ما هي الغدّة الدرقيّة وما أهمّيتها للجسم ؟ تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
وتقع الغدّة الدّرقيّة في العنق أمام الرّغامى وعلى سطحها الخلفي تتوضّع الغدد جارات الدّرق وتتألّف من فصّين بينهما برزخ وتعطي شكل الفراشة .
ما هي آليّة عمل الغدّة الدّرقيّة ؟
يبدأ الأمر من الوطاء الذي يقع في |الدّماغ| ويفرز هرمون يدعى ( TRH ) ، وهو هرمون يحث الفّص الأمامي الغدّي للغدّة النّخاميّة على إفراز الهرمون الموجّه للدّرق والذي يدعى ( TSH ) .
ينبّه ال (TSH ) الغدّة الدّرقيّة ويحفّزها على إنتاج هرموناتها التي تتمثّل بالتّيروكسين أو |T4| وهرمون التيروزين ثلاثي اليود أو T3 إضافة إلى |هرمون الكالسيتونين| المسؤول عن خفض نسبة الكالسيوم في الدّم والذي يعاكس في عمله عمل هرمون الباراثورمون المفرز من الغدد جارات الدّرق .
يُعتبر التّيروزين ثلاثي اليود هو الشّكل الفعّال حيث يفقد التيركوسين أو T4 في الكبد والكلى يوداً من الأربع التي يملكها ويتحوّل إلى التيروزين ثلاثي اليود أو T3 .
وعبر ما يعرف بآلية التّلقيم الرّاجع السّلبي ، فإنّ زيادة نسبة T4 إلى حد زائد سيؤدّي لإرسال إشارات إلى الغدّة النّخاميّة لتقلّل من إفراز ال TSH والعكس أيضاً .
وهذا كي تبقى النّسبة ضمن الحدود الصّحيحة .
ما هي أهمّية الغدّة الدّرقيّة ؟
إنّ الغدّة الدّرقيّة مسؤولة عن عمليّات الاستقلاب في الجسم ، والاستقلاب يتضمّن سلسلة من عمليّات الهدم والبناء في الجسم بهدف إنتاج الطّاقة .
حيث أنّ حاجة الجسد وخلاياه للطّاقة تتحقّق من خلال هرمونات الغدّة الدّرقية وذلك في أوقات النّشاط والرّاحة.
إنّ ال T3 يؤثّر على |عضلة القلب| فيزيد من قوّتها و قوّة تقلّصها وسرعتها .
كما أنّ الجنين في المراحل الأولى من الحمل يعتمد على الحاثّات الدّرقيّة من والدته عبر المشيمة ريثما تتشكّل الغدّة الدّرقية الخاصّة والتي تبدأ عملها في حوالي الشّهر الثّالث من الحمل .
بالنّسبة للدّهون ، فإنّ الهرمونات الدّرقية ثؤثّر بشكل كبير على وزن الجسم وترتبط مشاكل السّمنة أو فقدان الوزن الزّائد باضطرابات الغدّة الدّرقية إلى حد كبير.
و لا ننسى دور هذه الهرمونات في العضلات وإنتاجها للطّاقة وبالدّماغ أيضاً ونشاط الخلايا العصبيّة .
ما هي أبرز الوسائل التّشخيصيّة لاضطرابات الغدّة الدّرقيّة ؟
بالطّبع الأعراض تأتي أوّلاً حيث أنّ هناك أعراض محدّدة توجّه للشّك باضطرابات الغدّة الدّرقية .
الإيكو و التّصوير بالغامّا كاميرا تساعد أيضاً على التّشخيص وخاصّة في حال وجود تضخّم أو عقيدات .
إضافة للتّحاليل المخبريّة والتي تتضمّن تحليل نسبة T3 و T4 وال TSH وأيضاً الأضداد الدّرقيّة كأضداد البروكسيداز و أضداد الثريوغلوبيولين وهي تفيد في التّفريق بين الأنواع الالتهابيّة للغدّة الدّرقية كداء هاشيموتو و دي كورفان وغيرها .
بعد التعرّف على الغدّة الدّرقية في مقالنا لليوم والتي تعتبر ثاني أهم غدّة صمّاء في الجسم ، سنخصّص مقالنا القادم للحديث عن أشيع الاضطرابات التي تصيبها وأعراضهم فتابعوا معنا .
شهد جلب
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك