 |
| تعلّم فن الصمت الحقيقي بعيداً عن الكلام تصميم الصورة : رزان الحموي |
معظم الناس تعرفه، السكوت عندما يكون في مكانه أغلى من الذهب والألماس، فالمهارة الحقيقية هي أن تعرف متى تتحدث وعندما تتحدث تفحم الناس وعندما تصمت يكون لصمتك عبرة، سنتحدث في هذا المقال عن فن الصمت بطريقة مختلفة، وسنتحدث عن أهم مهارة يجب أن تكتسبها.
من الصفات المشتركة بين الأذكياء والحكماء هي الصمت، وهناك سبب عميق لصمتهم.
ماهو السبب الفعلي لصمت الأذكياء؟
إن السبب الفعلي لصمت الأذكياء هو أن الأذكياء يحبون الإنصات والاستماع، فهو يصمت كي يفكر وينتج حلول خارقة، فالصمت هو وسيلة للتحليل والتفكير فعندما يتحدث يصبح كلامه موزون ومدروس وليس عشوائي ولافائدة منه.
ماهو الشيئ الذي يجب أن يرافق الصمت؟
عندما تصمت يجب أن تسمع يجب أن تطور لديك |مهارة الاستماع|، وهناك فرق بين السكوت والصمت فالصمت هو الإنصات والتمعن في كلام الآخرين كي يفهم وجهة نظرهم وكلامهم، وعندما يرد يرد بطريقة ذكية ومدروسة، أما السكوت فهو محاولة للهروب من المواجهة.
ماهي المهارة التي هي أهم من مهارة من الصمت والتي يجب أن تتعلّمها؟
هي تعلّم وإتقان |فن الكلام|، يجب أن تتعلّم كيفية الحديث والتعبير عن نفسك وعن أفكارك وعن مشاعرك كي لايصبح صمتك هروب من الواقع والمواجهة، وكي يكون صمتك فقط للاستماع وللفهم فإذا تحدثت تكون أفحمت ووضحت وأفهمت.
ماذا تحتاج لتعلّم فن الكلام؟
١- معرفة لغوية ومعلومات كافية
عندما تتكلم يصبح لديك مفردات تتحدث بها، وهذا الأمر يمكن تغذيته في القراءة والإطلاع والخبرات الحياتية والكلام مع الآخرين والممارسة معهم، وفي التعلّم والتدريب كل هذه الأمور تضيف مخزون معرفي لعقولنا، فنستخدمها عندما نتحدث.
٢- اكتساب مهارات
مهارات في التواصل ومهارات في الكلام، نبرة صوتك عندما تتكلم يكون صوتك واضح ومسموع، أي مخارج الحروف واضحة، هذه الأشياء بسهولة يمكنك التدريب عليها وتنميتها في شخصيتك، إذا كنت من متحدثي |اللغة العربية| لديك مخزون كبير موجود في القرآن الكريم حيث البلاغة والفصاحة والإعجاز العلمي واللغوي الرائع الموجود في القرآن الكريم، وبإمكانك التعمق في النصوص الأدبية والشعر، هذه الأشياء مع مرور الوقت ستعطيك حصيلة كبيرة من اللغة والمهارة الكبيرة للتكلم.
 |
| تعلّم فن الصمت الحقيقي بعيداً عن الكلام تصميم الصورة : رزان الحموي |
٣- الممارسة
إذا بقيت في منزلك وصامت في كل حياتك لن تستطيع تنمية مهارة الكلام، إنما تحتاج الممارسة والممارسة في البداية سيرافقها بعض الخوف من الفشل من الانتقاد من الآخرين
هذه الأشياء تحتاج تنمية ثقتك في نفسك لتتجاوزها، لذلك عليك التحدث مع أصدقائك التحدث مع ناس تعرفهم، تتحدث بطريقة التعبير عن أفكارك وممارسة فن الكلام.
نستنتج أنك لتنمية فن الكلام أو اكتساب مهارة الكلام، تحتاج إلى المخزون المعرفي والمعلومات والمخزون المهاري والأدوات التي تساعدك على توصيل المعلومة والممارسة وهي التدريب على إيصال المعلومة، ومع مرور الوقت هذا سيعطيك مهارات جديدة وسيكسبك علاقات جديدة مع الآخرين، وعندما تتقن فن الصمت تكون بوعي كامل في كلامك وتعرف كيفية التحدث وإسعاد الناس وإيصال المعلومة وترك أثر جميل عندهم، فأنت تصمت كي تفكر وتحلل.
ماهي قصة المثل الشهير "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"؟
إن قصة هذا المثل هي باختصار تتحدث عن شخص عجوز في قديم الزمان، صحته لم تعد تساعده للخروج والتحدث مع الناس، وبدأ يشعر في الملل في منزله وبدأ يفكر ماذا يفعل كي يخرج من حالة الملل الذي هو يعيش فيها.
ماهي الفكرة التي وجدها العجوز؟
وجد فكرة هي أن يأتي بحكواتي إلى منزله ويدفع له المال كي يجلس ويروي له قصص وحكايات ويسليه، وبدأ الحكواتي يمتع العجوز ويتحدث الكثير من القصص، وفي نهاية اليوم سَعِد الحكواتي في المال الذي أخذه، واتفقوا على أن يعود في اليوم التالي، وثاني يوم أتى الحكواتي باكراً لأنه كان متحمس للمال الذي أخذه واختصر المقدمات وبدأ في الكلام مباشر واعتقد أنه بهذه الطريقة سيأخذ مال أكثر وبدأ يروري قصة وراء قصة، وفي نهاية اليوم أعطاه الأجر المتفق عليه واتفقوا على أن يأتي في اليوم التالي أيضاً، بدأ الحكواتي في اليوم الثالث بوقت مبكر أكثر وبدأ يتحدث ويتحدث لدرجة شعور العجوز في الملل الكثير، وشعر العجوز في التوتر من كثرة كلامه.
ماذا طلب العجوز من الحكواتي؟
طلب منه أن يصمت ويبقى معه طوال اليوم صامتاً، مقابل أن يعطيه الأجر المتفق عليه، وبقي هذا الحكواتي صامت طيلة اليوم وفي نهاية اليوم أعطاه أجره وأعطاه مال إضافي مقابل سكوته، واستغرب الحكواتي من هذا الأمر، وأصبح يقول للناس في الطريق "إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"، وهذه هي قصة هذا المثل وأصبحت الناس تكرر هذا المثل على أنه حقيقة علمية ومثبتة، وهذا خطأ كبير فالكلام في بعض الأحيان أغلى من الفضة وأغلى من |الألماس|، والصمت عندما يكون في مكانه الصحيح هو أغلى من الذهب والفضة، فالفكرة هي في الشخص والموقف وفي القدرة على التفريق بين الحاجة للصمت والحاجة للكلام.
نرجو الفائدة ...........
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك