ما هي حقيقة القارة الثامنة؟

 ما هي حقيقة القارة الثامنة؟  
تصميم الصورة : وفاء المؤذن  

قبل الحديث عن حقيقة وجود قارةٍ ثامنةٍ على كوكب الأرض، لا بد لنا أولاً من الاتفاق على تعريفٍ محددٍ للقارة، فعلماء الجيولوجيا لم يتفقوا حتى الآن على تعريفٍ دقيقٍ لها، ولكنهم وضعوا مجموعةً من الشروط لوصف أية بقعةٍ من الأرض بوصف قارة، ومن أهم تلك الشروط، أن تكون تلك الأرض من النوع القاري وليست من النوع المحيطي، فهناك الكثير من الجزر اليابسة تصنّف على أنها أراضٍ محيطية وليست قارية، وحتى أن أيسلندا الأوروبية، تعتبر جيولوجياً أرضاً محيطية، وليست جزءاً من| قارة أوروبا| الجيولوجية، فما معنى كل ذلك؟

طبقات الأرض الجيولوجية

تتكون الأرض من ثلاث طبقاتٍ رئيسية، هي القشرة والوشاح والنواة، وتنقسم القشرة الأرضية إلى نوعين، فهي إما ان تكون قشرة قارية، أو قشرةً محيطية، أما الوشاح، فينقسم إلى طبقتين، طبقة علوية من الصخور الصلبة، تشكل مع القشرة الأرضية الغلاف الصخري للأرض، وطبقة سفلى من الصخور المنصهرة، أما النواة فتنقسم إلى طبقتين داخلية وخارجية.

القارات والقشرة الأرضية

تنقسم القشرة الأرضية إلى قشرةٍ قاريةٍ وقشرةٍ محيطية، ولكل واحدةٍ منهما خصائص تميّزها عن الأخرى بحسب علم الجيولوجيا، فمن مواصفات القشرة المحيطية، أن تتكون من صخورٍ ثقيلةٍ ذات كثافةٍ عالية، وتكون سماكتها قليلة، لا تتجاوز العشرة كيلو مترات، أما القشر القارية، فصخورها أقلُّ كثافةً، وقد تصل سماكتها إلى أكثر من خمسين كيلو متراً.

الغلاف الصخري للأرض

يتألف الغلاف الصخري للأرض من القشرة الأرضية والطبقة العليا للوشاح، وهو يطفوا فوق طبقة الصخور المنصهرة المسماة بالماغما، وهذا يجعل الغلاف الصخري معرّضاً دائماً للكثير من الضغوطات، والحرارة، تؤدي إلى تكسيره إلى أجزاء تسمى الصفائح التكتونية، تكون في حالة حركةٍ دائمة، ولكن حركتها بطيئةٌ جداً، وهذه الحركة هي ما تسبب بعض |الظواهر الطبيعية| مثل الزلازل والسلاسل الجبلية وغيرها.

تفسير بعض الظواهر الجيولوجية

عندما تتقارب صفيحتان تكتونيتان من بعضهما إلى درجة التصادم، تنشأ بينهما نتوءاتٌ صخريةٌ قد تتحوّل إلى سلاسل جبلية، مثل سلسلة |جبال هيمالايا|، وسلاسل جبال الأنديز

 أما تباعد الصفيحتين عن بعضهما، فينتج عنه فراغٌ بين الصفيحتين، تملؤه الصهارة، ثم تتبرد الصهارة مشكلةً أرضاً يابسةً منخفضة، تغمرها المياه، مثل |البحر الأحمر| الذي يتوسّع سنوياً ب مقدار2.5 سنتيمتر، وقد تؤدي حركات الصفائح المستمرة إلى تشكل البراكين والزلازل وأمواج التسونامي، وقد تسبب غرق بعض الأجزاء اليابسة أو ظهور أجزاءٍ كانت مغمورةً بالمياه، كما حدث مع الصحراء الإفريقية الكبرى التي كانت مغمورةً بالمياه قبل ملايين السنين.

القارة الثامنة زيلانديا

اعتبر العلماء منذ عام 2017 بأن الأرض المسماة زيلانديا، والمغمورة كلياً بمياه المحيط الهادي، والموجدة قرب الساحل الجنوبي الشرقي لأستراليا، في منطقة جيولوجية تسمى |الحزام الناري|، التي تعتبر أكثر مناطق الأرض اضطراباً، هي قارةٌ غارقةٌ منذ أكثر من ستين مليون سنة، بنتيجة حركات الصفائح التكتونية.

تمتد قارة زيلانديا من شمال كاليدونيا الجديدة إلى جنوب نيوزيلاندا وحتى القارة القطبية الجنوبية، وأكثر من 94% من القارة غارقٌ تحت مياه المحيط الهادي، والظاهر منها مجرد جزرٍ تشكل دولة نيوزيلاندا وكاليدونيا الجديدة، وتعتبر قار زيلانديا شريطاً طويلاً يصل طوله إلى أربعة آلاف كيلو متر وتبلغ مساحته حوالي 4.9 مليون كيلو متر مربع، ويفصلها عن استراليا بحر تازمانيا، وقد كانت زيلانديا وأستراليا قارةً واحدةً انفصلتا قبل ثمانين مليون سنة.

إذا كنت تعشق العلوم والجيولوجيا فشارك المقال.

سليمان أبو طافش