أرباح المشاهير وكيف يقومون بالتسويق للمنتجات بمجرد صورة وبشكل غير مباشر تصميم رزان الحموي |
هل يا ترى وصلنا إلى اليوم الذي ندعو به أنفسنا بأننا من الجيل القديم
أو الجيل الذي يرضى بمدخول قليل لتدبير أموره اليومية؟، فعلى الرغم من أن الكثير من الأشخاص بأوقات الفراغ لديهم يعملون بمختلف المهن، ومهما كانت فهذا الأمر لا يشكل فرقاً لديهم.
فالجيل القديم كان يسعد بادخاره بعض الأموال، من أجل أن يقوم بشراء أحد حاجياته فيها، أما اليوم نرى هذا الجيل بأنه لا يقنع ولا يشبع من الأموال، فهو جيل أقل ما يقال عنه اتكالي وعديم مسؤولية إن صح القول.
سأطرح عليك مثال لتقريب الفكرة
لو رأيت فتى صغير يجول في المدينة وبشوارعها، يوجد على رأسه طبق من الحلويات ويجذب الناس إليه، وفعلاً أنا أكثر من مرة رأيت هذه الحادثة أمامي، حتى أن الطفل كان يتلفظ بهذه الكلمات باللغة العامية ويقول(حلب مشبك قلبي حبك طازج يا حلب).
فعند سؤالي له عن هذه الحلويات قال: أنها أحد أنواع المشبك والتي تسمى (مشبك حلب)، يشتري القطعة بليرة ويبيعها بليرتين وبالتالي المربح هو ليرة.
وقال أنه باليوم الواحد يشتري 30 قطعة ويجب أن يبيعها جميعها، وهو يقابل تقريباً كل يوم حوالي200 شخص بطريقه، فيحتاج إلى يوم كامل من أجل بيع هذه القطع، أي تقريباً يحتاج أن يشتري منه 15% من هؤلاء الأشخاص.
أما إذا انتقلنا للعلم فإن هذه ال15% تسمى ب (Conversion Rate) أو معدل التحول، أي كلما سار هذا الطفل بمكان مزدحم أكثر كلما كانت فرصته بالانتهاء من البيع بمدة قصيرة أكبر، أما إذا سار بمكان لا يحوي على أشخاص بالتالي من الممكن أن يعود إلى المنزل مصطحباً البعض من هذه الحلوى التي لم يستطيع بيعها.
بالتالي الشخص بهذه الحالة يستطيع أن يقدر المكان المزدحم كم من قطع الحلوى يحتاج، والطريق القصير كم من القطع يحتاج حتى يعود للمنزل مصطحباً الأموال فقط.
أي الموضوع كله محصور بعدد الأشخاص كلما زاد زادت الفرصة، وكلما قّل قّلت الفرصة، سننتقل الأن الى مشاهير السوشيال ميديا واتركك لربط الأمور مع قصة هذا الطفل لترى كم هي متشابهة.
فالمؤثرين على |مواقع التواصل الاجتماعي| (|Facebook|، |Instagram|، |YouTube|) غالباً يرونا كأننا بشر عاديين، ولكن حب المال الذي بداخلهم يمكن أن يجعلهم يرونا كوسيلة من أجل الحصول على الأموال.
أرباح المشاهير وكيف يقومون بالتسويق للمنتجات بمجرد صورة وبشكل غير مباشر تصميم رزان الحموي |
نرى هذه الفتاة تقوم بتنزيل صورة لها على منصة الInstagram مثلاً
وهي ترتدي وشاح من ماركة معينة، ولنقل مثلاً أنه من ضمن (1.5 مليون متابع) قام برؤية الصورة فقط (200 ألف متابع).
فلو عدنا الى نظرية ال (|Conversion Rate|)، فلو على أقل معدل التحول من [1-2%]، فهذا يعني هناك من 200 الى 400 ألف شخص ممكن أن يقوموا بزيارة موقع هذه الماركة من أجل شراء نفس الوشاح، والذي يبلغ سعره ما يقارب ال1000$.
وبالتالي نرى أنه فقط بتنزيل صورة من فتاة مشهورة وهي مرتدية إحدى منتجات ماركة معينة، عادت ب400 ألف دولار من الأموال إلى هذه الماركة.
فتخيل معي يا عزيزي القارئ كم من المبالغ التي يمكن أن تطلبها هذه الفتاة من هذه الماركة من أجل تنزل مثل هذه الصورة؟
فمثلاً إن توجهنا إلى الأشخاص الذين يعملون على الإنترنت مقابل أرباح مالية
فمثلاً إن تكلمنا عن شخص لديه 20ألف مشاهدة على منصة الYouTube، نرى أن هذا الشخص بكل مقطع فيديو يترك في البايو الخاص به بعض الروابط ويطلب من مشاهديه أن يقوموا بالاشتراك بها.
السبب أن هذه المواقع لها أهمية كبيرة وستساعدك بعملك، فيمكن أن يطلب منك أن تقوم من خلال Website الخاص بك أن تقوم باستضافة موقع |Bluehost|، ولمجرد معلومة قد تهمك: أن هذا الموقع يعطيه مقابل كل اشتراك ما يقارب ال60$.
من ال20 ألف مشاهد، إن قام فقط 40 شخص فقط بالاشتراك، فهذا يعني أن الأرباح التي سيحصل عليها2400$، فالمشكلة الوحيدة التي يمكن أن يظن المشترك أنه وقع ضحية لهذا الإنسان الماكر، إن لم يذكر خلال الفيديو الذي يعرضه أنه مقابل كل عملية اشتراك هو سيحصل على عمولته الخاصة.
واليوم أغلب |اليوتيوبرز| العرب خاصة، لا يذكرون أي شيء بخصوص هذه المعلومة، لذلك كان لا بد من تسليط الضوء عليها وتحذيرك منها.
لذلك لا يغرك ما يتم عرضه، وتظن أنه لمجرد التسلية فقط، بل كلها أساليب متبعة من أجل الحصول على الأموال الطائلة.
إن أعجبك المقال، لا تنسى أن تشاركنا بتعليق.
آلاء عبد الرحيم.
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك