هذا ما حدث مع الشابة خلود عندما تعاطفت مع صديقتها سارة تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
لم تأخذ خلود في حياتها درجات مرتفعة أو تقدير امتياز إلا في فترة الدراسة عن بُعد
ذهبت خلود في الأسبوع الاول إلى المدرسة وهي تحاول إقناع نفسها بأنها تقابل صديقاتها وتقضي وقتاً جميلاً معهم، انصدمت خلود أن كل شيء كان مملاً للغاية، كانت أغلب فتيات فصلها الدراسي قد انتقلوا إلى مدارس أخرى، عدا عن تلك الفتيات التي لم تأخذ جرعات التطعيم وأصبحوا يدرسون عن بعد، كانت خلود تأتي إلى المدرسة وتجلس وحيدة، كانت لدى خلود صديقات عديدة قبل انتشار الكورونا، لكن كانت لتلك الصداقة نهاية مع انتشار ذلك الفيروس
منذ شهر كانت خلود تجلس في ساحة المدرسة وحيدة، لاحظت أن هناك فتاة تدعى سارة تراقبها من بعيد، كانت تلك الفتاة مع خلود منذ أيام المرحلة الاعدادية، لم تكن خلود تحب سارة أو حتى تشعر بالارتياح تجاهها، كانت سارة كثيرة الكلام كما أنها تجلب الملل.
تظاهرت خلود أنها لم تنتبه لسارة
لكنها انصدمت من قدومها اتجاهها وجلوسها بجانبها، بدأت سارة تسأل خلود عن أخبارها وعن بعض الفتيات اللواتي كن مع خلود، كانت ظروف سارة جدا ً سيئة، كانت سارة منذ سنوات عديدة تأتي للمدرسة دون تناول وجبة الفطور، لم ترى خلود أبدا مع سارة مبلغ مالي ولو كان ضئيلاً، اعتادت المعلمات على مساعدة سارة طوال السنة، من خلال إعطائها الملابس واللوازم مدرسية.
سألت خلود سارة ماذا يعمل والدها، نظرت إليها سارة بحزن وقالت لها أن والدها طلق والدتها ولا تعرف عنه أي شيء، شعرت خلود بألم بداخلها وعلمت لماذا كانت ظروف سارة المسكينة سيئة طوال هذه السنوات، ولماذا كانت سارة تعتذر من المدّرسة عن الحضور أيام الدراسة عن بعد، أخبرت سارة خلود أنهم لا يملكون في المنزل سوى هاتف محمول واحد يشتركون به جميعاً هي ووالدتها وشقيقتها، كانت خلود تشكر خالقها على تلك النعم التي تعيش بها من والد ووالدة وعدم تقصيرهم على خلود بشيء واحد.
أصبحت خلود تتعاطف مع سارة بشكل كبير على الرغم من كرهها لها في البداية
إلا أنها أصبحت تتقاسم مع سارة وجبات الفطور يومياً، أصبحت سارة تقول لسارة ما في قلبها وتتكلم معها عن ظروفهم الصعبة، لقد أخبرتها سارة أنها هي ووالدتها وشقيقتها قد ناموا دون أن يتناولون وجبة العشاء، شعرت خلود بحزن كبير لما يحصل مع سارة ووالدتها ووشقيقتها
ماذا حصل بعد أن اخبرت سارة صديقتها خلود عن ظروفهم، تابعونا
هذا ما حدث مع الشابة خلود عندما تعاطفت مع صديقتها سارة تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
أصبحت علاقة خلود وسارة تزداد يوماً بعد يوم،
قبل أسبوعين كانت خلود جالسة في غرفتها، بدأ هاتفها يرن شاهدت رقم سارة على الهاتف وقالت ماذا تريد فهي اتصلت وقت الظهيرة ماذا تريد الآن
ردت خلود وسمعت سارة تقول لها هل أنت نائمة يا خلود، أخبرتها خلود أنها تجلس في غرفتها وتشاهد برنامجاً على التلفاز، أخبرتها سارة أنها تحتاجها في موضوع مهم، أجابتها خلود وقالت لها ماذا هناك يا سارة، ردت عليها صديقتها وقالت لها أنها تعتبرها مثل شقيقتها، ولا تثق إلا بها، أجابتها خلود وقالت لها أنها شعرت بالخوف، قالت لها سارة أنها تملك هاتف ولكنها نسيت رمز الدخول إليه، ولا تعلم كيف يتم فتحه، وطلبت منها أن تساعدها وتأخذ هاتفها إلى محال الهواتف ليتم فتحه، ثم تعرضه للبيع
استغربت خلود من طلب صديقتها سارة، وقالت لها لماذا لا تذهبين أنتي إلى السوق وتعرضي الهاتف للبيع، قالت لها سارة أنها لا تستطيع، إن والدتها لا تسمح لها بالخروج، كما أن سارة لا تريد أن تعلم والدتها بأنها ستبيع |الهاتف المحمول|، أجابتها خلود وقالت لها لماذا، أخربتها سارة أن هذا الهاتف هو هدية من خالها وهي ترى أنهم بحاجة إلى طعام وشراب أكثر من الهاتف، وافقت خلود على طلب صديقتها سارة وأخبرتها أن تحضر لها الهاتف لتبيعه.
شكرت سارة صديقتها خلود وقالت لها أنها لا تنسى خدمتها لها
أخبرتها سارة أنها ستحضر معها الهاتف إلى المدرسة لتأخذه وتبيعه لها، انتهت المكالمة بين خلود وسارة، شعرت خلود بحزن وألم شديد على صديقتها سارة، وتضحيتها بهاتفها لتجلب لعائلتها حاجات منزلية.
في اليوم الثاني تقابلت سارة وخلود في المدرسة، أخذت خلود هاتف سارة، ووعدتها أن تبيعه لها خلال يومين، عادت خلود إلى منزلها وعندما دخلت إلى غرفتها، وحاولت أن تفتح الهاتف لكنها لم تستطيع، أخبرت خلود والدتها عن قصة صديقتها سارة وهاتفها الذي ستبيعه من أجل عائلتها، تعاطفت والدة خلود مع قصة صديقتها سارة، وأخبرت ابنتها ألا تبخل على صديقتها بتقديم أي مساعدة تريدها، أخبرتها والدتها أن تنتظر شقيقها منصور حتى يأخذها للسوق لبيع هاتف صديقتها.
بعد أن مضت ساعة عاد شقيق خلود للمنزل وأخبرته والدته لأخذ خلود للسوق لبيع هاتف سارة، أخبرها شقيقها أنه يستطيع أن يفتح هاتف صديقها وقال لشقيقته، هل نسيتي يا خلود أنني عملت لمدة سنتين في مجال الهواتف المحمولة.
ماذا اجابت خلود شقيقها، وهل استطاعت أن تبيع الهاتف لصديقتها، هذا ما سنعرفه
هذا ما حدث مع الشابة خلود عندما تعاطفت مع صديقتها سارة تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك