لغز مثلث برمودا وسبب الاختفاء فيه تصميم ريم أبو فخر |
مثلث برمودا
مثلث برمودا الموجود في |المحيط الأطلسي|، وهو عبارة عن مسطح مائي كبير، يقع بين ولاية فلوريدا وجزر برمودا وجزر بورتوريكو، وبسبب حدوده مع ثلاث مناطق أطلق عليه اسم |المثلث|، وتصل مساحة مثلث برمودا إلى مليون ومئة وخمسة وعشرين ألف كيلو متر مربع.
خطر مثلث برمودا في اختفاء السفن و الطائرات
وخطر مثلث برمودا يعود إلى |حالات الاختفاء| الغريبة التي تحصل به، سواء اختفاء السفن أو الطائرات، وفي عام ١٩١٨ ميلادي بعد إبحار سفينة USS سايسكلوبس وفي طريقها إلى الميناء ومن المفروض أن تستغرق الرحلة ثلاثة أيام في وصولها إلى الميناء، وبعد انتظارها لفترة طويلة في الميناء، اختفت السفينة ولم تصل أبداً ولا حتى أرسلت أي نداء استغاثة، وبعد هذه الحادثة وعدم العثور على أي أثر للسفينة، خرج الرئيس الأمريكي وقال الله والمحيط وحدهما يعلمان أين اختفت السفينة.
ومن بعدها بدأ مثلث برمودا في التهام عدد هائل من السفن والطائرات والغواصات، وبدأت سلسلة من الاختفاءات الغامضة.
أسباب اختفاء الطائرات والسفن في مثلث برمودا
وبعد عدة حوادث للاختفاء في مثلث برمودا، بدأ الإعلام والناس في نسب الحوادث إلى قوة خارقة للطبيعة، وتفسير كل ما يحدث في منطقة مثلث برمودا بأن وجود مدينة |أطلانتس| العظيمة، واعتبروا الذي يحصل هو لعنة أطلانتس على الناس السيئين، والآخرين فسروها إلى وجود |عرش إبليس| في منطقة برمودا والذي يحرق أي شيء يمر في المنطقة، ومجموعة ثالثة فسروا سبب الاختفاء هو وجود الفضائيين ويخطفون الناس الذين يقتربون من منطقة برمودا ويأخذوهم ويعذبوهم، ومجموعة رابعة فسرت هذا الاختفاء سببه هو وجود ثقب زمني ونقلهم إلى زمن ثاني.
كل هذه التفسيرات المجتمع العلمي رفضها تماماً، لأنها مجرد خيال علمي.
ماهو التفسير الحقيقي وراء الاختفاء عند مثلث برمودا
قام مجموعة من الباحثين في دراسة حول لغز برمودا، وتوصلوا إلى بعض من التفسيرات المنطقية، وأولها هو وجود كميات كبيرة من هيدرات الميثان التي تنبعث من قاع المحيط بتركيزات عالية جداً، واثبتوا في التجارب بأن فقاعات الميثان تستطيع أن تغرق سفينة بالكامل، لأن الغاز يختلط مع الماء بنسبة كبيرة ويقلل من كثافة الماء، ويكوّن ظاهرة المياه الرغوية، وهذه الظاهرة لا تستطيع أن تتحمل أوزان السفن وتؤدي إلى غرق السفن من دون أي إنذار.
وبالإضافة إلى أن العلماء اكتشفوا وجود حفرة في قاع برمودا ناتجة عن انفجار غاز الميثان، وقطرها يقدر بخمس مئة متر، وكما أكد العلماء بأن الانفجارات بهذا الحجم ممكن أن تكون كبيرة، وتستطيع أن لتصل إلى ارتفاعات شاهقة في الجو وتأثر على حركة الطائرات.
و التفسير الثاني للغز هو وجود العواصف الاستوائية، وهي عبارة عن عواصف قوية في المياه الاستوائية وموجودة بكثرة في منطقة برمودا، وهذه العواصف تؤدي إلى اختلال التوازن في السفن، بالإضافة إلى بعض الشكوك في وجود مجال مغناطيسي بمنطقة مثلث برمودا والتي تؤثر على حركة البوصلة وعلى عمل الأجهزة.
وكل هذه الأسباب كانت كفيلة في منع الملاحة البحرية أو الجوية في منطقة مثلث برمودا.
لغز مثلث برمودا وسبب الاختفاء فيه تصميم ريم أبو فخر |
دور الإعلام
بعد مراجعة لتواريخ غرق السفن، من قبل مجموعة من الباحثين وخبراء الطقس وخفر السواحل، اكتشفوا شيء غريب، بأن في هذه التواريخ كان الطقس قاسي جداً وأن المحيط كان قمة الهياج، وهذا كان كفيل في غرق السفن، ولكن الإعلام قام في تغيير الموضوع وتزييف الحقائق.
وعلى سبيل المثال في قصة غرق السفينة S S V E، حيث قام المؤلفون في سرد قصة خيالية عنها، بأن السفينة اختفت فجأة ومن ثم ظهرت مرة أخرى، وكل الأشخاص الموجودين على السفينة اختفوا تماماً، ولا يوجد أي جثة لأي شخص ماعدا قبطان السفينة، الذي كان موجود في مكانه ولكنه ميت وجالس على كرسيه ويمسك بيده فنجان من القهوة الدافئة، ثم نفت المنظمة البحرية هذا الكلام تماماً، مع تقديم صور لحطام السفينة وصور لانتشال جثث كثيرة من على متن السفينة، وأن هذه السفينة انفجرت بسبب عطل في خزان الوقود فيها.
قوات خفر السواحل الأمريكية، والإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، قالوا بأن حالات الاختفاء التي تحصل في مثلث برمودا مثل أي حوادث تحصل في مكان آخر بالمحيط، ووفقاً للإحصائيات الرسمية لعدد الطائرات والسفن التي فقدت في مثلث برمودا فإنها تساوي لعدد الطائرات والسفن التي فقدت بأغلب المسطحات المائية في العالم.
وهذا يعني أن الإعلام هو الذي حوّل الموضوع، وأن الإعلام تعمّد في تسليط الضوء على مثلث برمودا.
بحر الشيطان
هناك أماكن أخرى على وجه الأرض أكثر رعباً من مثلث برمودا، مثل بحر ما نو أومي أو كما يسميه البعض ببحر الشيطان، وهو موجود في المحيط الهادي ويحيط بجزيرة مياكي اليابانية وعلى بعد مئة كيلو من العاصمة طوكيو، وعندما صنفوا أكبر حوادث اختفاء حصلت في تاريخ البشرية، وطبقاً للإحصائيات كانوا عشرة حوادث ستة منهم كانوا في |بحر الشيطان|، الطائرة الأمريكية سي ٩٧ كانت في طريقها إلى مطار طوكيو ومرت من خلال هذه المنطقة وكان على متن الطائرة ٦٧ شخص من كبار رجال الجيش، وبالرغم من أن الظروف الملاحية كانت مناسبة جداً للطيران، إلا أن الطائرة اختفت، وكان بينها وبين طوكيو ساعتين فقط.
وفي عام ١٩٨٧ ميلادي كانت السفينة الفلبينية كار لوتا تمر فوق بحر الشيطان، وفجأة احترقت السفينة بدون أي سبب مع أنها لم تكن تحمل أي مواد قابلة للاشتعال، وعندما حاول البحارة في إطفاء القسم الأمامي من السفينة اكتشفوا أن النيران بدأت تشتعل في الجزء الخلفي من السفينة، وبعدما فقدوا الأمل في إطفاء السفينة واستسلموا، تفاجأوا بأن النيران انطفأت لوحدها من دون أي تدخل، وعادت السفينة إلى الفلبين بأمان وحالياً هي موجودة في الميناء، وموضوع احتراقها إلى اليوم لا يزال لغز غريب.
ولما أرسلت الحكومة اليابانية مئة عالم ياباني في سفينة مجهزة، حتى يبحثوا عن سر لغز بحر الشيطان، السفينة ذهبت ولم تعد.
وهذا المكان الكوارث الطبيعية والظروف المناخية التي تحصل فيه تعد أسوأ بمئة مرة من مثلث برمودا، والحوادث التي حصلت فيه قمة في الرعب، وبالرغم من ذلك أغلب الناس لم تسمع به، والسبب في ذلك لأنه لم يأخذ حقه في الإعلام والقصص والأساطير مثل مثلث برمودا.
وهناك مقولة تقول أن مثلث برمودا هو عبارة عن منطقة عادية في المحيط بالإضافة إلى بعض الحظ السيء، و|أسطورة برمودا| هي أسطورة مصطنعة من الكتاب والمؤلفين.
بقلمي: ربا
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك