أقدم قصة بتاريخ البشرية ( ملحمة جلجامش) تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
جرت أحداث هذه القصة في بلاد الرافدين و فيها من الدروس العظيمة و العبرة الكثير التي خلدتها إلى وقنا الحاضر .
بطل هذه القصة رجل يسمى جلجامش
والده ملك و والدته آلهة ، فهو لا يعد إله كامل بل نصف إله لأن الدم البشري يجري به ، و كان رجل قوي خصب و يتمتع بالذكاء و البداهة ، و له جسم ضخم و قوي لا يستطيع أحد التغلب عليه أو هزيمته .
كان حاكم لمدينة الوركا ، و يعيش في هذه المدينة شعب بسيط و طيب له حياة عادية ، يقضون نهارهم بالعمل لتأمين مستلزمات الحياة إلا أن حاكمها |جلجامش| كان شديد و لا يرحم أهل المدينة ، حين يمشي في أرجاء المدينة يقوم بتكسير ما حوله و يرمي ما يكون في طريقه من خضار على العربات أو غيرها على الأرض و كان أيضاً يتصارع مع الناس و يهزمهم لما كان يتمتع بقوة بدنية عظيمة ، و كان يتفاخر بأنه الأقوى في المكان و لا يستطيع أحد هزيمته .
و من الضرائب الغريبة التي كان يفرضها على شعبه
أنه أذا أراد أحد الشبان من أهل المدينة أن يتزوج بفتاة ، يأخذ جلجامش هذه العروس و يختلي بها ليلة ثم يتزوجها الشاب ، و كان الشعب يغضب كثيراً من تصرف جلجامش هذا ، و راحوا يشتكون للآلهة لكي يتدخلوا و يضعوا حد لتصرفات جلجامش هذه .
و قام الآلهة بوضع تحدي لجعل أنكيدو يتصارع مع جلجامش و يقتله الذي كان عكس جلجامش تماماً ، و أنكيدو هذا عاش حياته في الغابة مع الحيوانات ، و كان شديد القوة لا يتجرأ أحد على التقرب منه ، و كان إذا وضع أحد الصيادون فخ لصيد الحيوانات يقوم أنكيدو بإنقاذ الحيونات و حمايتها من الصيادين .
و حينها ذهب الصيادون إلى جلجامش ليشتكوا إليه من أنكيدو ، و كيف أنه لا يدع أحد يصيد شيء من الحيوانات ، و قام جلجامش بوضع خطة ، حيث أمر بإحضار فتاة حسناء و جذابة لتغري أنكيدو و يصبح متحضر و لكي يتخلص من العادات التي يقوم بها .
بقيت هذه الفتاة عند أنكيدو لمدة ستة أيام
حتى لانَّ طبعه و أصبح متحضر ، ثم أخرجته من الغابة و أخذته إلى المدينة ، و بدأت تحدثه عن أفعال جلجامش مع الشعب و غضب أنكيدو من ذلك ، و راح يتصارع مع جلجامش ، و طال الصراع و العراك بينهما حتى تمكن جلجامش من الفوز على أنكيدو لكنه لا يقتله .
و سرعان من ما تصبح بين جلجامش و أنكيدو صداقة قوية ، و يخرجان مع بعضهما في مغامرات كثيرة ، و كان جلجامش يتباهى بقوتك وكتيراً و لديه شغف لدخل اسمه التاريخ .
أقدم قصة بتاريخ البشرية ( ملحمة جلجامش) تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
قرر كل من جلجامش و صديقه أنكيدو الذهاب بمغامرة إلى |جبال الأرز| مكان وجود الآلهة ، و كان يحرس هذا المكان خوم بابا الذي لا يسمح لأحد الاقتراب من المكان و كان يتمتع بقوة و عزيمة كبيرة .
و كان جلجامش طوال طريقه إلى جبال الأرز يرى كوابيس مخيفة ، إلا أنه صديقه أنكيدو كان يهون عليه و يقول له أنه لا داعي لهذا الخوف ، و عندما و صلا إلى جبال الأرز تصدى لهما خوم بابا ، و يحدث صراع عنيف بين خوم بابا و جلجامش ، و يتمكن جلجامش أخيراً من التغلب عل خوم بابا و قتله .
و الآلهة في جبال الأرز تغضب من جلجامش و قتله لخوم بابا ، إلا أن هناك آلهة واحدة فرحت من تصرف جلجامش اسمها عشتار .
ثم تقرر عشتار النزول إلى جلجلمش و تغريه و تطلب منه الزواج
إلا أنها تفاجىء برفض جلجامش الزواج منها و تغضب |عشتار| منه كثيراً ، و طلبت من الآلهة أن تأخذ حقها من جلجامش .
و تقوم الآلهة بإرسال ثور ليقتل جلجامش ، إلا أن أنكيدو صديقه تمكن من قتل للثور و رمى ساقه إلى عشتار ، فغضب الآلهة غضب شديد لقتل ذلك الثور المقدس ، و هم لا يستطيعون قتل جلجامش لأنه نصف إله ، فقررو قتل أنكيدو .
و حزن جلجامش لموت صديقه أنكيدو لمدة اثنا عشر يوم ، و قام له بجنازة ودع فيها صديقه لآخر مرة .
و أصبح جلجامش يخاف أن يحصل له ذات الشيء و يموت مثل صديقه أنكيدو ، و راح يبحث عن سر الخلود في كل مكان ، و لأن الخلود لا يكون إلا للآلهة و هو يعد نصف إله لان الدم البشري يجري في جسده .
و بدأ يبحث عن رجل هو من البشر و ليس إله نجا من الطوفان و أعطته الآلهة الخلود ، و قد خاض مغامرات كثيرة و تسلقى جبال و حارب كثير من الوحوش ، و عندما عثر على الرجل ألح عليه جلجامش أن يخبره بسر الخلود إلا أنه رفض بالبداية ، و مع محاولات كثيرة أخبره الرجل بالسر ، و قال له عليك أن تبقى مستيقظ لمدة سبعة أيام ، ففرح جلجامش لذلك و قال إنه أمر سهل ، و ما إن جلس على الصخرة بعد عناء السفر استغرق في النوم ، و عندما استيقظ حزن كثيراً و استاء لعدم تمكنه من أن يبقى مسيقظ .
و عاد إلى الرجل ثانية و توسل إليه ليعطيه طريقة ثانية للحصول على الخلود ، و أخبره بأن يحضر نبتة موجودة في |قاع البحر| ، و فرح جلجامش لذلك و قام برمي نفسه في ماء البحر و تمكن من إحضار النبتة ، و فرح كثيراً بحصوله عليها ، و في أثناء عوته إلى الرجل نزل في نهر ليستمتع بماءه و يستريح ، و في أثناء خروجه لم يجد النبتة ، و راوده شعور اليأس ثانية.
و في طريقه للعودة شاهد مدينته التي كان يحكمها
و وجد أن الخلود يكون بالأعمال التي نقوم بها و نقدمها للناس من حولنا ، و عاد للعيش في مدينته و استغل قوته لكي يحمي مدينته و أهلها و يقدم لهم العون ، و أصبح كل أهل المدينة يحبونه و يحترمونه .
و عندما مات جلجامش بعد مرور الوقت ، أفعاله لن تموت و خلد اسمه بالتاريخ ، و كان أهل القرية يحكون قصته لأولادهم و أحفادهم ، ليكون الخلود بالأفعال و الأعمال التي نقوم بها و ليس خلود الجسد .
نتمنى أن تكونوا لستمتعتم بالقصة .
ريم العيسى
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك