الرجل الذي باع برج إيفل مرتين تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
والحقيقة تتحدث عن منطقة في مصر تسمى |ميدان العتبة| ، قام أحد الأشخاص ببيعها لشخص أخر ، هذه القصة غير حقيقة و لكن أُخذت من قصة حقيقية ، وهي قصة قطار منطقة العتبة ويطلق عليه بمصر اسم ( ترماي ) ، ترماي العتبة رقم ثلاثون هو الذي تم بيعه وسنتحدث الأن عن هذه القصة أولاً.
في عام ١٩٤٦م جاء رجل قروي من الذين يقيمون بالأرياف إلى القاهرة
وكان يدعى " حفظ الله سليمان " جاء إلى القاهرة ، وأحضر معه مبلغ صغير من المال يبحث عن مشروع صغير يستثمر فيه هذا المال في هذه المحافظة الكبيرة المليئة بالناس ، وكلنا نعلم بأن القاهرة أو أي محافظة تختلف عن الريف ، وعندما ركب حفظ الله سليمان في القطار أصابته الدهشة من هذه المركبة وعدد الأشخاص الذين يركبون بها ، في هذه الأثناء صعد شخص إلى القطار يدعى " رمضان أبو زيد " ، وجلس أمام " حفظ الله سليمان " ، وكان يبدو عليه أنه شخص محترم للغاية ، فهو يرتدي ثياب جميلة وللأسف الشديد بأن " رمضان أبو زيد " كان أحد النصابين المحترفين في مصر.
جلس " رمضان أبو زيد " ومن خلال النظر إلى " حفظ الله " ، أدرك في الحال بأن هذا الرجل هو رجل قروي بسيط ، وبالتالي فإن عملية الاحتيال عليه ستكون سهلة للغاية ، فأخذ يتحدث معه ويسأله عن سبب تركه الريف وقدومه للقاهرة ، فأخبره " حفظ الله " بأنه جاء إلى القاهرة لأن لديه مبلغ من المال يريد أن يستثمره في |القاهرة| ، فعرض " رمضان أبو زيد " المساعدة على " حفظ الله " ، وعدد له العديد من المشاريع إلا أن " حفظ الله " كان يرفضها جميعها .
في أثناء الحديث لاحظ " رمضان أبو زيد " بأن " حفظ الله " منبهر جداً بالقطار ، وبعدد الركاب الكبير وبالشخص الذي يقوم بقطع التذاكر والذي يسمى (كُمسري) ، فسأله رمضان أراك منبهر جداً بالقطار فهل أنت معجب به ؟ هل تريد أن تشتريه مني ؟ وتريحني منه ويصبح لك ؟ وتقبض كل هذه النقود ؟
أجابه حفظ الله سليمان بأن هذا القطار بالتأكيد ثمنه غالي جداً وأنه لايملك ثمنه ، قال له رمضان أبو زيد سأبيعه لك بمبلغ مئتين جنيه مصري
الرجل الذي باع برج إيفل مرتين تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
تحدثنا عن قبول رمضان ببيع القطار لحفظ الله بـ ٢٠٠ جنيه
وفي تلك الفترة كان هذا المبلغ يعتبر مبلغ كبير جداً ، قال حفظ الله ليس لدي كل هذا المبلغ كل ما أملكه هو ثمانون جنيه فقط ، فأخبره رمضان بأنه أحبه جداً لذلك سيقوم بمساعدته ، وبأنه سيقبض منه الأن الثمانون جنيه على أن يكتب ما تبقى من المبلغ بمستندات ويتم دفعها بالتقسيط ، شعر حفظ الله بالفرح الشديد بهذه الصفقة الناجحة.
وذهب كلاً من حفظ الله ورمضان إلى المحامي الخاص برمضان أبو زيد ، وكتبوا العقد والسندات وقبض رمضان أبو زيد كامل المبلغ ، وعاد مع حفظ الله إلى |محطة القطار| ، وطلب منه الركوب ودفع له ثمن التذكرة وأخبره بأن القطار أصبح ملك له ، لذلك عليه الجلوس ومراقبة كل شيئ وعد الركاب لمعرفة المبلغ الذي سيحصل عليه في أخر المحطة ، ومن ثم توجه رمضان إلى بائع التذاكر (الكمسري) ، وأخبره بأن يطلب من حفظ الله النزول في آخر محطة ، وأخبره بأن حفظ الله لا يفهم شيئ ويتكلم بأي كلام ، ومن ثم ذهب السيد رمضان وتركهم
و عند آخر محطة ذهب حفظ الله إلى بائع التذاكر وطلب منه النقود التي جمعها من الركاب ، فاستغرب بائع التذاكر من ذلك وسأله عن أي نقود يتحدث ، فحدث شجار بينهما أدى لذهابهما إلى قسم الشرطة لحل المشكلة مابينهما ، واعتبرت هذه القضية من أصعب قضايا النصب والاحتيال التي حدثت في تلك الفترة ، وانتشر الخبر في |الصحف المصرية| والصحف العالمية أيضاً .
عند سماعنا لمثل هذه القصة سنقول بأنه من الطبيعي جداً أن يستطيع رجل محتال الاحتيال بسهولة على شخص بسيط من أهل القرى ، ولكن سنتحدث الأن عن أخطر وأذكى محتال في العالم وهو ( فيكتور لوستينغ ) .
تابع القراءة وتعرف على قصة هذا النصاب والمحتال الكبير ...
الرجل الذي باع برج إيفل مرتين تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
* سنتحدث عن فيكتور لوستينغ أشهر نصاب في العالم
في عام ١٩٢٥م تحديداً في |فرنسا| بعد الحرب العالمية الأولى كان اقتصاد فرنسا متدمراً للغاية ، لذلك كانت تعتبر فرنسا في تلك الفترة بيئة مناسبة للنصب والاحتيال ، في هذه الفترة كان هناك شخص يدعى ( فيكتور لوستينغ ) قام بأغرب وأذكى عملية نصب في التاريخ ، بينما كان ( فيكتور لوستينغ ) جالساً يقرأ الجرائد ، لفت نظره خبر بأن |برج إيفل| يواجه مشكلة كبيرة بسبب الدهان ، وأنه يحتاج إلى ترميم لكن الحكومة ليس لديها قدرة مالية لذلك ، فخطرت بباله فكرة عبقرية.
من الجدير بالذكر أن فيكتور لوستينغ هو محتال عالمي قام بالعديد من عمليات الاحتيال قبل هذه العملية ، وسنتكلم عن ذلك فيما بعد.
كان لدى فيكتور ورقة مزورة تثبت بأنه متحدث رسمي باسم الحكومة ، ففكر بأنه يقوم بالاحتيال على مجموعة من رجال الأعمال وذلك عن طريق إقناعهم بأن الحكومة ستقوم ببيع برج إيفل خردة ، وذلك لأنها لا تستطيع أن تصرف عليه وترممه .
بالطبع سيخطر ببالك أنه لا يمكن لأحد أن يصدق مثل هذا الكلام ، لكن ما يجب قوله بأن برج إيفل بذلك التوقيت ليس هو برج إيفل الذي نراه حالياً والذي هو من |عجائب الدنيا السبعة| .
* برج ايفل قديماً
تم إنشاء برج إيفل عام ١٨٨٩م ، ومن ثم تم نقله من مكانه عام ١٩٠٩ م ، وتم وضعه في مكانه الحالي لذلك لم يكن برج إيفل بالشيئ المبهر ، فانتهز فيكتور لوستينغ هذه الأمور وبدأ بالبحث عن رجال أعمال ينفذ عليهم عملية الاحتيال ، وبالفعل استطاع مقابلة ستة أشخاص من رجال الأعمال المرموقين في فرنسا ، فاجتمع معهم وأخبرهم بالقصة وبأنه متحدث رسمي من الحكومة ، وأن الحكومة لا تستطيع الإعلان عن بيع برج إيفل على أنه خردة ، لأن ذلك سيحدث ضجة كبيرة ، فقامت بتفويضه للبحث واختيار رجل الأعمال المناسب لهذه الصفقة .
كما أنه قام باستئجار سيارة ثمينة جداً ، وأخذ رجال الأعمال إلى برج إيفل حتى يشاهدونه كي لايشك به أحد .
تابع القراءة وتعرف على عملية بيع برج ايفل الثانية من قبل فيكتور ... والعديد من عمليات النصب التي قام بها ...
الرجل الذي باع برج إيفل مرتين تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
اكتشف أندريه فيما بعد بأنه تعرض لأكبر عمليه نصب ، لكنه لم يستطيع إبلاغ الشرطة حتى لا يصبح بينه وبين الحكومة سوء فهم .
* عملية بيع برج ايفل الثانية
تمتع فيكتور بالمال ، لكن الأغرب أن فيكتور عاد إلى فرنسا وقام ببيع برج إيفل مرة ثانية لرجل أعمال آخر وبذات الطريقة ، لكن في هذه المرة قام الرجل بابلاغ الشرطة بذلك لكنها لم تستطع القبض عليه لأنه هرب مرة أخرى.
استمر فيكتور بأعمال النصب والاحتيال بأكثر من مكان وأكثر من طريقة فهو محتال عالمي .
* من أشهر عمليات الاحتيال التي قام بها فيكتور لوستينغ هي
عملية بيع صندوق كان يخبر الناس بأن هذا الصندوق يقوم بإخراج مئة دولار كل ست ساعات ، وبالفعل كان الصندوق يخرج ١٠٠ دولار بعد ست ساعات ، ولكن بعد اثنا عشر ساعة كان يخرج من الصندوق ورق أبيض لأنه لم يعد يوجد داخله سوى الورق ، وقد باع العديد من هذه الصناديق لأشخاص عديدة بسعر ثلاثون ألف دولار ، وكانت عملية نصب غريبة إلا أنه احتال بها على العديد من الناس.
بعد كل هذا الذكاء في عمليات الاحتيال تم إلقاء القبض على فيكتور بطريقة غير عادية ، حيث أن صديقته ذهبت إلى الشرطة وبلغت عنه بعد أن شعرت بخيانته لها ، وبالفعل ذهبت الشرطة وألقت القبض عليه وقام بالاعتراف بكل ماسبق ليبقى اسمه مرتبط بأشهر نصاب بالتاريخ.
* وبالتالي نستخلص من هذه القصص مايلي
أولاً: وراء كل عملية احتيال شخص طماع لذلك يجب أن لا نطمع ونرضى بالقليل.
ثانياً: يجب علينا التفكير جداً قبل أي عمل.
ثالثاً: ابتعد عن كيد النساء لأن كيدهن عظيم...
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك