" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص. تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
قائد عسكري قاسي الطبع حيث قتل أكثر من أربعين مليون شخص في العالم عدا عن التعذيب الذي تشهده أي بلد يدخله بغاراته المتوحشة ، فكان لا يرحم طفل ولا شيخ ولا امرأة .
سنتحدث في هذا المقال عن شخصية " جنكيز خان "
* منشأه وشكله :
اسمه الحقيقي " تيموجين " ، ولد بين عام ١١٥٥ م و ١١٦٢ م في |منغوليا| ، وأجمعت الكثير من المصادر التاريخية على أن شكله كان شبيه جداً للشكل المغولي النمطي ، ولكنه كان طويل القامة واللحية ، شعره أحمر و عينيه خضراوتين ، وأكثر علامة تميزه في سن الشباب كانت بنيته القوية.
* أسرته
كان والد |جنكيز خان| مشارك في حروب مع قبيلة أخرى وقتل قائدها ، وعند ولادة زوجته قام بتسمية الولد بـ " تيموجين " ، على اسم القائد الذي قتله في المعركة ، حيث أنه عاد منتصر عليه .
ولد " |تيموجين| " ويوجد في يده كتلة من الدم ممسكاً بها ، وهذا تفسيره عندهم " أن الطفل سوف يكون قائد له شأن عظيم " .
* حياته
وكعادة الكثير من قبائل المغول ، فقد كانت بداية تيموجين قاسية ، حيث اختار له والده زوجة عندما كان عمره تسع سنوات ، وأرسله لعشيرتها لكي يخدم والدها إلى أن يتم عمر ١٢ سنة ، وهو سن الزواج.
توفى والده وتخلت القبيلة عن أمه " أولين " وعن أخوته ، وهذا أدى به إلى طفولة مشردة ، فقد كانوا ينامون بدون طعام لمدة ثلاثة أيام ، وكان الأكل عبارة عن صيد للحيوانات البرية و|النباتات| والحشائش.
ومن شدة الفقر والجوع قام تيموجين بقتل أخاه ، وذلك لأنه سرق منه جزء من أكله الذي كان عبارة عن سمكة.
ومرت الأيام وهو يراقب الجو السياسي المعقد في منغوليا ، والذي كان عبارة عن الحروب القبلية والسرقة والغارات والفساد.
و بعد وفاة والده وطفولته المشردة هذه ، كان صعوده للسلطة بطيء وصعب جداً ، فأول مرة قدم نفسه كانت على أساس أنه تابع لزعيم قبيلة الكرايب ، الذي هو " |طغرل خان| " وكان صديق والده ، وتوطدت العلاقة بينهم عندما خطفت زوجة تيموجين واسمها " بورتا " ، فطلب تيموجين مساعدة من طغرل ، فأرسل له ٢٠٠ ألف مقاتل وصديقه " جاموكا " الذي كان " خان على القبيلة " أي والي على القبيلة ، ونجحت الحملة في تحرير بورتا ، وهزموا القبيلة التي قامت بخطفها .
" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص. تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
إذاً ما هو سبب التفرقة بين الصديقين ؟
إنها ( السلطة ) .
فقد كانت الصداقة بالنسبة لتيموجين هامة ، لكن طموح تيمودين للسلطة لم يكن له حدود ، وكان جاموكا أيضاً يسعى أن يكون خان على المغول جميعهم.
وبالطبع لا يوجد ملكين لشعب واحد .
والحدث الذي أشعل الحرب بينهم هو أن أخا جاموكا الصغير سرق قطيع خيول ، وكان هذا القطيع ملك أحد أتباع تيموجين ، فقام أتباع تيموجين بقتل السارق واستعادة القطيع ، فجمع جاموكا من قبيلته ٣٠ ألف مقاتل ، وذهب بهم ليحاربوا تيموجين ، الذي كان متمركز عند جبل بنفس عدد المقاتلين ، وقامت المعركة وانتهت بانتصار جاموكا وانسحاب تيموجين.
وهنا لم يرض جاموكا بمطاردة تيموجين تقديراً للصداقة التي كانت بينهما ، ولكنه قام بتعذيب الأسرى عذاب شديد إلى أن توفوا جميعهم .
بعد ذلك ضم تيموجين لجيشه عدد كبير من القبائل المتحالفة معه ، وبدأ في تجهيزهم وتدريبهم عسكرياً ، وعمل على إشعال الحماسة بينهم بالخطاب الذي يعزز فكرة أن " في الإتحاد قوة " .
ومع مرور الوقت زادت سيطرة تيموجين على جميع قبائل منغوليا ، وحارب قبائل التتار وهزمهم ، وبعد أن قام تيموجين بتوحيد جميع القبائل التي تحت سيطرته ، أُطلق عليه اسم ( جنكيز خان ) .
بعد السيطرة على الصين ، اتجهت أنظار جنكيز خان لبلاد الفرس ، ففي البداية أرسل جنكيز خان رسول لحاكم الفرس ، و عاد له الرد وهو رأس الرسول ، فقرر جنكيز خان الرد بطريقته ، فأرسل جيش من ٢٠٠ ألف مقاتل من الأشداء ، وكانت حملة وحشية .
" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص. تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
* حملة جنكيز خان على بلاد الفرس
قام جنكيز خان هو وجيشه بشن حملة وحشية على الفرس ، وكانت حصيلة القتلى هي مليون من رجال ونساء وأطفال ، بعد ذلك غار جيش جنكيز خان على الغرب ودخلوها بدون مقاومة تذكر ، وأصبحت جميع المناطق المجاورة له تحت سيطرته ، و وصلت حدود مملكته من كوريا إلى حدود دولة خواريزم الإسلامية ، ومن سهول صيبريا إلى حدود بحر الصين ، أي أنها كانت تضم من دول العالم حالياً ( الصين وإيران وكازاخستان وكوريا الشمالية والجنوبية ومنغوليا وفيتنام وتايلاند وأجزاء من صيبريا ) ، إضافة إلى مملكة لاوس وميانمار ونيبال وبوتان .
كان ذكاؤه يظهر في طريقة معاملته مع القبائل والبلاد التي غزاها ، فمثلاً لم يكن يطرد جنودها أو يهين القبيلة أو نسائها ، بل كان يجمع أبناء القبيلة تحت حمايته كأنهم من عشيرتة ، ويشركهم في أمور البلد ، وكانت والدته تتكفل أيتام القبائل ، وتضمهم للأسرة ، وبذلك استطاع أن يكسب ولاء القبائل وتأييدهم له ، وهذا كان السبب الرئيسي - بعد تفوقه العسكري - لقوته وتوسع أراضيه بسهولة.
* قرارات جنكيز خان
يمتلك جنكيز خان قرارات مختلفة عن المغول بشكل عام ، ومنها :
- كان يمنع صيد الحيوانات في موسم تزاوجها .
- تجريم السرقة
و هذا كان غريب بالنسبة لشعب مقسوم لقبائل .
- منع الاغتسال في النهر .
- منع بيع النساء.
- لم يقيد موضوع الديانات في امبراطوريته ، فقد جعل ديانة كل شخص غير مرتبطة بالقانون العام.
- أعفى الفقراء ورجال الدين والمعلمين والأطباء من الضرائب ، وهذا سبب زيادة شعبيته .
والغريب هو استسلام بعض البلدان له من دون حروب ، مثل الصين والهند.
* الإمبراطورية المغولية
كانت |الإمبراطورية المغولية| واحدة من أكثر الإمبراطوريات المتنوعة عرقياً وثقافياً في التاريخ ، وهذا الذي جعل جنكيز خان يضع قانون حاسم جداً يستطيع من خلاله أن يسيطر على شعب ذو الإمبراطورية المختلفة ، وسمي هذا الدستور بـ ( قانون الياسق ) ، وكان يحاول أن يحقق المساواة القانونية لجميع الأفراد ، ومهتم بالشؤون الداخلية للإمبراطورية
أكمل القراءة لتتعرف على المزيد من قرارات جنكيز خان ، وعلى بنود قانون الياسق الذي وضعه جنكيز خان وطبقه على الجميع .
" جنكيز خان " الذي قتل ٤٠ مليون شخص. تصميم الصورة : ريم أبو فخر |
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك