شجرة الزيتون وما الذي تخفيه بأسفها؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
ففي هذا العام توجهت والدة سنية مع بناتها الى برنامج(المسامح كريم)
الذي يتم عرضه على الكثير من القنوات المعروفة، وطلبوا من المذيع(|جورج قرداحي|) أن يستدعي لهم زوج سنية، فسألهم المذيع عن السبب، فجاوبت والدتها لأن أبنتها مختفية منذ 10 أشهر، ونحن على يقين بأنه يخفي علينا سراً ما، فلعل وعسى من خلال البرنامج نستطيع التوصل الى أمر جديد.
تعاطف المذيع معهم وبالفعل تم استدراج الزوج الى البرنامج، بدأت الأم والأبنة بالكلام واتهام الزوج بأنه السبب خلف اختفائها، فما كان منه الا النكران، ومدة البرنامج هي ما يقارب الساعتين، بأكملها تم استغلالها بتوجيه الأسئلة للزوج.
هنا بدأ الزوج بالتعرق بشكل شديد
خاصة أنه قبل مدة شهرين كان يتكلم شيء، واليوم ومع هذا الضغط من المذيع والعائلة والجمهور يغير أقواله الكاذبة، الأمر الذي كشف نفسه به.
فمن ضمن الكلام الذي قاله الزوج ضمن البرنامج كان يعود لتفاصيل مخالفة تماماً للكلام الذي أدلى به لرجال الأمن قبل 10 أشهر عندما تم التحقيق معه.
الصدفة الجميلة والغريبة بآن واحد، أن المحقق الذي حقق مع الزوج قبل 10 أشهر كان من متابعي هذه الحلقة، فعندما سمع كلام الزوج وتذكر الكلام الذي أدلى به عند التحقيق معه والتناقضات الكبيرة بين هذا وهذا، فالأقوال تغيرت من جذورها.
وباليوم التالي لعرض الحلقة عاد المحقق الى إدارة السجلات
وأخرج السجلات وقرأ تفاصيل هذه القضية، وتأكد من أن زوج سنية قام بتغير أقواله، فما كان منه إلا أن قام باستدعائه على الفور.
المحقق ذكي لدرجة كبيرة، قام بطرح نفس الأسئلة التي سبق للمذيع والعائلة بطرحها على هذا الزوج في البرنامج، بدأ الزوج بإعطاء تفاصيل غير متماسكة فكلمة يأتي بها من المشرق وكلمة يأتي بها من المغرب.
فقال أن سنية بعد أن خرجت من المنزل هو رآها تخرج من شاب في السيارة وقام بتشهيد طفله الكبير على هذا الكلام، وكما هو معروف أن الأطفال لا يكذبون، فقال الطفل أنا لم أرى أمي تذهب معهم ولكن أبي قال أنه رآها وهو متأكد من أنها هي، على الرغم من أنني متأكد بأنه اشتبه بها مع امرأة اخرى.
هنا تذكر الضابط المحقق الطفل الصغير الذي تركته أمه عند والدها عندما أرادت الذهاب للبنك، وبالفعل أمر العناصر بإحضار الطفل بكل هدوء حتى لا يشعر بالخوف منهم.
فهل يا ترى ستأخذ القصة مسار أخر، ونرى أنها جريمة قتل بنهاية الأمر؟
شجرة الزيتون وما الذي تخفيه بأسفها؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
بعد وصول الطفل الصغير إلى الضابط قام بإعطائه بعض الحلوى محاولاً أن يبدو الأمر طبيعياً، فسأله هل تعلم من ماما؟ فرد الطفل نعم وأنا أحبها جداً ولكنها لا تعد تعيش معنا، فسأله أين ذهبت إذاً؟ فقال الطفل بكل براءة، أن بابا قام بضرب ماما حتى نامت ولم تعد قادرة على التحرك.
وسأله إن كانت هذه أول مرة بابا يضرب ماما؟ فقال الطفل: لا ليست المرة الأولى، ولكن هذه المرة الوحيدة التي أراها قد نامت ومن حينها لم أعد أراها.
عاد المحقق الى الزوج وأخبره بأنه يمتلك شاهد بأنه أقدم على ضرب زوجته حتى فارقت الحياة، الزوج عندما سمع هذا الكلام بدأ بالتعثر بنطق الأحرف، وجمد الدم بعروقه، ولكن من كثرة أساليب الضغط التي مارسها الضابط عليه قرر الاعتراف.
فقال: نعم أنا أقدمت على قلتها
فسأله الضابط كيف وأنه يريد أن يروي ما حدث بالتفصيل، فرد الزوج: في الصباح عندما كان طفلي الأكبر بالمدرسة، تشاجرنا معاً وعندما علمت بأنها مصممة للذهاب إلى البنك من أجل إحضار المال، قمت بضربها ضرباً مبرحاً حتى ماتت وأخفيت جثتها تحت السرير، ومن ثم نقلت جثتها باستخدام كيس قش(هو كيس كبير سميك لا يمكن الاستدلال عما يوجد بداخله).
بعدها قمت بالتوجه بهذه الجثة إلى مزرعة قريبة من المنزل، فما كان مني إلا القيام بحفرحفرة كبيرة ودفنت زوجتي بها، ومن ثم قمت بزراعة |شجرة زيتون| فوقها، حتى لا يتمكن أحد من إيجادها.
أحس الضابط بالذهول من هول ما سمع
وبالفعل توجهت السلطات الأمنية الى المكان المذكور من أجل التحقق من أقواله، وإذ بالفعل يوجد شجرة صغيرة الحجم مزروعة منذ مدة ليست كبيرة، فقاموا بإبعادها باستخدام أدوات مناسبة.
بدأت عمليات الحفر للبحث عن الجثة التي تكلم عنها الزوج، والصدمة أنهم بالفعل وجدوا الجثة ولكنها محروقة ومتفحمة، فالزوج عمد إلى إخفاء ملامحها بالحرق قبل أن يقوم بدفنها.
عند العودة إلى المركز سأل الضابط الزوج، لماذا قمت بقتل سنية بهذه الطريقة المتوحشة؟، فمن المعروف عنها كم أنها تحملت ظروفك المعيشية المعدومة، وصبرت من أجل الحفاظ على هذه العائلة، فماذا فعلت لتنال منك هذا العقاب؟
قال أنه بسبب المشاكل ولكن الضابط لم يقتنع، بل تركه بالسجن لمدة شهر كامل كل يوم يحاول أن يأخذ منه الحقيقة ولكن من دون جدوى، الى أن جاء اليوم الذي قال الزوج أنه سيعترف بالحقيقة، تأهب يا عزيزي القارئ لمعرفة السبب الصادم.
أن الزوج عمد بفترة من الفترات إلى البحث والتنبيش في الأراضي التي يقال بأنها تحوي بداخلها على كنوز، وإذ بالفعل قام بإيجاد كنز من الذهب، وبالصدفة اكتشفت سنية هذا الكنز الموجود بمنزلها، وأن زوجها لم يخبرها ولا حتى يصرف عليها وعلى أطفالها من هذا الكنز، فقامت بمواجهته.
عندما تأكد من أنها ستقوم بافتضاح أمره بين عائلتها ولدى الجهات الرسمية، خاف الزوج على نفسه وعلى كنزه من الضياع فما كان منه إلا أن قام بقتلها.
تم إحالة الزوج الى المحاكم المختصة، وأصدر القاضي حكم الإعدام بحقه، وتم تنفيذ الحكم أمام مرأى الناس جميعاً.
فهل ترى أنه سبب مقنع ليحرم هذه الأم المكافحة من أطفالها؟، وهل ترى بأنه يستحق الإعدام نتيجة فعلته هذه؟.
شاركنا بتعليق.
آلاء عبد الرحيم.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك