلف عن المقهى المعتاد، فطلبت إخلاص من سيرميد أن يأتي إلى منزلها، انصدم الشاب من طلبها وخاصة أنها قالت أن المنزل فارغ ولا يوجد أحداً غيرها، فهي ستكون بانتظاره لوحدها وهي تثق به لأبعد الحدود، فهو سيصبح زوجها المستقبلي ولن تخاف من البقاء معه لوحدهما.
رفض الشاب كلامها
وخاصة أنها من عائلة الرجال بها لا يقبلون بمثل هذه التصرفات، فأخيها لإخلاص كان ضابط بالقوات المسلحة، فلو أتى ورآهم لكتب على سيرميد الهلاك وسيصبح موضع فضيحة بالمدينة كلها.
اقنعته أنه لن يدخلا للمنزل فقط سيقومان بالتكلم عند الباب الخارجي، وفعلاً استطاعت بأسلوبها المغري أن تجعل سيرميد يوافق واتفقا أن يكن اللقاء في اليوم التالي الساعة 4 عصراً، على أن يأتي من الباب الخلفي الذي يكثر الأشجار حوله، وهكذا سيتأكدان من عدم إمكانية رؤيتهم من قبل الجوار أبداً.
وبالفعل في اليوم التالي ذهب سيرميد بالوقت المحدد وإخلاص بانتظاره، وفور رؤيته بدأت بتسميعه الكلام المعسول والمليء بالحب و|المشاعر الجياشة|، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان.
ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني تصميم وفاء المؤذن |
رأينا كيف آلت علاقة الشاب والفتاة للوصول إلى نهايتها لولا المكالمة التي أجرتها إخلاص معلنة بها اشتياقها لسيرميد.
كان الشاب يعيش بدنيا لا يمكن وصفها من شدة فرحه
وإحساسه بالانتعاش من كلام حبيبته، وبقي على هذه الحالة إلى أن أحس بشخص ما يمسك كتفه من الخلف، وعندما استدار لرؤية من يكون، أتته لكمة على وجهه جعلت الدماء تسيل عليه ومن ثم ارتمى على الأرض وإذ بأخيها الضابط لإخلاص ينهار بضربه بكلتا يديه وقدميه.
إخلاص كانت تعلم أن اخيها يأتي إلى المنزل من الباب الخلفي وعند الساعة 4 تماماً، فهذه كانت مكيدة قامت بالتفكير بها لعدة أيام ليتمكن أخيها من رؤية سيرميد عند باب المنزل، فهنا ستضع عائلة سيرميد تحت الأمر الواقع، فأبنهم أصبح متورط بهذه |العلاقة| مع هذه الفتاة وإن لم يتزوجها سيكون مصيره القتل من قبل رجال عائلة الفتاة، فهذه هي كانت الأعراف والتقاليد السائدة.
فما كان من إخلاص إلا القيام بمحاولة فك حبيبها من يدين أخيها قبل أن ينهي حياته، وهي تقول أنه يحبها وهما يخططان للزواج، وبهذه الكلمات استطاعت تهدئة أخيها وجعلته يترك الشاب الملطخ بالدماء أثر الضرب، وعلى الفور وقف سيرميد وبدأ بالركض مبتعداً عن منزل الفتاة.
بمحاولات الإسراع قدر الإمكان
استطاع سيرميد إيقاف الميكروباص للوصول للمنزل، وكل فكره عند إخلاص وماذا سيفعل بها أخيها هل سيقوم بقتلها؟، محاولاً حث السائق على الإسراع لإخبار عائلته عما حدث ليتوجهوا على الفور بخطبة الفتاة، فالأمر أصبح قضية شرف وإن تم قتل الفتاة فسيتم قتله هو الأخر بكل تأكيد.
وهنا الصدمة، الباص فجأة توقف عن السير وأحد الركاب يصرخ ويقول أن محفظة النقود الخاصة به تمت سرقتها، السائق هبط إلى مكان الركاب ودخل إلى داخل الباص وأغلق الباب وقال: ممنوع على أي شخص ترك الباص حتى يتم تفتيشه بالكامل لمعرفة من السارق، وقال أنه سيتوجه إلى قسم الشرطة لتتم عمليات التفتيش على أيدي الشرطة.
سيرميد بدأ بالصراخ عليهم وأنه بمصيبة لا تحتمل التأخير
ولا لمدة خمس دقائق، فكيف سيصبر لعدة ساعات حتى يتم تفتيش الميكروباص كله، مستنجداً بهم أن يقوموا بتركه يذهب الى المنزل، ولكن عندما أحسوا أنه مصمماً على النزول وهو بسرعة من أمر لم يخطر لهم إلا أنه هو السارق وهو يحاول الهروب، وبدأ الجميع بضربه والطلب منه بإظهار المحفظة المسروقة.
يا للمسكين مع كل الألم الذي تحمله من أخيها لإخلاص، ازداد الأمر سوءً وضربوه ركاب الباص بل ولم يكتفوا بالأمر هنا، قاموا بأخذه إلى مركز شرطة المدينة.
ما القصة التي تخفيها علبة الكبريت -الجزء الثاني تصميم وفاء المؤذن |
خوف من المجهول الذي ينتظره هو وحبيبته
دماء تغسل ملابسه من الضرب، تهم بسرقة لا يعرف عنها شيء، الوصول إلى مركز الشرطة للتحقيق معه، كل هذه الأمور حدثت مع صديقنا سيرميد.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك