ما هي حقيقة الهجمات السيبرانية تصميم وفاء المؤذن |
الأشباح الروسية تهاجم دول الاتحاد السوفيتي السابق
استخدمت روسيا جيشها الإلكتروني لمهاجمة مواقع المعارضين من دول الاتحاد السوفيتي السابق، ففي نيسان \ إبريل \2007، قام بمهاجمة استونيا على أثر نقلها لبعض النصب التذكارية من موسكو، فجعلها شبه مشلولةٍ لزمنٍ طويل، وفي تموز\ يويو\2008، هاجم ليتوانيا، وبعد ذلك بوقتٍ قصيرٍ، تكررّت الهجمات الإلكترونية على جورجيا وقرغيزستان وكازخستان وأوكرانيا.
هل حاولت روسيا التأثير على الانتخابات حول العالم
في عامي 2017 و2018، توجّهت الاتهامات نحو روسيا، على أنها حاولت التأثير في |الانتخابات| الفرنسية والألمانية والأمريكية، وقد كان اختراق البريد الإلكتروني للحزب الوطني الديمقراطي الأمريكي، عمليةً معقدةً استمرت لسنوات، تخلّلها تسريب العديد من الرسائل الهادفة إلى ضرب مصداقية "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية في عهد الرئيس أوباما، والمرشّحة الأولى للانتخابات الرئاسية المقبلة.
هل ساهمت روسيا في نجاح ترامب
حاولت روسيا ترجيح كفة "|دونالد ترامب|" في الانتخابات الرئاسية، وقد نجح فعلاً على عكس كل التوقعات واستطلاعات الرأي، وقد روّج "ترامب" لنفسه على أنه صديق روسيا القادم، ولكن ذلك لم يمنع |الجيش الروسي الإلكتروني| من الاستمرار في استهداف واشنطن، فقد حاول في نهاية عام 2016 مهاجمة شبكة الكهرباء الأمريكية، ما دفع أمريكا إلى اتهام روسيا رسمياً بذلك.
هل تسللت روسيا إلى مواقع أمريكية رسمية
في عام 2018 اتهمت الولايات المتحدة روسيا، بمحاولة التلاعب بالانتخابات النصفية للكونغرس، ثم اتهمتها بتكرار ذلك في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ويعتقد الكثيرون بأن روسيا هاجمت شركة "سولارويندز" العاملة في تطوير الشبكات الحاسوبية، فدخلت من خلال أحد برامجها إلى وزارة الخزانة الأمريكية، ثم إلى وزارة الطاقة، ومن المحتمل أنها دخلت إلى وزارة العدل والتجارة وبعض الوكالات الأخرى.
الهجوم الروسي الأعنف
أثّر الهجوم الإلكتروني الروسي على أكثر من مئة شركةٍ أمريكية، وعلى أكثر من ثمانية عشر ألف عميل لشركة "سولارويندز"، وقد اعتبر ذلك الهجوم هو |الهجوم السيبراني| الأكبر والأعقد في التاريخ، فقد استمر لأكثر من ثمانية أشهرٍ قبل أن يكتشفه أحد، ولا زال مجهولاً حتى الآن كمية المعلومات التي استولت عليها روسيا نتيجة ذلك الهجوم.
الهجمات السيبرانية تستهدف البنية التحتية الأمريكية
لم تكن تلك الهجمات هي الأخيرة من نوعها، فقد تعرّضت الولايات المتحدة للكثير من الهجمات الأخرى التي عصفت ببنيتها التحتية، فقد استهدفت الهجمات السيبرانية إحدى أكبر شركات نقل الوقود الأمريكية، وأكبر شركةٍ لمعالجة اللحوم في العالم (GPS)، وقد وُصف كلُّ هجومٍ بأنه الأول والفريد من نوعه، وتسبّب بأعطالٍ كبيرةٍ في تلك الشركات، وليس ذلك فقط، بل قامت الهجمات بغلق مواقع الشركات على الأنترنت مطالبةً إياها بدفع الفدية.
ما هي حقيقة الهجمات السيبرانية تصميم وفاء المؤذن |
لماذا انخفض معدّل الهجمات السيبرانية على واشنطن
تدخل الرئيس الأمريكي "|جو بايدن|" شخصياً، فطالب نظيره الروسي بإيقاف جيشه الإلكتروني، وإغلاق كافة مواقعه الإلكترونية، وإلا فعلت ذلك أمريكا بنفسها، ولكن الحكومة الروسية نفت تورطها بأي عملٍ من تلك الهجمات، ومع ذلك فقد اختفى أحد أهم المواقع الروسية المتهمة بتنفيذ تلك الهجمات، وكان ذلك نتيجة جهودٍ كبيرةٍ بذلتها واشنطن مع حلفائها، وقد انخفض معدّل الهجمات السيبرانية التي تستهدف الولايات المتحدة بعد ذلك.
هل انحسر الخطر الروسي الإلكتروني
يعتقد المتابعون بأن الجيش الروسي الإلكتروني يستعد للقيام بهجماتٍ شاملة، فهو يبني ترسانته السيبرانية المتطورة، ويعمل في الظلام، وفي هذا الوقت تتفاوض الحكومة الروسية مع نظيرتها الأمريكية، فالمواقع والشبكات الروسية لم تكن في منأى عن بعض الهجمات السيبرانية منذ عام 2017، حين كانت أوكرانيا هي المستهدفة الأساسية، وقد تم توجيه بعض تهم الخيانة لعددٍ من المسؤولين في وحدة أمن المعلومات الروسية.
هل تضع روسيا أوكرانيا نصب عينيها
تعرضّت |أوكرانيا| للاستهداف السيبراني عدة مرات، فقد تم استهاف شركات السكك الحديدية، كما تعرّض مطار كييف للاستهداف أيضاً، بالإضافة إلى مجموعةٍ من شركات الدعاية والاعلان، وقبل نهاية عام 2015 بأيام، انقطعت الكهرباء عن قسمٍ من غرب أوكرانيا، وتعطلت مولدات الكهرباء الاحتياطية في شركة الكهرباء الأوكرانية، وتعطلت شبكة الهاتف بالكامل.
أوكرانيا تعاني مجدداً
غرقت إحدى أكبر المدن الأوكرانية في ظلامٍ دامس، وسادتها الفوضى، وانقطعت عن العالم الخارجي، وقد تكرر ذلك مرةً أخرى في عام 2016، وفي منتصف عام 2017، توقفت شبكة الأنترنت في كامل أوكرانيا، وكان ذلك في يوم احتفال الأوكرانيين بعيدهم الوطني، ونتيجةً لذلك فقد فقدت بعض الشركات الأوكرانية جزءً كبيراً من بياناتها، وكانت الشبكات الإعلامية أكبر المتضررين.
الحكومة الأوكرانية يصيبها الشلل
إضافةً إلى شركات الدعاية والإعلان فقد تضررت أيضاً شبكة القطارات الأوكرانية والكثير من البنوك، بالإضافة إلى عددٍ كبيرٍ من المستشفيات والمؤسسات الحكومية، أما شبكة الاتصالات الأوكرانية فقد توقفت تماماً، وأصبحت الدولة في حالةٍ من الشلل التام، وقد وصلت آثار تلك الفوضى إلى بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبولندا، ثم سرعان ما وصلت إلى أمريكا وأستراليا وغيرها.
كانت نتيجة الهجمات السيبرانية على أوكرانية عالميةً، فقد أثرت على شركاتٍ عالميةٍ مثل "ميرسك" و"فيديكس" و"ميرك"، وتسببت بخسائر مادية لتجاوز آثارها بلغت أكثر من عشرة مليارات دولار، وفي ظل الصراع الروسي الأمريكي المتصاعد على سيادة العالم، ما هي آفاق ذلك الصراع؟ وإلى أين قد يصل؟ وأين هي الصين من كل ذلك؟
شاركونا بآرائكم وساهموا في نشر المقال.
بقلمي: سليمان أبو طافش
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك