ما هي ظاهرة الاحتراق البشري الذاتي ؟ وما هو تفسيرها ؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
التصنيف : ماورائيات
رغم أن الكثير من الأدباء تحدثوا عن ذلك مثل العراب ( أحمد خالد توفيق ) في " أسطورة اللهب الأزرق " ، ورائعة ( |تشارلز ديكنز| ) بعنوان " البيت الكئيب " للأدب الروسي ( نيكولاي غوغول ) في روايته " أرواح ميتة " .
إلا أننا سنتحدث عنها بالتفصيل.
المقصود بالاحتراق البشري الذاتي المعروف علمياً باسم " Spontaneous human combustion ، واختصاره SHC ، هو اشتعال جسد الإنسان فجأة وبدون سبب خارجي واضح ، أي حدوث اشتعال مفاجئ يتسبب في تحويل الجسد البشري إلى رماد ، وذلك بدون أي عوامل خارجية.
وهو مصطلح علمي تم طرحه لأول مرة سنة ١٧٤٦م ، على يد الباحث ( بويل رولي ) بعد نشره لدراسة مبدئية في المجلة الطبية البريطانية ، وتناولت الدراسة أهم الاحتمالات التي قد تتسبب في حدوث الظاهرة، بعد أن لاحظ وجود تشابه في بعض صفات الضحايا ، ورغم أنها ظاهرة علمية قديمة جداً ، إلا أن لا أحد يعرف متى بدأت تحديداً .
لكن بناء على السجلات الموثقة من العلماء أنهم اكتشفوا حوالي ٢٥٠ حالة احتراق بشري تلقائي في آخر أربع قرون ، وتحديداً في سنة ١٩٣٧ م قدم الطبيب الفرنسي " |جوناس دوبونت| " كتابه بعنوان " De incendiis corporis human spontaneis " ، والذي كان يشرح من خلاله |ظاهرة الاحتراق البشري الذاتي| مع تقديم نماذج وأمثلة حقيقية .
ومن هذه الأمثلة على أشخاص واجهتهم حادثة الاحتراق الذاتي .
- السيدة الفرنسية نيكول ميليه التي كانت مدمنة على تناول الخمور وتم اكتشاف جثتها في حالة احتراق تام على سريرها .
يوضح الطبيب الفرنسي في كتابه أن الشرطة عثرت وقتها على جمجمتها ، وأجزاء من |عظام الساعد| فقط ، أما باقي جسدها فكان محترق تماماً وعبارة عن رماد.
ورغم ان الشرطة حينها اتهمت زوجها بأن هو الذي قتلها وحرق جثتها ، إلا أن المحكمة قضت ببراءته وأقرت بأنها " حادثة احتراق ذاتي " ، لأن الأطباء أكدوا أن السيدة نيكول احترقت في مكانها ، ومع ذلك كانت أغطية السرير في حالة سليمة وليس عليها أي أثار حرق .
الحقيقة أن التاريخ مليء بالكثير من حالات الاحتراق البشري الذاتي ، ومنها أيضاً :
- في يناير ١٩١٩ م تم اكتشاف جثة الكاتب الإنجليزي ( كمبل تومسون ) في منزله ، وعثرت الشرطة على الجثة في حالة غريبة جداً ، لأنهم وجدوا نصفه السفلي محترق تماماً ، رغم وجود ملابسه في حالة سليمة .
أكمل القراءة وتعرف على المزيد من الحالات التي تعرضت لحادثة الاحتراق الذاتي ...
ما هي ظاهرة الاحتراق البشري الذاتي ؟ وما هو تفسيرها ؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
سنكمل في الأمثلة عن الأشخاص الذين تعرضوا لحادثة الاحتراق الذاتي
السيدة الانجليزية ( غريس بت )
التي كانت مدمنة على تناول الخمور بشراهة فظيعة ، وتم العثور على جثتها في حالة احتراق تام ، والغريب أنهم عثروا على ملابسها سليمة تماماً أيضاً .
- وفي عام ١٩٣٨ وأثناء نزهة عائلية جمعت الأمريكية ( ميري كوربنتر ) بزوجها وأولادها فجأة احترقت ميري تماماً خلال عشرين ثانية تقريباً ، ورغم وجودهم على متن مركب في نصف |البحر| ، إلا أنهم فشلوا في إطفائها نهائياً .
- وفي ٢ يوليو عام ١٩٥١ م تم العثور على رفات الأمريكية ( ميري هاردي ريسير ) في حالة احتراق تام داخل منزلها ، اكتشفت الشرطة رمادها موجود فوق كرسيها ، وتم التعرف عليها من خلال بقايا |عظام الجمجمة| ، وجزء بسيط من القدم اليسرى ، وحفنة من الرماد وزنها خمسة كيلو غرام ، والغريبة أن ملابسها كانت سليمة ، والكرسي الجلدي الذي كانت جالسة عليه أيضاً سليم تماماً.
والأغرب أن |الطب الشرعي| حينها أكد على أن حالة الاحتراق هذه ، لن تحدث إلا بواسطة حريق شديد تبلغ حرارته ٣٠٠٠ درجة مئوية.
ونعلم أن حريق بهذه القوة يستطيع أن يحرق محتويات المنزل بأكمله خلال دقائق.
هذه الأمثلة المهم كانت عينة بسيطة من نماذج بشرية تفحمت تماماً ، وبدون أي سبب على الرغم من وجود ملابسهم ومحتويات المكان المتواجدين فيه بحالة سليمة.
* حوادث حقيقية للاحتراق الذاتي لكن تم إنقاذ الضحية في اللحظات الأخيرة.
سنتحدث عن تجربتهم بدقة متناهية كما عاشوها منها :
- في ٢٦ سبتمبر ١٩٨٥ م كانت الأمريكية ( |ديبي كلارك| ) داخل منزلها ، وفجأة لاحظت خروج لهب أزرق من جسدها ، فخرجت إلى حديقة منزلها بسرعة وهي تضحك وتطلب من والدتها أن ترى جسدها وهو ينير ، وفي مقابلة تلفزيونية تمت بعد هذه الحادثة تحدثت والدتها للمذيع :
( حين رأيتها تضيء أمامي صرخت فيها بقوة لتخلع حذاءها ، فأتى أخوها مسرعاً بسبب صراخي ، ثم حملناها معاً لنغمرها في المياه ، ولا أدري حتى الآن كيف كانت تضحك ، لقد كان أمراً غريباً بالنسبة لي ، وأنا أراها تضحك واللهب الأزرق يتصاعد من جسدها ) .
تابع القراءة وتعرف على المزيد من حالات الاحتراق الذاتي للبشر ، وتفسيراتها الدينية والعلمية ...
ما هي ظاهرة الاحتراق البشري الذاتي ؟ وما هو تفسيرها ؟ تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
والحقيقة أن ديبي ليست هي الوحيدة التي تعرضت فجأة لحالة احتراق ذاتي وتم إنقاذها ، لكن هناك غيرها الكثير ، مثلاً ( جون تاجند وسوزان ميتشود وجاك انجل ) .
وبما أنها ظاهرة غامضة على الرغم من شيوعها لقرابة ٤٠٠ سنة تقريباً ، إلا أن البحث في تفسير منطقي لها كان أمر مستحيل ، فنجد مثلاً كل فئة تحاول أن تضع سبب لها حسب ثقافتها وأفكارها .
* ومن أشهر التفسيرات التي ظهرت على حادثة الاحتراق الذاتي
١) التفسير الديني
رجال الكنيسة في العصور الوسطى كانوا يرون أنه عقاب إلهي من الله سبحانه وتعالى للأشخاص الذين أذنبوا وكثرت ذنوبهم ، أي أن هذا غضب من الله يؤدي لعقاب المذنب في الدنيا قبل الآخرة ، لكن بعد فترة بسيطة من ظهور هذا التفسير الديني ، حدث انقسام في وجهات النظر بين القساوسة وجزء كبير منهم لم يقتنع به حينها ، لأنه كان يرجح حدوث هذه الظاهرة نتيجة سقوط شهب من السماء بفعل |الجن والشياطين| .
والحقيقة أن التفسيران تمت مقابلتهما بهجوم كبير من الأدباء والمثقفين حينها ، وكان الهجوم مبني على أساس منطقي ، وهو بفرض أن ربنا اختار معاقبة المذنبين والعصاة بالاحتراق الذاتي في الدنيا نتيجة ذنوبهم الكثيرة ، فلماذا لم يعاقب الأكثر ظلما وفساداً وإجراماً بذات العقوبة ؟ .
وبفرض أن سبب حدوث الظاهرة هي تساقط الشهب من السماء بفعل الجن والشياطين ، فلماذا لم تحترق ملابسهم وباقي أثاث المنزل ومحتوياته ؟
٢) التفسير العلمي
على الرغم من وقوف العلم موقف الحائر أمام هذه الظاهرة ، إلا أن بعض الأطباء حاولوا أن يجتهدوا قدر استطاعتهم للوصول لتفسيرات " محتملة " أي غير أكيدة .
(1) جزء كبير من العلماء أرجع حدوث هذه الظاهرة إلى تناول الضحية كميات كبيرة من الخمور والكحول .
اقرأ المزيد عن آراء الباحثين والعلماء حول حادثة الاحتراق الذاتي للبشر ...
رهف ناولو
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك