من قال أن التاريخ لا يعيد نفسه
إقرأوه وانظروا حولكم وأمعنوا النظر
ففي كل يوم جريمة وظلم وقهر ثم اسألو أنفسكم إن كانت هذه أفعال أهل الجريمة مغتصبي الحقوق في عصرنا اليوم ..عصر التحضر.. فكيف كانت أفعال أسلافهم في عصور الفوضى ؟؟؟
وتفكروا....
أصدقائي المتابعين قصتنا اليوم حول نبي من أنبياء الله المرسلين، نبي ذكر في القرآن الكريم والإنجيل والتوراة
ارتبط اسمه بحادثة شهيرة بنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم
نبي كان كفيل لأقدس نساء الكون ،ووالد نبي قتل ظلماً وبهتاناً وهو أيضا قتل بطريقة مأساوية ومن قتله هو إبليس....
لنحكي قصة هذا النبي
في بعض كتب المؤرخين ورد أنه عندما عرج النبي محمد عليه الصلاة والسلام للسماوات السبع رأى بعض الأنبياء السابقين ابتداءً من آدم ووصولاً إلى عيسى عليهما السلام
كان النبي| زكريا عليه السلام |بطل حلقتنا اليوم من بين هؤلاء..
فبعد أن سلّم النبي محمد عليه الصلاة والسلام عليه سأله عن سبب وكيفيه قتله فكان جواب النبي زكريا أن إبليس قتلني ..
كيف ...ولماذا... وما هي التفاصيل؟
هذا ماسوف نتعرف عليه في مقالنا التالي
لنعد في |التاريخ |إلى الوراء ونرى سويّاً ما حدث في تلك الحقبة المأساوية
النبي زكريا نبي مذكور في أسفار العهد القديم و في الإنجيل والقرآن الكريم فهو في التوراة مذكور باسم زكريا بن برخيا أحد الأنبياء الصغار بحسب سفر العهد القديم
وفي الإنجيل هو والد يوحنا المعمدان... وكما أوردنا سابقاً أن النبي يحيى هو يوحنا المعمدان في الديانه المسيحية
أما في القرآن الكريم فقد ذكر في سورة آل عمران والأنعام ومريم والأنبياء
أما عن نسبه ...
فهو زكريا بن برخيا أو زكريا بن دان وينتهي نسبه إلى يهودا ابن النبي يعقوب عليه السلام
بحسب أغلب المصادر فقد ولد النبي زكريا في القرن الأول قبل الميلاد في مدينه الخليل حيث أرسل النبي زكريا إلى |بني إسرائيل| داعياً للحق وعباده الله الأوحد
عاش زكريا حياته متفانياً في خدمه الرب، وقد كان عمران والد مريم العذراء ممن اتبعوه ومن المؤمنين برسالته أما عن عمران فلم يرزقه الله بذرية لثلاثين سنة
فكان عندما حملت زوجته " والتي ذكرت في المصادر باسم حنا، أو حنة " امتناناً للرب وشكراً لنعمته ،فقد نذرت حنة مافي بطنها لخدمة الرب وبيته راجيةً أن يكون ذكراً إلّا أن المولود كان أنثى، وسميت مريم
بالطبع أم مريم وفت بنذرها ،فقدمت مريم إلى بيت المقدس لخدمة الرب
في هذه الفتره توفي عمران والد مريم فتنافس الكهنة وخدمه بيت المقدس لكفالة مريم لما كان لوالدها من خصال وسمات حسنة
أصر زكريّا على كفالتها لعلها تبرد نار الاشتياق بقلبه للذرية ... فهو قد أضحى شيخاً كبيراً وامرأته عجوزاً عاقراً وكانت له الكفالة.
كبرت مريم في جو النبوة والعبادة والديانة وكان لها محرابها الخاص للتعبد، وكما يعلم أغلبنا كان نبي الله زكريا كلما دخل عليها المحراب يجد عندها من الفاكهة ما لذ وطاب
وكلما سألها عن مصدر هذا الرزق تجيب أنه من عند الله
وفي نفس الوقت كان زكريا دائم الدعاء لربه أن يرزقه غلام ذكر يرث النبوة والشريعة منه كي لا تقاد إلى الفاسقين من بني إسرائيل ، فكانت له البشرى بيحيى عليه السلام وهو قائمٌ في المحراب يصلي.... ليذكر هو وابنه في القرآن في سورة الاأنعام
تربى النبي يحيى في كنف والده النبي زكريا
فكان الزاهد الورع التقي منذ صغره، فلم يكن يشارك الصبيان في لعبهم ،فهو قد أوتي النبوة صغيراً.
النبي زكريا كان شديد التعلق بولده ،وكان يخشى عليه من غدر بني إسرائيل
أما النبي يحيى فقد كان لايخشى من قول الحق ولو كان الحساب حياته وهو ماحصل ،فقتل ظلماً وقطع رأسه بهتاناً لأنه لم يتوانى عن قول الحق ولم يرض بالمنكر ليفقد حياته ويهدى رأسه إلى أحد بغايا بني إسرائيل
هنا بدأت فصول مأساة النبي زكريا
فالولد الذي انتظره كثيراً قد رحل إلى خالقه وليس بأي ولد ،بل نبيٌ منذ الصغر وفي هذا الأمر( أي علاقة مقتل النبي زكريا بن النبي يحيى) أكثر من رواية.
نبي قتله أبليس في جريمة لن ينساها التاريخ، من هو؟؟! تصميم الصورة وفاء مؤذن |
الرواية الأولى
تقول أنه بعد مقتل النبي يحيى ظلماً على يد بني إسرائيل وبعد أن وضع رأسه في الوعاء وفوران الدم الذي تلاه ،غضب الرب جلى وعلا لظلم نبيه ،فقام بإنزال عقاب سريع بحق الملك وحاشيته الذين أقدموا على هذا الفعل الشنيع
لذلك في صباح اليوم التالي اتفق القوم على الأنتقام لملكهم من زكريا ،وذلك عندما علموا أن رب زكريا ويحيى هو الذي غضب لما لحق بنبيه فعاقب الملك.
ولكن النذير كان قد سبقهم إلى زكريا يحذره من بطش القوم ،فما كان من زكريا إلا الهرب منهم حتى وصل إلى الشجرة ،تذكروا هذا المقطع جيداً ، فهو بداية النهاية.
الرواية الثانية
تقول أن بعد مقتل يحيى عليه السلام ،وصل الخبر إلى زكريا حتى هرب بدوره إلى أن وصل إلى الشجرة.
أما عن الرواية الثالثة
ولكن في هذه المرة ليس للرواية علاقة للنبي يحيى فيها
الرواية تقول أن بعد وضع مريم وليدها ،شاع خبر كاذب بين الناس ،أن ذكريا عليه السلام هو من أوقع مريم العذراء في الفاحشة ،فهو الوحيد الذي كان يدخل عليها المحراب
أقبل القوم يريدون سفك دمه جزاءاً على فعلته بحسب ظنهم ،ليهرب زكريا عليه السلام منهم ويصل إلى الشجرة
فما قصة الشجرة ؟؟ ولماذا كانت هي بداية النهاية ؟
الروايات الثلاث رغم اختلاف تفاصيلهم إلا أنهم يحملون نفس النهاية
ففي أثناء هروب زكريا من القوم الفاسقين وصل إلى بستان ولم يجد سبيلاً للاختباء أمامه ،فأنطق الله الشجرة لتدعوا زكريا للاختباء بداخلها قائلة (إليّ إليّ يازكريا ... إدخل فيّ) فأتجه زكريا للشجرة التي انشقت له ودخل في جوفها
لكن إبليس اللعين كان حاضراً كل الوقت فرأى مادار بين الشجرة وزكريا عليه السلام
لذلك قبل أن يدخل نبي الله زكريا في الشجرة ويختفي بشكل كلي ،قام إبليس بأخذ بعض من ردائه عليه السلام وجعله يتدلى خارج الشجرة
وصل القوم إلى البستان إلّا أنهم لم يجدوا لزكريا أثراً ،فما كان من أبليس إلّا أن أخبرهم أو وسوس إليهم بأن ذكريا استخدم سحره لشق جذع الشجرة واختبأ داخلها
وتأكيداً لما أخبرهم به قام بإرشادهم إلى الشجرة والرداء المتدلي من جوف الشجرة
فاختلف رأي القوم حول كيفية إخراجه ، فأقترح أحدهم أن يحرقوا الشجرة بمن فيها ،إلا أنّ اللعين إبليس وسوس لهم بأن ينشروا الشجرة إلى نصفين
وبالفعل ....بدأ بنوا إسرائيل بنشر الشجرة ونبي الله زكريا فيها ،حتى وصلت أسنان المنشار على جسده الشريف
فشق للجسد الطاهر إلى نصفين مع الشجرة وبذلك يكون إبليس اللعين هو قاتل زكريا عليه السلام على يد قتلة الأنبياء من بني إسرائيل في جريمة تاريخية ولا إنسانية بحق أبٍ وولدٍ من أطهر خلق الله لن ينساها التاريخ.
حوار النبي ﷴ ﷺ مع النبي زكريا
في الكتب التي تناولت حوار النبي ﷴ ﷺ مع النبي زكريا خلال معجزة الإسراء والمعراج ،يذكر سؤال النبي محمد للنبي زكريا عليهما الصلاة والسلام حول الإحساس بالألم في تلك اللحظة فكان جواب زكريا، أن الشجرة هي من أحست بالألم ، لأن الله عزوجل جعل روح زكريا في الشجرة...
لتنتهي بذلك فصول قصة من أكثر قصص الأنبياء حزناً ،حالها كحال قصة النبي يحيى عليه السلام ،ودائما القاتل الحقيقي وأدوات تنفيذ هذه الجرائم وجهان لعملة واحدة.
إذاً أصدقائي هذا ماكان في جعبتنا حول نبي الله زكريا عليه السلام ،قصة تحمل في طياتها الكثير من المعاني والعبر
فهي ترينا أن الدعاء والتضرع إلى الله بقلب صادق وواثق ،ستكون نتيجتها الحتمية إستجابة للدعاء ،كما أن جزاء الصبر لايضاهيه جزاء
قصة ترينا أن| الشيطان |كان ومازال موجوداً في كل زمان ومكان ،منذ بداية الخلق إلى يومنا هذا ومايتغير هو الأدوات التي يستخدمها اللعين لتحقيق غايته ،
قصة تعلمنا أن دم المظلوم دائماً ينتصر والظالم يعيش بعض من لحظات النصر المؤقتة ليأتي بعدها العذاب ويظهر الحق ولو بعد حين ، ذلك تاريخ خالد وكونوا على ثقة سيعيد نفسه لكن فيه عبرة ولنا في كل مقال قصة.
إن أعجبك هذا المقال شاركنا الرأي في التعليقات وشاركه مع أصدقائك لكي يعرفو قصة النبي زكريا ويعرفوا خطر إبليس على البشر.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك