اقرأ عن عمر بن الخطاب اختيار الصورة ريم أبو فخر |
• - من هو عمر بن الخطاب؟
• - عمر بن الخطاب قبل إسلامه؟
• - دخول سيدنا عمر بن الخطاب الإسلام؟
• - ولاية سيدنا عمر خلافة المسلمين؟
• - ماهي الأزمة التي حصلت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب ؟
• - استشهاد سيدنا عمر رضي الله عنه وارضاه ومكان دفنه؟
من هو عمر بن الخطاب
هو عمر بن الخطاب ابن نوفيل بن عبد العزىز بن رياح بن عبدالله بن قرد بن رزاح بن عدي، ويعود نسبه إلى كعب بن لؤي، حيث هنا يشترك نسبه بنسب الرسول الكريم محمد.
لم تحدد سنة ولادتها من قبل المؤرخين ولكن قيل أنه ولد مابين عامي /586م و 590م/ ، أي بعد ميلاد الرسول الكريم بحوالي ثلاثة عشر عام، وليس له تاريخ هجري لأنه ولد قبل الهجرة بكثير، كما أنه يعتبر هو مؤسس التاريخ الهجري، لقب بالفاروق لتفريقه بين الحق والباطل كما أنه كان مشهوراً بالعدل، فكان يحكم بين الناس بالعدل حتى ولو لم يكونوا مسلمين.
عمر بن الخطاب قبل الإسلام
عندما بدأ نشر الإسلام بدأ يظهر من سادة قريش أعداء للإسلام والمسلمين بشكل كبير، وكان عمر بن الخطاب من أشد الناس عداوة للإسلام، ووصلت به العداوة لدرجة أنه جند نفسه لأن يمشي خلف |رسول الله|، وكلما كان الرسول الكريم يدعو أحدهم للإسلام كان يأتيه عمر بن الخطاب ويهدده بأنه سوف يؤذيه في حال دخوله للإسلام، وكان معروفاً بقوته الجسدية ومشهوراً وسط قريش بعصبيته، بلغ درجة كرهه وعداوته للإسلام لدرجة أنه كان يعذب جارية لديه طوال اليوم دون أي استراحة، فقط لأنها أعلنت إسلامها، ويخبرها أنه لن يتوقف عن تعذيبها حتى تعود عن رأيها وتترك |الإسلام|، لم يكتفي عمر بن الخطاب بتعذيب وتهديد المسلمين الضعفاء فحسب بل إنه قرر التضحية بنفسه بأن يقدم على قتل النبي، ومن ثم يقوم بتسليم نفسه لقبيلة بني هاشم حتى يقتلوه.
قبيلة بني هاشم هي قبيلة |النبي|، وهي من أقوى القبائل العربية، وقريش تعرف عز المعرفة بأن قبيلة بني هاشم لن تسكت على قتل رجل من رجالها حتى لو أنهم غير مؤمنين به، فقد وصلت درجة كرهه للإسلام بأنه يضحي بنفسه ويموت، وله الكثير من القصص التي كانت تؤكد شدة عداوته للإسلام.
اقرأ عن عمر بن الخطاب اختيار الصورة ريم أبو فخر |
إسلام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
عندما قرأ عمر بن الخطاب الآيات قال بينه وبين نفسه من غير الممكن أن يكون هذا كلام بشر، وخرج من بيت أخته متجهاً إلى الرسول الكريم وأعلن إسلامه.
إسلام سيدنا عمر رضي الله عنه كان نقطة فارقة في الإسلام، لأن المسلمين الضعفاء شعروا بقوة كبيرة عند دخول سيدنا عمر الإسلام، ومن شدة فرحتهم أخذوا يهللون ويكبرون.
عندما أمر النبي عليه السلام المسلمين الهجرة إلى المدينة المنورة التي كان يطلق عليها اسم يثرب، كان المسلمين يهاجروا سراً كما أن بعضهم كان ينتظر وقتاً متأخراً من الليل حتى يهاجر كي لا يراه أحد من المشركين، لأنهم كانوا يجبروهم على الرجوع، ولكن الأمر كان مختلفاً مع أثنين من المسلمين وهما سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنهما، فقد هاجرا في عز النهار وأمام أعين قريش دون أن يستطيع أحد أن يقترب منهم، سيدنا عمر عندما قرر أن يهاجر أخذ سيفه وأمسك بقوسه واتجه نحو الكعبة مكان تجمع عدد كبير من رجال قريش، وطاف عمر حول الكعبة وصلى ركعتين ثم توجه نحو المشركين متحدياً، وقال لهم ( من أراد أن تثكله أمه أو ولده أو ترمل زوجته فليتبعني خلف هذا الوادي )، فأخبر المشركين بأنه مهاجراً وأنه من أراد الموت فليتبعني، فلم ينطق أي أحد من المشركين بأي كلمة، وهاجر |الفاروق| إلى يثرب وصل سيدنا عمر إلى يثرب، وكان الاحتفال به كبيراً جداً من قبل أهل المدينة، وبعد ذلك شارك بغزوتي بدر وأحد بشجاعة قتالية منقطعة النظير.
موقف الفاروق من وفاة النبي عليه السلام
توفي النبي محمد بعد الهجرة بإحدى عشر عاماً، كان هذا الخبر صادماً لجميع المسلمين، لكن سيدنا عمر كانت صدمته كبيرة جداً ومختلفة، ومن ضمن مواقفه أنه عندما شاهد الحزن على وجوه الجميع بسبب وفاة النبي صاح بهم بأن سيدنا محمد لم يمت، وإنما سافر في رحلة إلى السماء مع إخوته الأنبياء لمدة أربعين يوماً، ومن ثم سيعود ثانيةً وصعد على المنبر في أحد المساجد وقال بأن سيدنا محمد لم يمت، واتهم كل من قال بأن سيدنا محمد مات بأنه منافق ويريد إثارة الفتن، فمن شدة حزنه وصدمته بوفاة النبي لم يعد يشعر بما يفعل، إلى أن جاء سيدنا أبو بكر الصديق وقال جملته الشهيرة ( فإنه من كان يعبد محمد، إن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت)، وهنا هدأ سيدنا عمر بن الخطاب واستوعب الأمر.
خلافة عمر بن الخطاب
بعد وفاة الرسول عليه السلام اتفق معظم الصحابة على أن يتولى |خلافة المسلمين| سيدنا |أبو بكر الصديق|، وبالتالي فإن سيدنا أبو بكر هو أول خليفة للمسلمين، وكان سيدنا أبو بكر يرى في سيدنا عمر الشجاعة والقوة التي تساعده في أمور الخلافة، وأصبح سيدنا عمر الذراع الأيمن لسيدنا أبو بكر، وكان له دور بارز بإنهاء أول فتنة بعد وفاة الرسول الكريم، وكانت هذه الفتنة ارتداد عدد كبير من المسلمين بعد وفاة نبي الله محمد، فقد تأزم الوضع ووصل إلى حروب ومعارك بين المسلمين والمرتدين، أشهرها " |معركة اليمامة| "، انتصر فيها سيدنا أبو بكر وأنهى الأزمة بمساعدة نائبه سيدنا عمر.
اقرأ عن عمر بن الخطاب اختيار الصورة ريم أبو فخر |
ماهي الأزمة التي حصلت في عهد سيدنا عمر بن الخطاب
بعد تولي سيدنا عمر الخلافة بحوالي خمس سنوات، حصلت أزمة من أصعب الأزمات في المدينة المنورة، والأزمة كانت بأنه لمدة تسعة شهور لم تنزل قطرة مطر واحدة من السماء، ففسدت المحاصيل ونفقت المواشي وحصلت مجاعة في المدينة المنورة وما حولها من المدن والقرى، آلاف من المسلمين ماتوا بسبب تلك المجاعة كما أنه تغير لون الأرض وأصبح رمادياً، وسمي ذلك العام بعام " الرمادة "، وكان يتوجب على سيدنا عمر الوصول لحل لتلك الأزمة، وأول شيء فعله هو أنه حث المسلمين على الصلاة والدعاء، وطلب الفرج من الله عز وجل وكان يدعو دائماً (اللهم لا تجعل هلاك المسلمين في عهدي)، كما أنه قام بتأخير إخراج الزكاة ووقف إقامة الحد على السارق، لأن الكارثة كانت على جميع المسلمين، وأصبحوا يسرقون الطعام كما أن سيدنا عمر كان يطلب الدعم ممن حوله، استمرت الأزمة فترة ثم فُرجت بفضل الله عز وجل.
فترة ولاية سيدنا عمر كانت من أقوى الفترات للدولة الإسلامية، كما أن الدولة اتسعت لمساحات شاسعة، وكانت من أهم |الفتوحات| التي حصلت في عهده فتح دمشق وحمص وبعلبك والأردن والفتح العظيم لبيت المقدس بعد انتصاره على الروم واسترداده منهم، وأيضاً فتح مصر الذي كان بقيادة القائد القوي |عمر بن العاص| رضي الله عنه وغيرها الكثير من المدن مثل تكريت والموصل والبصرة.
استشهاد سيدنا عمر بن الخطاب ومكان دفنه
استشهد سيدنا عمر بن الخطاب في السادس والعشرين من ذي الحجة عام 23ه، وكان باغتيال غادر من أحد المجوس ويدعى أبو لؤلؤة المجوسي، وكان ذلك أثناء صلاة الفجر فقد أجمع المؤرخون على أنه أثناء إمامة سيدنا عمر للمسلمين في صلاة الفجر تخلل أبو لؤلؤة المجوسي صفوف المصلين وطعن سيدنا عمر ست طعنات قويات في ظهره وهو ساجد، ومن ثم هرب وكان يقوم بطعن كل من يقف في وجهه أو يحاول إمساكه، عندما شعر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه باقتراب أجله أرسل إلى السيدة عائشة ابنة أبو بكر الصديق يطلب منها بأن يدفن بالقرب من سيدنا محمد وأبو بكر الصديق، لأن السيدة عائشة كانت قد جهزت لنفسها قبراً بالقرب منهم، لكنها وافقت على طلب سيدنا عمر وآثرته على نفسها ثم صعدت روحه الطاهرة إلى خالقها، وفاز بالجنة بعد تاريخ طويل وحافل بالانتصارات والسيرة العطرة.
رضي الله عنه وأرضاه.
بقلمي: رهف ناولو
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك