شجرة الزيتون وما الذي تخفيه بأسفلها؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
بعد الزواج تم الانتقال من مسكنها الحالي إلى بعض الأرياف التابعة لولاية اليمن، فهذه المنطقة هي كانت مسقط رأس هذا الشاب، ومن العادات والتقاليد أن تذهب للعيش مع عائلته.
فالعائلة كانت كبيرة نوعاً ما، وسنية وزوجها تم إعطائهم غرفة ضمن هذا المنزل الريفي، وما هي الا أيام بعد الزواج حتى اكتشفت الفتاة أن زوجها اتكالي بجميع أعماله، ولا يعمل أي شيء لكسب لقمة عيشه.
فبدأت بالقول لزوجها أنها لا ترغب ولا تستطيع العيش في هذا الجو، وطلبت منه القيام باستئجار منزل لها لوحدها حتى ولو كان مؤلف من غرفة واحدة.
بعد الضغط عليه وخاصة أنها كانت عروس جديدة، وافق الزوج على مطالبها بالبحث عن عمل فقط، فهو لا يستطيع أن يخرج ويستقل لوحده من دون أهله.
فما كان منها إلا أن قالت له : أنها قامت بالتكلم مع أهلها القاطنين بولاية(سوسة)، وهم موافقون على ما اقترحته عليهم بأن نذهب ونعيش عندهم، فالمنزل كبير جداً سيقومون بإعطائنا غرفتين ومطبخ ومنافعهما، ولن يطالبونا بأي أموال حتى تستطيع العمل ويصبح لك مدخول ثابت.
على الفور وافق الشاب على كلام زوجته، وبالفعل قاموا بالانتقال من ولاية سيليانا الى ولاية سوسة، وبدأو حياتهم من جديد في منزل أهل سنية.
مرت الأيام والأشهر وسنية تحاول بكل ما أوتيت من عزم أن تساعد زوجها
فهي تحاول حمل بعض المسؤوليات عنه، وتكلمه بأجمل العبارات لرفع معنوياته وخاصة أنه بحث مرات ومرات عن عمل ولم يجد.
وما هي إلا أشهر حتى اكتشفت سنية أنها حامل
ورزقها الله بمولودها الأول، وبعد مرور عامين على زواجهما رُزقت أيضاً بولدها الثاني، ولكن زوجها مرت عليه السنوات وهو لم يحرك ساكن، فقد كان قاطن في منزل والديها المتكلفين بجميع الأمور المعيشية من طعام وشراب وغيرها من الامور.
بالتالي نرى أنه تمادى بأفعاله واهماله لعائلته ومستقبلهم، فأصبح هذا الرجل يعتمد على سنية بكل الأمور، بل وأيضاً يعتبر أن مساعدتها له هذا ما هو الا حق من حقوقه، وعليها مجبرة أن تقوم به.
بكل مرة أصبحت به سنية تطلب من زوجها أن يبدأ من جديد بالبحث عن عمل، كان يصرخ عليها أمام الأطفال، وفي بعض الأحيان ينهال عليها بالضرب، فحياته وكيفية العيش بهذا الوضع كان يروق له.
هل يا ترى ستستطيع سنية أن تكمل حياتها من هذا الشخص اللامبالي؟
شجرة الزيتون وما الذي تخفيه بأسفها؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
فما كان من سنية بعد أن رأت كيف آلت أمور حياتها تصبح من سيئ إلى أسوء، إلا أن تصارح زوجها وتواجهه بالقول: لديك خيارين الأول أن تعمل مثلك مثل باقي الرجال وتصبح أنت المسؤول عن هذه العائلة لا أنا، أو الخيار الثاني أن تقوم برمي يمين الطلاق علي.
فاختار الزوج الخيار الثاني وطلقها وهذا كان بعام 2005
بقيت سنية ببيت والدها وعاد طليقها إلى عائلته بالريف، بعد عام من هذا الكلام بدأ الزوج بإرسال وسائط لعائلة زوجته من أجل تعود إليه، وبالفعل وافقت وعادت للعيش معه، من أجل أطفالها فقط.
قبل أن تعود سنية إلى زوجها اشترطت عليه أن يستأجر لها شقة سكنية لوحدها، لعل وعسى أن يبدأ بالشعور بالمسؤولية عندما يستقل.
وبالفعل بعد أن عادت إليه استأجرا شقة صغيرة في منطقة أهله، ضمن الأرياف وما هي إلا أيام حتى انتقلت العائلة إلى منزلها الجديد للبدء بحياة جديدة.
بيوم من الأيام حصل خلاف ما بين الزوجين، على الرغم من جميع المحاولات التي قامت بها سنية للحفاظ على عائلتها، فقالت له أنها تريد الذهاب الى أهلها، فقال أنه لا يملك المال الكافي لنقلها هي والأولاد بسيارة خاصة.
هنا اعتبرت سنية كلام زوجها تحدي لها بعدم قدرتها على العودة الى بيت أهلها، فقامت بالاتصال بأحد أخواتها وطلبت منها المال الذي من خلاله تستطيع إقلال سيارة أجرة، وما هي إلا بضع ساعات حتى قامت الأخت بتحويل الأموال الى سنية.
فقالت سنية لزوجها أنها ستذهب الى البنك من أجل استلام الأموال، وطلبت منه أن يبقي الطفل الصغير عنده والطفل الكبير في المدرسة لم يعود بعد، وافق زوجها، ولكن سنية من اللحظة التي خرجت بها من المنزل لم تعود.
الزوج انتظر لساعات وساعات وزوجته لم تعد بعد
حتى أنه ذهب للبنك الذي تم تحويل الأموال عليه ولكنه عاد بخيبة الظن، فأيضاً زوجته لم توجد هناك، فقال في نفسه لا بد أنها هربت وتركت الأولاد عندي لأقوم برعايتهم.
عاد إلى مدرسة ابنه الكبير وانتظره حتى خرج، فقال الأب لأبنه انظر الى هذه السيارة المركونة على أطراف الطريق الموجود بداخلها شابان صغيران، انظر أمك قد ذهبت معهما، وبدأ بسرد الكلام بغية أن يوهم الطفل أن أمه بالفعل موجودة داخلها.
عاد إلى المنزل وأخذ الطفل الصغير وبما أنه لا يمتلك الأموال الكافية للحاق بزوجته التي ظن أنها هربت إلى منزل أهلها، أخذ الطفلين وتوجه الى منزل شقيق سنية.
فماذا يمكن أن يفعل الزوج الذي إلى الحين لا يدري أين زوجته؟
شجرة الزيتون وما الذي تخفيه بأسفها؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
بعد أن وصل الى بيت شقيقها، مضت الليلة الاولى ولم تظهر الزوجة، فسرد الزوج لشقيقها القصة التي حدثت بينهما، فقال الأخ لا بد أنها قد ذهبت الى أهلي ب(سوسة) فلا تقلق، فطلب الزوج من الأخ مبلغ(100 دينار) سلفة على أن يقوم بردها بأقرب وقت ممكن.
أخذ الأطفال وخرج لأنه أحس بالثقل الذي يسببه لأهل المنزل،
ولكن الزوج منذ ذاك الوقت لم يسأل عن زوجته أبداً، والزوجة لم تصل الى منزل أهلها لأن عائلتها بعد أن علمت بالأمر توقعوا وصولها بأي لحظة.
مر اليوم الأول والثاني والأسبوع الأول قارب على الانتهاء
وسنية لم تظهر بعد، وكلما سأل أحد الزوج عنها قال لهم أنه لا يستطيع ترك أطفاله والذهاب للبحث عنها، وكل الذي يعلمه عنها أنها ذهبت لاستلام (30دينار)، التي حولتها شقيقتها لها ولم تعد.
سأل والد سنية عنها بجميع أقسام الشرطة والمستشفيات ولكنه لم يجدها، فلم يخطر لهم ألا أن ابنتهم قد تاهت أثناء رحلتها من سيليانا الى سوسة، ولكن أين بالضبط لا أحد يعلم.
قام الأب على الفور بالتوجه إلى مركز الشرطة وتقدم ببلاغ رسمي عن اختفاء ابنته، المشتبه الأول الذي فكرت به الشرطة هي الزوج، فقاموا بالحجز عليه للتحقيق معه، وبالفعل قال الزوج أنه هو آخر من رآها، وكانت المشاكل بينهما قد وصلت الى طريق مسدود، ولكن مع هذا فهو لن يقدم على أذيتها فهي بالنهاية أم أطفاله.
الضابط الذي استجوب الزوج أحس بصدق كلامه وقام بإطلاق سراحه، أمر بعض العناصر بأن يقوموا بالبحث ضمن سجلات المغادرين من |مطار تونس|، ولكن النتيجة واحدة فهي لم تغادر تونس وأنها ما زالت على أراضيها.
ومرت الأشهر وسنية لم تظهر بعد
وهذا الكلام كان بعام 2008 بالشهر الثاني واستمر اختفاءها حتى 2009، أي ما يقارب ال10 أشهر، عائلة سنية بأكملها بالرغم من خروج زوجها من السجن إلا أنه ما زالوا يشكون به، بأنه المسؤول عن اختفائها، وخاصةً شقيق سنية فهو يشعر بالغضب من زوج سنية لأنه بعد اختفائها بدأ بالتكلم عن عرضها، ونشر الأقاويل أنها من الممكن أن تكون هربت مع عشيقها، فقامت بترك أطفالها من أجل أن تعيش حياتها.
ومع هذا فإن شقيقها لجأ إلى القانون ولم يقم بأي تصرف يندم عليه، والمفاجئة الصادمة هي التي حدثت بعام2009، لنتمكن من معرفتها يجب أن نتابع الجزء الثاني، فهيا معاً .
آلاء عبد الرحيم.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك