من الرجل الذي تسبب في إشعال فتيل الحرب العالمية الأولى اختيار الصورة وفاء المؤذن |
نبذة عن حياة الشاب " غافريلو برينسيب "
- في 25 يوليو عام 1894 م، ولد الطفل اليوغوسلافي في قرية صغيرة وفقيرة في دولة البوسنة التي كانت تابعة حينها لحكم المجر.
وكان ينحدر من أسرة فقيرة جداً، وبلغ عدد أخواته خمسة ذكور وأربع بنات.
ومع دخوله سن المراهقة، حاول أن ينضم للجامعات والمنظمات التي تحارب من أجل الاستقلال عن المجر.
- وعندما أتم عمر الـ 18، اتجه إلى جماعة اليد السوداء لكي ينضم إليها، لكن هذه الجماعة رفضته لقصر قامته، فاتجه بعد ذلك إلى منظمة أخرى، وأيضاً تم رفضه بسبب قصر قامته، وأخيراً استقبلته جماعة الاتحاد أو الموت فأصبح فرد فيها.
كيف قبضت الشرطة على غافريلو بتهمة اغتيال
هذه الجماعة كانت تستهدف |اغتيال| قيادات الجيش النمساوي المجري، وذلك كورقة ضغط لكي ينفصل عن الأراضي اليوغوسلافية، وتم ترشيحه من قبل جماعة اليد السوداء لاغتيال الأرشيدوق، الذي كان ولي عهد النمسا في حينها.
* وفي 28 يونيو عام 1914 م، كان الأرشيدوق النمساوي " فرانز فرديناند " يقود سيارته المكشوفة مع زوجته في وسط شوارع المدينة.
وكان الشاب" غافريلو برينسيب " يقف داخل أحد المطاعم قبل عملية الاغتيال المفترض أن يقوم بها صديقه، وفجأة سمع صوت موكب يتحرك أمام المطعم، واعتقد بأن صديقه نجح في |تنفيذ المهمة|، لكن عندما غادر المكان بسرعة، رأى الأرشيدوق مع زوجته جالسين في السيارة، ويلقون التحية على المواطنين.
- وفي سرعة البرق ودون تفكير، رأى أن الفرصة مناسبة لكي يثبت ولاءه للجماعة، وأن سيارة الأرشيدوق تبعد عنه مسافة متر ونصف تقريباً، فأخرج مسدسه وقام بإطلاق النار على ولي عهد النمسا برصاصة في دماغه، وبعد ثانيتين قام بإطلاق الرصاص على زوجته في رقبتها.
وقبل أن يحاول غافريلو الهرب، كانت الشرطة قد قبضت عليه.
وفي هذه اللحظة، قام منفذ خطة الانتحار بتناول سم الزرنيخ، وهو أقوى السموم، لكن الشرطة قامت بإنقاذه عن طريق عملية غسيل لمعدته، وفشلت عملية |الانتحار|.
وأثناء التحقيقات توصلت الشرطة إلى باقي المتهمين المشتركين في عملية الاغتيال، وتم تقديمهم جميعاً للمحاكمة، وتم الحكم عليهم بالإعدام ما عدا الشاب غافريلو، فقد تم الحكم عليه بالسجن عشرين سنة فقط، وهذا لأنه قاصر وعمره لا يتجاوز 19 عام، وبالتالي لا يجوز الحكم عليه بالإعدام مهما كانت جريمته.
من الرجل الذي تسبب في إشعال فتيل الحرب العالمية الأولى اختيار الصورة وفاء المؤذن |
- في المرة الأولى: قام بابتلاع كمية من السم، لكن السم كان منتهي الصلاحية ولم يتسبب في موته.
- في المرة الثانية: استطاع أن يحصل على مسدسه الذي قتل به ولي عهد النمسا، ولكن إدارة السجن قامت بإمساكه قبل أن يضرب الرصاص على نفسه.
في 17 أكتوبر عام 1914 م وقف غافريلو بكل فخر أمام القاضي ودافع عن موقفه ومبادئه
وقال جملته الشهيرة " أنا يوغوسلافي وطني أسعى إلى توحيد جميع طوائف الشعب اليوغوسلافي، ولا يهمني كيف سيكون حينها شكل الدولة، ولكن يجب أن نتحرر أولاً عن النمسا، إنني فخور بما فعلت وأتهمكم الآن دون خوف بأنكم تضطهدون الشعب، وتطمسون هويته ولغته، وتشوهون دينه ومعتقداته، فقضيتنا لا تختلف كثيراً عن قضية الشعب الإيطالي في القرن السابق، ولولا المناضلين لكان الإيطاليين عبيدً حتى الآن، وفي النهاية أعتذر عن مقتل الأرشيدوق وزوجته وأؤكد لكم أنني لم أكن اقصد قتلهم ".
ولأنه قاصر وما زال أمامه سبعة وعشرين يوم لكي يبلغ السن القانوني، اضطر القاضي أن يحكم عليه بالسجن لمدة عشرين سنة، لكن للأسف عاش غافريلو في السجن لمدة أربع سنين تقريباً وأصيب بداء السل، واضطروا أن يبتروا يده اليمنى، وتوفي بعد ذلك في 28 أبريل عام 1918م عن عمر يناهز 23 سنة فقط.
كانت وصيته أن يصلبوه ويحرقوا جثته بعد أن يموت، ولكن تم رفض طلبه وتجاهل الأمر تماماً.
وعندما دخلوا عليه الزنزانة واكتشفوا موته، لاحظوا وجود رسالة كتبها على أحد الجدران تنص على "ستظل أرواحنا تجول في فيينا بين القصور وسيظل الأمراء يرتجفون خوفاً منا إلى الأبد".
وقد تم دفنه في مقبرة القديس بالعاصمة سراييفو ومكتوب على شاهدة القبر هذه الجملة الخالدة وهي " الرجل الذي أشعل حربنا".
وإلى الآن فإن الصربيين واليوغوسلافيين يزورون قبره باعتباره |رمز خالد|، نجح في تحريرهم من قبضة السلطات النمساوية.
والسؤال هنا: ماهي العلاقة بين نشوب الحرب العالمية الأولى بقصة هذا الشاب
بعد حادثة الاغتيال هذه بأيام، خرج امبراطور النمسا لكي يعلن ما يسمى بإنذار يوليو، وهو بيان يطلب فيه من صربيا الاستسلام دون حرب وعدم مساعدة اليوغسلافيين بأي شكل من الأشكال.
- وخوفاً من تدخل روسيا في الحرب كمدافع عن صربيا، قام امبراطور النمسا بإبرام اتفاقية دفاع مشترك مع ألمانيا.
ودارت المعركة المعروفة وذلك بعد انضمام الروسيين لصربيا، وراح ضحيتها 9 مليون مقاتل و7 مليون مدني وخسائر تقدر بعشرات التريليونات من الدولارات.
وكل ما حدث كان بسبب ضرب غافريلو رصاصتين على ولي عهد النمسا.
هل كنت تعلم عزيزي القارئ بأن سبب إشعال شرارة |الحرب العالمية الأولى| هو الشاب غافريلو ..شاركنا في التعليقات.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك