|
سلسلة عن أحداث ومعلومات تاريخية واقعية والتي تعتبر حدث غريب في وقت حدوثه تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
على مر التاريخ والأزمان التي عاشها الإنسان، كان هناك الكثير من الأحداث الغريبة، ومن الحروب الدامية والتي تفاوتت أسبابها، وسنتحدث كيف آلت مجريات الأمور بعد ماتم نفي نابليون.
فهل أنتم مُستعدون لخوض مُغامرة جديدة داخل أغوار التاريخ؟
عودة نابليون من المنفى.
من هو نابليون؟
لكل شخص لا يعرف من هو، كان |نابليون| إمبراطور فرنسا منذ عام ١٨٠٤ وحتى عام ١٨١٤، وقبل ذلك كان قائد عسكري في الجيش الفرنسي، وعندما قامت |الثورة الفرنسية| عام ١٧٨٩، حكام الدول الأوربية المجاورة لم يروق لهم الوضع، وخصوصاً أن انتشار فكرة الثورة والإطاحة بالحاكم كانت مخيفة جداً في ذلك الوقت.
وبناءً على ذلك، دخلت الدول الأوربية في حروب مع فرنسا، سميت حروب الثورة الفرنسية، والتي استمرت لمدة عشر سنوات، وخلال هذه الفترة، لمع نجم نابليون كقائد عسكري فذ و مُحنك، استطاع أن يقود فرنسا من انتصار لآخر، ولهذا السبب كان يراه الفرنسيين كبطل. واستطاع بعد ذلك الوصول للسلطة والاستيلاء عليها، وعين نفسه كإمبراطور لفرنسا عام ١٨٠٤.
وبعد ذلك مباشرةً، بدأت الفترة التي عُرفت بالحروب النابليونية، وكان هدفها توسيع سيطرت ونفوذ فرنسا، واستمر نابليون بالانتصار في هذه الحروب لحوالي العشر سنوات، لوقت خاض فيه معارك أدت إلى خسائر كبيرة في صفوف الجيش الفرنسي، وبعد ذلك استطاعت بعض الدول الأوربية التحالف ضده، وتم إجباره على التخلي عن العرش، وتم نفيه إلى جزيرة تسمى إلبا تقع بالقرب من إيطاليا.
ويتساءل الكثيرون لماذا لم يتم إعدام نابليون بدلاً من نفيه؟
ففي ذلك الوقت كان سائداً أن الحكام عندما يهزمون ويتنازلون عن عرشهم، يتم نفيهم فقط تجنباً لغضب الناس المؤيدين لهم.
وهناك في المنفى بدأ الحدث العجيب جداً، فبعد ماتم نفي نابليون إلى الجزيرة ظل فيها مايقارب العشرة شهور، وبطريقة ما، استطاع الاستيلاء على أحد القوارب والهرب منها، وتمكن من الوصول إلى الساحل الفرنسي، وتحديداً إلى |مدينة مارسيليا|، والتي تبعد سبعمئة كيلومتر عن |مدينة باريس|.
أخبار هروب نابليون من المنفى
وصلت للملك لويس الثامن عشر والذي كان حاكم فرنسا في ذلك الوقت، فقرر على الفور إرسال كتائب من قوات الجيش الفرنسي لإلقاء القبض على نابليون أو القضاء عليه.
وبالفعل استطاعت هذه الكتائب الوصول إلى المدينة التي تواجد فيها نابليون، حيث استطاع أن يحشد حوله مجموعة من الجنود الذين لازالوا مواليين له، وكانوا على وشك أن يحدث بينهم صِدام، إلا أن نابليون وقف في مواجهتهم من دون سلاح، واكتفى بقول ببضع كلمات قلبت الموازين، وقال لهم من يريد منكم أن يقتل امبراطوره فليفعل ذلك، وبالفعل لم يحاول أي أحد من جنود الكتائب أن يطلق عليه، على العكس التفت هذه الجيوش حوله، معلنيين اتباعه كقائد لهم مرة أخرى، وتمكن نابليون من الوصول إلى باريس واستعادة عرشه بمساعدة جنوده الأوفياء.
وهكذا تحول من شخص منفي إلى امبراطور بين ليلة وضحاها. حتى أن الدول الأوروبية التي كانت تحارب نابليون، وبذلت كل ما هو غالي ونفيس لإسقاط حكمه خلال أكثر من عشر سنوات، أصيبت بالخيبة كيف أن نابليون استعاد حكمه فجأة من دون أي حروب أو نزاعات.
فهل كان هذا محض صدفة أم كان فعل مدبر
|
سلسلة عن أحداث ومعلومات تاريخية واقعية والتي تعتبر حدث غريب في وقت حدوثه تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
التاريخ البشري مليء بالحروب التي أزهقت الآلاف بل الملايين من الأرواح، ولطالما كانت كلمتي الخراب والقتل هما العنوان الرئيسي لكل الحروب.
مالذي تعرفونه عن حرب اندلعت بسبب دلو واستمرت اثنا عشر عاماً؟ وكيف كان دلو خشبي سيسبب في مقتل ٢٠٠٠ إنسان؟
دعونا نعرف قصة هذا الدلو
حرب الدلو، وكما هو واضح من اسم الحرب، فقد قامت حرفياً بسبب دلو خشبي، والتي دارت بين ولايتين إيطاليتين هما مودينا و بولونيا عام ١٣٢٥، وكان بينهما الكثير من النزاعات والمشاكل، وفي ذلك الوقت لم يكن هناك دولة واحدة تسمى |إيطاليا|، وإنما كانت هذه المنطقة عبارة عن مدن وولايات.
وفي أحد الأيام تسللت كتيبة من جنود مدينة مودينا إلى مدينة بولونيا، وتمكنوا خلال هذه العملية سرقة دلو خشبي، والذي كان يعتبر أحد رموز |ولاية بولونيا|، والتي طالبت بإعادة الدلو، ولكن كان الرد هو الرفض، فقامت بولونيا بحشد قواتها والذي كان عددهم يفوق ثلاثين ألف جندي، وأعلنت الحرب على ولاية مودينا، والتي كان عدد جنودها لا يتجاوز سبعة ألاف جندي. وبالرغم من أن خلافاتهم كانت أزلية، إلا أن سرقة الدلو أشعل فتيل الحرب.
التقى الجيشان في منطقة تسمى زابولينو، وبالرغم من قلة عددهم إلا أن جيش مودينا انتصر على جيش بولونيا انتصار ساحق خلال ساعتين فقط. وتعتبر هذه المعركة بمثابة أكبر الاشتباكات الميدانية في العصور الوسطى، حيث أسفرت عن مقتل ألفي جندي في ميدان المعركة.
وحتى يومنا هذا، مازال الدلو الخشبي موجود في كاتدرائية مودينا، كرمز على انتصارهم على جيش بولونيا.
فهل كان هذا الدلو يستحق إزهاق كل هذه الأرواح؟!
والآن سنتحدث عن حدث آخر، يقال إن الرقص يجعل الناس أكثر سعادة، ولكن لن يبدو لكم الأمر كذلك إن علمتم أنه كان سبب وفاة أكثر من 400 شخص في وقت واحد.
الرقص حتى الموت
تدور أحداث هذ القصة في عام ١٥١٨، في عصر| الامبراطورية الرومانية|، شهدت مدينة ستراسبورغ الفرنسية حدثاً غريباً، عندما بدأت امرأة تدعى فراو تروفيا بالرقص في الشارع بشكل هستيري، وبحماس شديد ومن دون توقف لمدة أربعة أيام.
لم تعد تروفيا الوحيدة فقد بدأ الناس بالانضمام لها، ووصل عددهم إلى ٣٤ شخصاً خلال أقل من أسبوع، واستمر العدد بالارتفاع حتى وصل إلى ٤٠٠ شخص بعد شهر متواصل من الرقص.
فما الذي أصابهم؟!
فقد استمر العدد يتزايد يوماً بعد يوم، وانتشر هذا الوباء مدينة تلو الأخرى، والذي أدى إلى وفاة العديد منهم بسبب |النوبات القلبية| والسكتات الدماغية، أو بسبب التعب والإرهاق بكل بساطة، ويقدر عدد الذين يموتون بسبب هذا الوباء إلى خمسة عشر شخص في اليوم الواحد. وقد عرفت هذه الهيستيريا الجماعية باسم طاعون الرقص القاتل.
وهناك عدة نظريات حول هذا الوباء، منهم من قال أنه موضوع نفسي، وهو عبارة عن تنويم مغناطيسي ذاتي أوقع الناس نفسهم فيه بدون إدراك لتبعاته، وخاصة أن العديد من الناس في ذلك الوقت، كانوا مؤمنين بانتشار السحر، والشياطين التي من الممكن أن تسكن أجساد الناس وتسيطر عليهم وتتحكم بهم.
ومنهم من يقول أنه تم دس |المخدرات| في الخبز، وكانت هذه النظرية أقرب نظرية من الممكن تصديقها، ولكن ليس هناك دليل قاطع على صحتها.
وقد تبدو هذه القصة في ظاهرها أسطورة، ولكن السجلات التاريخية وثقت هذا الوباء العجيب، وبالرغم من تطور العلم إلا أن أحداً لم يقدم تفسيراً منطقياً لطاعون الرقص القاتل، ليبقى أحد الألغاز المحيرة للعلماء.
|
سلسلة عن أحداث ومعلومات تاريخية واقعية والتي تعتبر حدث غريب في وقت حدوثه تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
أمريكا تسقط قنبلة نووية على إحدى ولاياتها.
في عام ١٩٦١، تحطمت قاذفة قنابل أمريكية إلى نصفين أثناء التحليق فوق |ولاية كارولينا| الشمالية، حيث تعرضت الطائرة لتسرب في خزان الوقود، مما اضطر الطيار والطاقم للتخلي عن الطائرة والقفز منها، والتي تحطمت أثناء سقوطها وقبل أن تصل للأرض، مما أدى إلى سقوط القنبلتين النوويتين بشكل حر.
ولحسن الحظ، أن القنابل النووية لا تنفجر بفعل الاصطدام كحال القنابل العادية، بل هناك أربعة خطوات معينة ودقيقة، يجب أن يتم تفعيلها لتكون جاهزة للانفجار، وإحدى القنبلتين كانت قد تجاوزت ثلاث خطوات، وكان هناك خطوة واحدة فقط لتنفجر وتُحدث كارثة.
و بذلك تجنبت |الولايات المتحدة| كارثة نووية أسوأ من تلك التي خلفها قصفها لمدينتي "|هيروشيما|" و"|نجازاكي|" في اليابان.
من هو الامبراطور الذي مات بسبب الصراخ؟
الامبراطور الروماني فالنتاين الأول، والذي حكم الامبراطورية الرومانية منذ عام ٣٢١وحتى عام ٣٧٥، وفي ذلك الوقت، كان هناك خلافات بينه وبين عدد من القبائل الألمانية، وبعد عدة مباحثات استطاعوا الوصول إلى صيغة تفاهم لحل الخلافات بينهم.
بعض مبعوثين تلك القبائل تمكنوا من مقابلة الامبراطور، خلال هذه الجلسة، أصر المبعوثين بأن كل المشاكل والخلافات التي حدثت بينهم كانت بسبب الامبراطورية الرومانية، لكن هذا الكلام لم يعجب الامبراطور، الذي أصر حسب رأيه بأن هذه القبائل سبب لكل الخلافات.
وخلال المشادة الكلامية بينهم، فقد الامبراطور السيطرة على أعصابه، وبدء بالصراخ بشكل هستيري، ومن شدة صراخه أصيب بسكتة دماغية أدت إلى وفاته.
آخر ما سنتحدث عنه في هذه السلسلة من الأحداث التاريخية هو
اختطاف قيصر.
وهذه القصة عن امبراطور روماني معروف وهو يوليوس قيصر، وتم اختطافه قبل أن يصبح امبراطور لرومانيا، وفي عام ٧٥ قبل الميلاد، تم القبض على قيصر واختطافه من قبل مجموعة من القراصنة، والذين طالبوا بفدية لتحريره، وقيمتها عشرين طالين من الفضة( الطالين هي وحدة قياس قديمة تساوي ٢٦كيلوغرام)، وعندما سمعهم قيصر استهزأ بهم بسبب ما طلبوه، وأخبرهم أنه من المفروض أن يطالبوا بخمسين طالين.
أرسل قيصر أحد الأشخاص من جماعته والذي تم القبض عليه أيضاً، ليجمع لهم قيمة الفدية، واستغرق الأمر ثمانية وثلاثون يوماً، وظل قيصر هذه الفترة مع القراصنة، وكان برفقته اثنين من خدمه وأحد أصدقائه.
ورفض قيصر بطبيعته |النرجسية| أن يعامل كأسير، بل تعامل مع القراصنة وكأنهم أتباعه، لدرجة أنه كان يأمرهم بالهدوء والسكوت التام عندما يريد أن يخلد للنوم، وكان يقضي وقته معهم في تلحين وصياغة الشعر وكتابة الخطابات، وكان يشاركهم ببعض الألعاب الرياضية، ويشاركهم بتدريباتهم وكأنه واحد منهم، وأصبح القراصنة يحترمونه ويحبونه وأعطوه كامل الحرية ليفعل ما يريد على متن سفنهم وداخل جزرهم.
وفي إحدى جلساتهم قال لهم قيصر أنه سيلاحقهم فرداً فرداً بعد أن تُدفع لهم الفدية ويتم تحريره، وسيصلبهم حتى الموت، ولكنهم لم يأخذوا كلامه على محمل الجد، واعتبروا أنه كان يمازحهم.
وبعد أن تحرر قيصر، قام بحشد أسطول بحري صغير، وبالفعل وفى بوعده للقراصنة وقبض عليهم جميعهم، واستعاد كل الأموال التي دُفعت لهم، واستولى على كل ممتلكاتهم وأمر بصلبهم، وقبل تنفيذ الأمر، تذكر قيصر الأيام الخوالي وترأف بهم، وعوضاً عن صلبهم أمر بقطع رؤوسهم.
وهذه قلة من الأحداث والقصص الغريبة التي حدثت عبر التاريخ فما رأيكم في ذلك؟
تهاني الشويكي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك